وقوله: ((خامسا: أن تعتقد أن رسول الله المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بشر ككل البشر ولد كما يولد (شمعون وبطرس) ومات كما مات (غاندي وغاليوم)، وانه لا معجزة له إلا القران، وان من نسب إليه غير ذلك من المعجزات أو الخصائص مخرف ابله، ولو كان البخاري ومسلم، ثم قل إن أباه صلى الله عليه واله وسلم وأمه وجده وعمه في النار))
فقوله: ((أن تعتقد أن رسول الله المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بشر ككل البشر ولد كما يولد (شمعون وبطرس) ومات كما مات (غاندي وغاليوم)))
قلت: الذي قال أن النبي بشر كسائر البشر هو الله عز وجل وإنما أمتاز بالوحي ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)) [الكهف: 110].
وقوله: ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ)) [فصلت: 6].
وقوله: ((أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً)) [الإسراء: 93]
ولم تثبت هذه الآية الكريمة بشرية النبي صلى الله عليه وسلم بل أثبتت المثلية أي أنه كآحاد البشر إلا أنه امتاز بالنبوة والرسالة.
وهذه بعض أقوال المفسرين قال الطبري في تفسيره: ((القول في تأويل قوله تعالى: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا "
يقول تعالى ذكره قل لهؤلاء المشركين يا محمد إنما أنا بشر مثلكم من بني آدم لا علم لي إلا ما علمني الله وإن الله يوحي إلي أن معبودكم الذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا معبود واحد لا ثاني له ولا شريك)) [ص 39/ 16]
وقال ابن الجوزي في تفسيره: ((قوله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم قال ابن عباس علم الله تعالى رسوله التواضع لئلا يزهى على خلقه فأمره أن يقر على نفسه بأنه آدمي كغيره إلا أنه أكرم بالوحي)) [زاد المسير ص 202/ 5]
وقال ابن عادل في تفسيره: ((ولما بين تعالى تمام كلامه أمر محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يسلك طريقة التواضع , فقال: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي}.
أي: لا امتياز بيني وبينكم في شيء من الصفات إلا في أن الله تعالى , أوحى إلي أنه لا إله غلا هو الواحد الأحد.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: علم الله - عز وجل - رسوله صلى الله عليه وسلم التواضع , فأمره أن يقر , فيقول: أنا آدمي مثلكم إلا أني خصصت بالوحي)) [اللباب في علوم الكتاب ص 578 – 579/ 12]
وقال أبو حيان في تفسيره: ((وفي قوله " بشر مثلكم " إعلام بالبشرية والمماثلة في ذلك لا أدعي إني ملك)) [البحر المحيط ص 160/ 6]
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ((فقال قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أي لا امتياز بيني وبينكم في شيء من الصفات إلا أن الله تعالى أوحى إلي أنه لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد)) [ص 177/ 21]
وقال الشوكاني في تفسيره: ((فقال: {قل إنما أنا بشر مثلكم} أي: إن حالي مقصور على البشرية لا يتخطاها إلى الملكية، ومن كان هكذا فهو لا يدعي الإحاطة بكلمات الله إلا أنه امتاز عنهم بالوحي إليه من الله سبحانه .. الخ)) [فتح القدير ص 417/ 3]
وقال في موضوع آخر: ((فقال: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد} أي: إنما أنا كواحد منكم لولا الوحي، ولم أكن من جنس مغاير لكم حتى تكون قلوبكم في أكنة مما أدعوكم إليه ... الخ)) [فتح القدير ص 660/ 4]
وفي تفسير الجلالين: (("قل إنما أنا بشر" آدمي "مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد" ... الخ)) [ص 305]
¥