تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و لا يفوتني أيضاً أن أوصيكم بدرة ثمينة في هذا الباب , أعني مذاهب أهل الكلام في الإيمان , و هي رسالة الشيخ أحمد بن عطية الغامدي لنيل درجة الماجستير و هي بعنوان: " الإيمان بين السلف والمتكلمين " , عرض فيها موقف الخوارج و المرجئة و الجهمية و الكرامية و المعتزلة و الأشاعرة و مذهب السلف رحمهم الله , كما عقد فصلا كاملا في تحرير مذهب أبي حنيفة في الإيمان , والرسالة جد نافعة.

وقد أثبت المصنف مذهب الأشاعرة في الإيمان , وهو تصديق في القلب , وأن الإيمان لغة و شرعا شيء واحد " أي أن كلاهما تصديق " , إلا من جهة ما أمرنا بتصديقه , فالإيمان شرعا أخص من هذه الجهة , فالأعمال لا تدخل عندهم في مسمى الإيمان , ولكنها شرط له خلافاً للجويني الذي جعل الإيمان مركب من التصديق و الإقرار باللسان إلا أن يمنع عذر من الإتيان به.

قال الأيجي: (والتلفظ بكلمتي الشهادتين مع القدرة شرط , فمن أخل به فهو كافر مخلد في النار , و لا تنفعه المعرفة القلبية من غير إذعان و قبول فإن من الكفار من كان يعرف الحق يقيناً , وكان إنكاره عناداً و استكباراً) العقائد العضدية بشرح جلال الدين الدواني ج2ص285,286 نقلاً عن كتاب الشيخ الغامدي ص153.

وبذلك يكون الإيمان عند الجويني مركب و عند غيره بسيط , فعند الجويني يتركب الإيمان من التصديق و الإقرار اللساني إلا أن يتعذر عليه , و عند غيره هو التصديق القلبي فقط , و الإقرار اللساني شرط إلا أن يتعذر و إلا فالإيمان عندهم لا ينفع صاحبه و هو كافر عندهم كما سبق نقله.

و بذلك يتبين أن نسبة مذهبهم إلى مذهب الجهمية في الإيمان و هو ماذهب إليه شيخ الإسلام و ابن حزم , وتابعهم الشيخ الحوالي خطأ عليهم , و بذلك قال الشيخ أحمد بن عطية الغامدي , و وضحه في المصدر السابق ص 153 , و الخطأ من وجه: أن الإقرار اللساني لا ينفع تاركه الإيمان إلا أن يتعذر عليه الإتيان به , إما لأنه جزء من الإيمان كما عند الجويني , أو لأنه شرط للإيمان كما عند غيره , وكلاهما خلاف مذهب الجهمية.

و الله أعلم.

..

الشيخ الألباني في أكثر من شريط ينسب للأشاعرة أن مذهبهم في الإيمان قول وعمل، وأنه يزيد وينقص.

فهل هذه النسبة صحيحة؟

أما هذا فهو مذهب الأشعري كما في الإبانة عن أصول الديانة ص 10 المنيرية

ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 07:01 م]ـ

لا يزال محور الخلاف وهو (هل المعرفة هي التصديق) بين موافق عليه ومخالف.

يقول اللقاني في شرح بيته السابق (وفسر الإيمان بالتصديق .. ) في هداية المريد:

(إن جمهور المتكلمين من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فسروا الإيمان عرفا بأنه تصديق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كلما عُلم مجيئه به من الدين بالضرورة، أي فيما اشتُهِرَ بين أهل الإسلام وصار العلم به يشابه العلم الحاصل بالضرورة أي الإذعان والقبول مع الرضا والتسليم وطمأنينة النفس .. )

فهل هذا التفسير للتصديق موافق للمعرفة عند جهم.

المسألة تحتاج نقل وتحرير من كتب الأشاعرة أنفسهم.

ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[06 - 09 - 09, 01:00 ص]ـ

لا يزال محور الخلاف وهو (هل المعرفة هي التصديق) بين موافق عليه ومخالف.

يقول اللقاني في شرح بيته السابق (وفسر الإيمان بالتصديق .. ) في هداية المريد:

(إن جمهور المتكلمين من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم فسروا الإيمان عرفا بأنه تصديق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كلما عُلم مجيئه به من الدين بالضرورة، أي فيما اشتُهِرَ بين أهل الإسلام وصار العلم به يشابه العلم الحاصل بالضرورة أي الإذعان والقبول مع الرضا والتسليم وطمأنينة النفس .. )

فهل هذا التفسير للتصديق موافق للمعرفة عند جهم.

المسألة تحتاج نقل وتحرير من كتب الأشاعرة أنفسهم.

أهلاً بأخي في الله , و حبيبي في الله , أبو إبراهيم الحائلي.

أراك إستشكلت قول شيخنا المتواضع عبد الباسط: " أما الفرق بين معرفة جهم , وتصديق الأشاعرة , فلا فرق بينهما لأن كليهما يخرجان عمل القلب والجوارح "

و الحقيقة أن بين معرفة الجهم و تصديق الأشعري فرق , إذ معرفة الجهم لا تستلزم الإقرار بصدق المعلوم , أي لا يلزم عنده أن يصدق العبد ماعلمه من أمر الدين حتى يسمى مؤمناً! , وهذا لا شك خلاف مذهب الأشعرية.

قال أبو عبيد القاسم بن سلام - رحمه الله - في آخر كتاب الإيمان:

قالت الجهمية: الإيمان معرفة الله بالقلب، وإن لم يكن معها شهادة لسان، ولا إقرار بنبوة، ولا شيء من أداء الفرائض , احتجوا في ذلك بإيمان الملائكة، فقالوا: قد كانوا مؤمنين قبل أن يخلق الله الرسل.

و بذلك وصف العلماء معتقد الجهم بأنه المعرفة , ولم يقولوا بأنه التصديق , و لذلك ألزموا الجهمية بإيمان من عُلِم كفره بالإضطرار كأبليس و فرعون.

و لأجل ظهور فساد هذا القول شك تاج الدين السبكي في نسبة هذا المذهب للجهم حيث قال:

وأما جهم فلا ندري ما مذهبه ونحن على قطع بأنه رجل مبتدع ومع ذلك لا أعتقد أنه ينتهي إلى القول بأن من عاند الله وأنبياءه ورسله وأظهر الكفر وتعبد به يكون مؤمنا لكونه عرف بقلبه فلعل الناقل عنه حمل اللفظ ما لا يطيقه أو جازف كما جازف في النقل عن غيره.

وما لنا ولجهم وهو عندنا من شر المبتدعة من قال بهذه المقالة فهو كافر لا حياه الله ولا بياه كائنا من كان والمسلمون مجمعون قاطبة على أن تلفظ القادر لا بد منه وأبو طالب إن سلم أنه اعتقد فلم يتلفظ بل رد.

طبقات الشافعية ج1 ص91

و قوله هذا في معرض الرد على كلام ابن حزم في حكاية مذهب الأشعري في الايمان.

و انظر مشكورا غير مأمور: كتاب أسئلة و أجوبة في الإيمان والكفر لفضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي , السؤال الرابع على هذا الرابط ( http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=20)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير