تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كما في قوله تعالى: (إني ظننت أني ملق حسابية)

ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:10 م]ـ

الظن يكون بين الشك واليقين فإذا غلب الشك سمي غلبة الظن

ولفظ الظن يستعمل في الأمور غير الملموسة فإذا رأيت زيداً بعينيك فلا تقل أظن أنني رأيت زيداً بل قل رأيت زيداً, قال الإمام مجاهد: ظن الآخرة يكون يقينا عند معاينته, وظن الدنيا شك لعدم رؤية الغيبيات بالعين, ويستعمل الظن للتعبير عن الشك وأيضا عن اليقين ولذا فهو من الأضداد وقد استخدم القرآن الظن لكلا المعنيين.

الشك = كقوله تعالى: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين}، {ما لهم به من علم إلا اتباع الظن}

اليقين = كقوله تعالى: {وظنوا أنهم واقع بهم} {وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}، {وظنوا أنهم أحيط بهم}

التهمة = كقوله تعالى: {وما هو على الغيب بظنين}

الحسبان = كقوله تعالى: {إنه ظن أن لن يحور}

الرجحان = كقوله تعالى: {إن ظنا أن يقيما حدود الله} {وقال للذي ظن أنه ناج منهما}

العلم = كقوله تعالى: {وظن داود أنما فتناه}

الاعتقاد = كقوله تعالى: {ذلك ظن الذين كفروا}، {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم.

فصل في الظن

يقال اظن الامر كذا، وأحسبه، وأعده، وإخاله، وأحجوه، وهو كذا في ظني، وفي حسباني، وفي حدسي، وفي تخميني، وفي تقديري، وفيما أظن، وفيما أرى، وفيما يظهر لي، وفيم يلوح لي. وأنا أتخيل في الامر كذا، وأتوسم فيه كذا، ويخيل لي انه كذا، ويخيل الي، وقد صور لي أنه كذا، وتراءى لي انه كذا، وتمثل في نفسي انه كذا، وقام في نفسي، وفي اعتقادي، وفي ذهني، ووقع في خلدي، وسبق الى ظني، والى وهمي، والى نفسي، وأشرب حسي أنه كذا، ونبأني حدسي أنه كذا، وأقرب في نفسي أن يكون الامر كذا، وأوقع في ظني ان يكون كذا. وهذا هو المتبادر من الامر، والغالب في الظن، والراجح في الرأي، وهذا أظهر الوجهين في هذا الامر، وأمثلهما، وأشبههما، وأشكلهما، وهذا أقوى القولين، وأرجحهما، وأدناهما من الصواب، وأبعدهما من الريب، وأسلمهما من القدح. وتقول فلان يقول في الأمور بالظن، ويقول بالحدس، ويقذف بالغيب، ويرجم بالظنون، وقال ذلك رجما بالظن، وانما هو يتخرص، ويتكهن، وقد تظنى فلان في الامر، وأخذ فيه بالظن، وضرب، في أودية الحدس، وأخذ في شعاب الرجم. وهذا امر لا يخرج عن حد المظنونات، وانما هو من الظنيات، ومن الحدسيات، وانما هذا حديث مرجم. وتقول كأني بزيد فاعل كذا، وظني أنه يفعل كذا، واكبر ظني، وأقرب الظن أنه يفعل كذا، ولعل الامر كذا، ولا يبعد ان يكون الامر كذا، وأحر به ان يكون كذا، وأحج به، وأخلق به، وما أحراه ان يكون كذا. ويقال افعل ذلك على ما خيلت أي على ما أرتك نفسك وشبهت وأوهمت. وفلان يمضي على المخيل أي على ما خيلت. وسرت في طريق كذا بالسمت أي بالحدس والظن. ويقال حزر الامر، وخرصه، اذا قدره بالحدس، وخرص الخارص النخل والكرم اذا قدركم عليه من الرطب او العنب، والاسم من ذلك الخرص بالكسر يقال كم خرص ارضك أي مقدار ما خرص فيها. وأمته مثل حزره يقال ائمت لي هذا كم هو أي احزره كم هو، وتقول كم أمت ما بينك وبين بلد كذا أي قدر ما بينك وبينه.

وتقول فلان صادق الظن، وصادق الحدس، صادق الفراسة، صادق القسم، وانه ليصيب بظنه شاكلة اليقين، ويرمي بسهم الظن في كبد اليقين، وانه ليظن الظن فلا يخطئ مقاتل اليقين، وانه لرجل محدث أي صادق الفراسة كأنه قد حدث بما يظنه، وفلان كأنما ينطق عن تلقين الغيب، وكأنما يناجيه هاتف الغيب، ويملي عليه لسان الغيب. ويقال فلان جاسوس القلوب اذا كان حاذق الفراسة، وان له نظرة تهتك حجب الضمير، وتصيب مقاتل الغيب، وتنكشف لها مغيبات الصدور، ويقال هذه فراسة ذات بصيرة أي صادقة. وتقول لمن أخبر بما في ضميرك قد أصبت ما في نفسي، ووافقت ما في نفسي، ولم تعد ما في نفسي، وكأنك كنت نجي ضمائري، وكأنك قد خضت بين جوانحي، وكأنما شق لك عن قلبي.

وتقول فلان فاسد الظنون، كاذب التخمين، كثير التخيلات، وقد كذب ظنه في هذا الامر، وأخطأت فراسته، وكذبته ظنونه، وطاش سهم ظنونه، وقد أبعد المرمى، ورمى المرمى القصي، وهذا وهم باطل، وخيال كاذب، وهذا امر لا أتوهمه، وأمر يبعد من الظن، ويبعد في نفسي ان يكون الامر كذا، وهذا ضرب من الخرص، ومن التخرص، وهذا من فاسد الأوهام، ومن بعيد المزاعم.

منقول بتصرف

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير