تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الردّ على المدعو دويسان، وكشف باطل المفترين على أهل السنة البهتان.

ـ[أبو مالك العقرباوي]ــــــــ[02 - 08 - 09, 03:55 ص]ـ

حامد بن عبدالله العلي

الحمد لله المتفرِّد بإستحقاق العبادة، أشهد أن لا إله إلا هو أحقّ الشهادة، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله، وصحابته، ذوي المكارم، والفضائل، والريادة.

وبعد:

فقد وصلنا سؤال، يسأل مرسلُه عن كلام نُشر قبل أيام من جاهل من ذوي البهتان، قد ملأ كلامه بوساوس الشيطان، وتخبطّات الهذيان، حاول فيه أنَّ يوهم الناس، أنَّ عبادة أرواح الموتى، وما يفعله المشركون عند قبور الصالحين، من الشرك الأكبر، والكفر الأظهر، لم يحاربه إلاَّ شيخ الإسلام، الإمام أحمد بن تيمية رحمه الله، وأتباعه!

وأنَّ أهل السنة والجماعة، الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، حفظةُ وحي الله القرآن، والمجاهدون الذائدون عن الإسلام بالسِّنان، واللِّسان، أتباع الصحابة وأهل البيت الكرام، والقائمون على رعاية المسجد النبويِّ، والحجرة المتشرِّفة بجسد خير الأنام، وعلى خدمة البيت المعظم الحرام، طيلة تاريخ الإسلام، أنهَّم على غير هذا النهج، وسلكوا غير هذا الفج!

وسنردّ عليه بعون الله، من كلام أئمة أهل السنة من مختلف العصور إلى عصرنا هذا، ومن غير كلام المدرسة السلفية أيضا، ولاننقل في ذلك من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شيئا، حتى تبين للقارئ أن ليس لشيخ الإسلام اختصاص في هذا الباب، إذْ هو لم يتجاوز ما قاله أئمة أهل السنة.

وسنبيّن أولاً أن جميع مذاهب المتسننّين المثبتين لخلافة الخلفاء، من جميع المذاهب الأصوليّة، والفروعيّة، يتبرؤون من دين الرافضة، ولايرونه من دين الإسلام أصلا.

وثانيا: نبيِّن أنَّ محاربة عبادة الموتى، وإتخاذ القبور أوثانا، أمرٌّ متفق عليه بين المذاهب السنية كلَّها، وحاربته رموز الحركة الإسلامية عموما، وليس المدرسة السلفية فحسب.

ثالثا: نبيِّن أصول دين الرافضة من مصادرهم، وأنَّ خلافهم مع المسلمين ليس في مسائل في التبرُّك، والتوسل بجاه الصالحين، كما يحاولون إيهامه

وهذا التفصيل بعد الإجمال:

البيان ـ بتوفيق من الله ـ أنَّ البراءةَ من دين الرافضة برمِّته، بما فيه من شرك، وتكفير للصحابة، وإعتقاد تحريف للقرآن، وطعن في أمهات المؤمنين، عرض النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والكذب على أهل بيته عليه الصلاة والسلام، والغلو فيهم إلى درجتهم عبادتهم، ونسبة خصائص الربوبية، والألوهية إليهم .. إلخ

أنَّ البراءة من هذا الدين المبدَّل، أمرٌ مجمع ٌعليه بين جميع علماء المذاهب الأربعة السنة، بل جميع المذاهب الكلامية المنسوبة إلى أهل السنة بالمعنى العام.

فجميع المنتسبين إلى أهل السنة المعتقدين حفظ التنزيل، وتنزيه الصحابة من الردَّة والتبديل، جميعهم ـ وإنْ كان جرى بينهم ما جرى من الخلاف في مسائل في الأصول و الفروع ـ كلُّهم براءٌ من دين الرافضة، وما كانوا أصلاً يحكون مذهبهم إلاَّ في سياق الذم، و التحذير من الإبتداع، ولايعتدّ به في حكاية خلاف، ولا ذكر إجماع.

ولننقل ما يبين هذه الجملة، من كلام العلماء المتقدِّمين، والمتأخِّرين، لا على سبيل الحصر:

الإمام مالك:

روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا كعبدالله يقول، قال مالك: (الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: نصيب في الإسلام)

السنة للخلال 2/ 557.

وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى: (محمد رسول الله، والذين معه، أشداء على الكفار، رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً، يبتغون فضلاً من الله، ورضواناً، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. )

قال: (ومن هذه الآية، انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال: لأنهم يغيظونهم، ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك). تفسير ابن كثير 4/ 219.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير