تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن صحة حديث: «لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لوقع على الله»؟ وما معناه؟

فأجاب بقوله: ((هذا الحديث اختلف العلماء في تصحيحه، والذين قالوا: إنه صحيح يقولون: إن معنى الحديث لو أدليتم بحبل لوقع على الله عز وجل لأن الله تعالى محيط بكل شيء، فكل شيء هو في قبضة الله سبحانه وتعالى وكل شيء فإنه لا يغيب عن الله تعالى، حتى إن السموات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن عز وجل كخردلة في يد أحدنا يقول: الله تعالى في القرآن الكريم: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون دالا على أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان، أو على أن الله تعالى في أسفل الأرض السابعة فإن هذا ممتنع شرعا، وعقلا، وفطرة؛ لأن علو الله سبحانه وتعالى قد دل عليه كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجماع، والعقل، والفطرة. فمن الكتاب: قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده}. وقوله: {سبح اسم ربك الأعلى} والآيات في هذه كثيرة جدا في كتاب الله فكل آية تدل على صعود الشيء إلى الله، أو رفع الشيء إلى الله، أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل)) [مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين ص 140 – 141/ 1]

وعلى يتبين أن صالحب المقال أراد التشنيع وإثارة الشائعات عن السلفية بأنه يعتقدون بأن الله تعالى أسفل الأرض ولكن ما يقول صاحب المقال بقول ابن عجيبة الشاذلي والذي نصه: ((وفي حديث آخر: " عدد الأرضين سبع، بين كل واحدة والآخرى خمسمائة سنة، والذي نفس محمد بيده؛ لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله "، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} [الحديد: 3]. هـ.

فتحصل من حديث سيد العارفين، وقدوة الواصلين، أن الحق ـ جل جلاله ـ محيط بكل شيء، فأسرار ذاته العلية أحاطت بالوجود بأسره. فما فوق العرش هو عين ما تحت الثرى، فلو صعد أحد إلى ما فوق العرش لوجد الله، ولو هبط إلى ما تحت الأرض السفلى لوجد الله؛ إذ عظمته أحاطته بكل شيء، ومحت وجود كل شيء. واعلم أن الحق جل جلاله منفرد بالوجود، لا شيء معه ... الخ [البحر المديد ص 123/ 8]

يتبع ..


ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:40 ص]ـ
قال كاتب المقالة: ((رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله، وان الله يجلس على العرش بذاته، وانه ينزل ويصعد ويجيء ويضحك ويغضب ويذهب، وان له أعين وأيدي وأرجل، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل))

أما قوله: ((رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله)) فهذا كما قيل من قبل: رمتني بدائها وانسلت!! فهذه كتب العقيدة للسفيين منشورة في أحناء العلماء فليس فيها أن الأكوان أزلية مع الله عز وجل كما يدعي رائد العشييرة المحمدية، بل هذه عقيدة خواص الصوفية الذين يقولون: أن عين كل شيء كما قال الشيخ الأكبر والكبريب الأحمر ابن عربي: ((فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء)) [فصوص الحكم ص 192 ط دار الكتاب العربي تحقيق أبو العلا عفيفي]، وكما قال العارف بالله عبد الكريم الجيلي: (((لا إله) يعبد ويقصد في السماوات والأرض (إلا هو) لأنه عين كل شيء)) [الإسفار عن رسالة الأنوار ص 51، ط 1 دار الكتب العلمية 2004 تحقيق د. عاصم إبراهيم الكيالي]

ونظم ابن عربي:
الحق عين الخلق إن كنت ذا عين = والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى = سوى عين شيء واحد فيه بالكل
[المعرفة ص 87 ط دار التكوين 2003 تحقيق محمد أمين أبو جوهر]

وقد صرح شيخهم الأكبر بأن الله تعالى عما يقوله الظالمون علوا كبيرا عين العالم قال: ((اعلم أن وصف الحق تعالى نفسه بالغني عن العالمين إنما هو لمن توهم أن الله تعالى ليس عين العالم. وفرق بين الدليل والمدلول. ولم يتحقق بالنظر إذا كان الدليل على الشيء نفسه فلا يضاد نفسه.
فالأمر واجد وإن اختلفت العبارات عليه هو العالم وهو المعلوم والعلم. والدليل والدال والمدلول .. الخ)) [المعرفة ص 31]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير