فالذى حكاه عن الشيخ ابى حامد الغزالى قد قال مثله أئمة اصحاب الشافعى اصحاب الوجوه الذين هم أعظم فى مذهب الشافعى من ابى حامد كما قال الشيخ أبو حامد الأسفرائينى الذى هو امام المذهب بعد الشافعى وبن سريج فى تعليقه وذلك ان عندنا ان النبى يجوز عليه الخطأ كما يجوز علينا ولكن الفرق بيننا انا نقر على الخطأ والنبى لا يقر عليه وانما يسهو ليسن وروى عنه انه قال (انما اسهو لأسن لكم))) [مجموع الفتاوى ص 100 – 101/ 35]
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن الوهاب: ((وأما قولهم في عصمة الأنبياء، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم؛ وكل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه فهو حق، كما قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} [النجم: 3 - 4]، كذلك تقريراته حق)) [الدرر السنية في الأجوبة النجدية ص 510/ 11]
فإذا تقرر هذا لماذا ينتقد السلفية ولا ينتقد غيرهم من الأشاعرة وغيرهم أم أنه الحقد الدفين والتهويل ضد السلفيين، نترك الاجابة للمنصفين.
وقوله: ((وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ))
أما أنه يخطئ فقد ذكرنا آنفا أقوال العلماء وقول حفيد الإمام ابن عبد الوهاب، أما أن السلفيين يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم يصر على الخطأ فالجواب عنه: ((سبحانك هذا بهتان عظيم))
وقوله: ((وأن كل ميزته أنه (طارش) يعني (ساعي) قرآن، أداه بالأمانة))
قلت: سبحان الله ألم يستحي كاتب المقال من قول هذا الكلام ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بالطارش، ومن قال من السلفيين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (طارش) بهذا اللفظ؟؟!!
كما هي عادة الكاتب لا يذكر أدلة على دعاويه ثم ما الضير في القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رسول من رب العالمين ألم يقول الله عز وجل: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)) [آل عمران: 144]، والسلفيين يستدلون بهذه الآية على عدم ألوهية النبي صلى الله عليه وسلم كما فعلت إمامهم أبو بكر الصديق عندما ضج الناس بخبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى {وما محمد إلا رسول} إلى {الشاكرين})) ... الحديث [رواه البخاري ح 1185]
وقوله: ((وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك))
قلت: ((سبحانك هذا بهتان عظيم)) إنما لا يقرون الغلو المفضي إلى تأهليه النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: ((فهم متبعون للدليل، معظمون للرسول، لا يغلون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر لم يشرعه الله ورسوله، ثم إن حقيقة الأمر أن إنكارهم للمدائح النبوية المشتملة على الغلو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو التعظيم الحقيقي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو سلوك الأدب مع الله ورسوله حيث لم يقدموا بين يدي الله ورسوله، فلم يغلوا؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان».
ونهى عليه الصلاة والسلام عن الغلو فيه كما غلت النصارى في المسيح ابن مريم؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله»)) [مجموع الفتاوى والرسائل ص 61/ 3]
وقال أيضا: ((ويجب أن نعلم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون بالغلو فيه، بل من غال بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يعظم النبي صلى الله عليه وسلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو فيه، فإذا غاليت فيه فقد عصيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومن عصا أحدا، فهل يقال: إنه عظمه؟ إذن يجب علينا أن لا نغلوا في النبي صلى الله عليه وسلم - كما غلى أهل الكتاب بأنبيائهم، بل نقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب)) [مجموع الفتاوى والرسائل ص 427/ 23]
وقوله: ((سابعا: عندما تقصد إلى المدينة المنورة، إياك أن تفكر في زيارة القبر الأشرف الأطهر، ولكن اجعل مقصدك زيارة (أحجار) المسجد، فذلك هو المطلوب الشرعي، لكيلا تقع في وثنية حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، أو مناجاة روحه الشريف))
قلت: ما أجرأ كاتب هذا المقال على الافتراء والكذب على الخصوم ولا حول ولا قوة إلا بالله فمن قال من السلفيين أن حب النبي صلى الله عليه وسلم وثنية؟؟!!
هذا افتراء ما بعده افتراء والله المستعان أما مسألة شد الرحال للقبور والمشاهد فالخلاف فيها معروف منذ قرون، وقول السلفين بأن القصد يكون زيارة المسجد ومن ثم القبر بالتبيعة حتى يخرج الناس من الخلاف فلا خلاف في استحباب السفر لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وأحجاره كما يفتري صاحب المقال وذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى)) [رواه البخاري ح 1132]
فما الذي يضير صاحب المقال أن يجعل نيته زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي أجاز النبي صلى الله عليه وسلم شد الرحال له والذي قال فيه: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)) [متفق عليه البخاري ح 1133، ومسلم ح 1394]
لماذا صاحب المقال يجفو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي فلا يجعل في نيته زيارته بل يسمه أحجارا؟!! هل هذا هو الأدب الصوفي مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الذي يسمي النبي صلى الله عليه وسلم بالطارش لا يستغرب منه هذا الأدب مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يتبع ..
¥