تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقوله (ص 54 - 55): " وكنا سواء في المجتمع أو في الصحافة، نبدي أشد الإعجاب بمصطفى كمال قائد تركيا الحديثة ومنقذها، ولم نكن ندري يومئذ أن هذا الزعيم سوف يتنكر بعد ذلك، وبعد أن اشتد ساعده للإسلام والعالم الإسلامي واللغة العربية لغة القرآن، ويعمل جاهداً لمقاومة تراث الإسلام والعربية في تركيا، ويُصدر مختلف القوانين للحد من آثاره، ويأمر بإلغاء معظم الكلمات والأصول العربية التي استعارتها اللغة التركية واستبدالها بكلمات أوربية حيثما اتفق، وإلغاء الكتابة العربية للغة التركية، واستبدالها بحروف لاتينية، وإلغاء الأذان بالعربية، ثم إلغاء الشريعة الإسلامية، التي كانت تقوم في تركيا مدى عصور على أساس الفقه الحنفي، واستبدالها بتشريعات أوربية حديثة، ألغيت فيها سائر الاعتبارات الدينية، وسمح بمقتضاها للمرأة التركية المسلمة أن تتزوج بنصراني، بل لقد ذهبت العصبية الكمالية فيما بعد إلى محاولة إلغاء الصلاة الإسلامية كلية، واستبدالها بصلاة الوقوف بالأحذية في المسجد، ومتابعة الموسيقى على نحو ما يتبع في الكنيسة النصرانية، لولا ما أثارته هذه المحاولة الجريئة من السخط في سائر أنحاء العالم الإسلامي. والخلاصة أن الحركة الكمالية التي حيوناها في البداية بفيض حبنا وإعجابنا، انتهت بمختلف المحاولات إلى فصل تركيا عن العالم الإسلامي، ومخاصمة سائر الأمم الإسلامية، ومحاولة الاندماج في العالم الأوربي النصراني ".

قلت: رحم الله الأستاذين " الخطيب والجندي "، وجزاهما خير الجزاء عن جهادهما، ودفاعهما عن الإسلام وقضاياه، في زمن التيارات والأمواج العاتية التي مرت بالأمة؛ حيث أصبحت كتاباتهما عن الشخصيات والأحزاب التي ماجت بها أرض الإسلام منارة للسائلين، وعفى الله عن الأستاذ عنان خوضه وفلتاته، التي لم يتبقَ منها إلا جهوده التاريخية النافعة، والله الهادي.

- للفائدة: كتب الأستاذ عنان مقالاً في مجلة " الرسالة " شنّع فيه على أتاتورك وأنصاره بعنوان (حرب منظمة يُشهرها الكماليون على الإسلام) إلا أنه عمم الإساءة على جميع الأتراك! فقال: (إن الإسلام أقوى وأرسخ من أن يتأثر بمثل هذه الثورات العصبية الطارئة ... – إلى أن قال – ولن يضير الإسلام أن يُسقط من عداده تركيا الكمالية، وإذا كان الإسلام لم يعتز قط بتركيا يوم كانت دولة قوية شامخة، فكيف يحاول اليوم أن يعتز بهذه البقية الضئيلة من تركيات القديمة؟). فآذت هذه العبارة التي تحتها خط الشيخ مصطفى صبري – رحمه الله -؛ فجعلها مدخلاً لكتابه الشهير " موقف العقل .. " قائلاً (1/ 71 – 72): (إن لهذا الكتاب المعروض على نظر القارئ قصة تستحق الذكر هنا، وهي أني كنت قرأت مقالة نشرتها مجلة الرسالة قبل أكثر من عشر سنوات للأستاذ محمد عبدالله عنان ... ) إلخ رده على عنان في مقالته السابقة وفيما ذكره في كتابه " مصر الإسلامية " عن الأتراك. (موقف العقل .. ، 1/ 71 – 102).

- لعل الأستاذ محمد مبروك – الكاتب معنا في الألوكة - يُفيد بما عنده، بحكم تخصصه في تراث الأستاذ الجندي، فهو يحضر رسالة دكتوراة عنه.

ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[22 - 07 - 09, 08:07 م]ـ

بارك الله فيكم

الذي تغير هو محمد عبد الله عنان!!!

لدي مجموعة من الحقائق تجيب عن تساؤلكم

1 - الحقيقة الأولى التي أبدأ بالإشارة إليهاهي أن الأستاذ أنور الجندي مر بمراحل فكرية متعددة تغيرت لديه عدد من المفاهيم وتكشفت لديه حقيقة كثير من الأعلام كانوا ملء السمع والبصر لفترة طويلة من القرن العشرين.

وقد أشار إلى ذلك في كتابه "شهادة العصر التاريخ" حيث ذكر أنه تغيرت لديه الكثير من المسلمات ووضحت الرؤية أمامه بمرور السنين يقول الجندي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير