وقال عبد الله البسام عضو هيئة كابر العلماء بالمملكة العربية السعودية وهو يتكلم عن فوائد حديث الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((معجز من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وكراماته، الدالة على نبوته، فقد استجيب دعاؤه في الحال، في جلب المطر ورفعه)) [تيسير العلام شرح عمدة الحكام ص 413/ 1]
وقوله: ((ثم قل إن أباه صلى الله عليه واله وسلم وأمه وجده وعمه في النار))
قلت: هذه المسألة لم تكن مطروحة عند الكلام في السابق لتسليمهم أن من كان مشركا حرم الله عليه الجنة، ولكن عندما جاء أقوام تحكمهم العاطفة استثنوا بعض أهل النبي صلى الله عليه وسلم وحكموا بإيمانهم وأنهم من أهل الجنة دون أي دليل صحيح صريح.
وحقيقة هي ليس قضية يحصل فيها المفارقة ولكن هناك أدلة صحيحة صريحة في ذلك فالأصل أن الناس قبل بعثت النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعبدون الأوثان أي أهل شرك وأختلف الناس فيمن مات قبل بعثت النبي صلى الله عليه وسلم ويسمون بأهل الفترة قوم قالوا أنهم كفار يدخلون النار واستدلوا بقوله تعالى: ((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً)) [النساء: 48]، وقوله: ((إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً)) [النساء: 116]، وقوله: ((إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)) [المائدة: 72] وقوله: ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً)) [الفرقان: 23]
أما الذين استدلوا بأن مشركي أهل الفترة لا يعذبون استدلوا بقوله تعالى: ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) [الإسراء: 15] وأدلة غيرها، وقائلي هذا القول يقولون أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة واستدلوا بحديث عن الأسود بن سريع: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في الفترة فأما الأصم فيقول: يا رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول: رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذقوني بالبعر وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار قال: فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما)) [رواه ابن حبان 7357، وأحمد ص 24/ 4، وابن راهويه ح 41]
وأحاديث غيرها وقد فصل القول الحافظ ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}
أما رأي العلامة ابن باز فقد سئل: ما هو مصير من لم يتبلغ بالإسلام يوم القيامة، باعتباره لم يتبلغ ولم يعرف الإسلام؟
قال: ((هذا حكمه حكم أهل الفترة الذين لم تبلغهم رسالة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أنهم يمتحنون يوم القيامة: فمن نجح منهم دخل الجنة، ومن عصى دخل النار ... الخ))
سئل ابن عثيمين عن مصير أهل الفترة؟
فقال: ((أجاب بقوله: الصحيح أن أهل الفترة قسمان:
القسم الأول: من قامت عليه الحجة، وعرف الحق، لكنه اتبع ما وجد عليه آباءه، وهذا لا عذر له فيكون من أهل النار.
القسم الثاني: من لم تقم عليه الحجة، فإن أمره لله - عز وجل -، ولا نعلم عن مصيره، وهذا ما لم ينص الشارع عليه. أما من ثبت أنه في النار بمقتضى دليل صحيح فهو في النار)) [مجموع الفتاوى ص 48/ 2]
والذين من أهل الفترة من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم الذين ذكرهم صاحب المقال هم والدي وجده النبي صلى الله عليه وسلم.
¥