وقال: ((وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ (34))) [المؤمنون]
وقال: ((كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25))) [القمر]
وقال تعالى: ((وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً)) [الإسراء: 94]
فهذه الآيات واضح الدلالة بأن من علل كفرهم أن الرسل كانوا بشرا من جنسهم فلذلك طلبوا بأن يكون الرسول من جنس الملائكة، قال تعالى: ((وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ)) [الأنعام: 8]
وفإذا علمت هذه النصوص كلها لماذن ينتقد صاحب السلفيين لقولهم ببشرية النبي صلى الله عليه وسلم؟!
الجواب: لأن الصوفية يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور ومن نوره خلقت الأكوان فأصل خلافهم ليس مع السلفيين أو الوهابية بل مع عقائد الاسلام فلا يستطيعون نقدها علانية فلجئوا إلى الطعن بالسلفيين وعقائدهم المأخوذة من الكتاب والسنة!!
وقوله: ((وانه لا معجزة له إلا القران، وان من نسب إليه غير ذلك من المعجزات أو الخصائص مخرف ابله، ولو كان البخاري ومسلم))
قلت: هذا كلام غير صحيح بل كلام السلفيين كثير في أن للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غير القرآن الكريم فمن ذلك:
قول الألباني رحمه الله في كتاب التوسل وهو يتكلم عن حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه: ((سادساً: إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات، فإنه بدعائه لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره، ولذلك رواه المصنفون في "دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره، فهذا يدل على ان السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي (. ويؤيده كل من دعا به من العميان مخلصاً إليه تعالى، منيباً إليه قد عوفي، بل على الأقل لعوفي واحد منهم، وهذا ما لم يكن ولعله لا يكون أبداً)) [ص 81]
سئل ابن عثيمين عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب بقوله: ((معجزات النبي، صلى الله عليه وسلم، وهي الآيات الدالة على رسالته، صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقا كثيرة جدا وأعظم آيات جاء بها هذا القرآن الكريم كما قال الله - تعالى -: {وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون}.
فالقرآن العظيم أعظم آية جاء بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنفع لمن تدبرها واقتدى بها لأنها آية باقية إلى يوم القيامة.
أما الآيات الأخرى الحسية التي مضت وانقضت أو لا تزال تحدث فهي كثيرة وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - جملة صالحة منها في آخر كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح "، هذا الكتاب الذي ينبغي لكل طالب علم أن يقرأه لأنه بين فيه شطح النصارى الذين بدلوا دين المسيح، عليه الصلاة والسلام، وخطأهم وضلالهم وأنهم ليسوا على شيء مما كانوا عليه فيما حرفوه وبدلوه وغيروه. والكتاب مطبوع وبإمكان كل إنسان الحصول عليه، وفيه فوائد عظيمة منها ما أشرت إليه، بيان الشيء الكثير من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، وكذلك ابن كثير - رحمه الله - في " البداية والنهاية " ذكر كثيرا من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، فمن أحب فليرجع إليه)) [مجموع فتاوى ابن عثيمين ص 332 – 333/ 1]
¥