تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:56 ص]ـ

قوله: ((ثامنا: ولا بد أن تتذكر أن (جهلة) الصحابة، و (حمقى) التابعين قد أدخلوا القبر النبوي ضمن المسجد (فاستوجبوا اللعن) حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة، لا يطمئن سلفي إلى صحتها، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهر بالمسجد))

قوله: ((ولا بد أن تتذكر أن (جهلة) الصحابة))

قلت: لله الحمد السلفين أكثر الناس أدابا مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصحابة كلهم عدول عند السلفيين، أما صاحب المقال يصفهم بالجهلة تهكما وافتراء على السلفيين بأنهم يجهلونهم لأنهم ادخول قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده، وهذه مغالطة كبيرة تحتمل أمران الأول أن كاتب المقال لا يعلم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أدخل في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 88 وليس على يد الصحابة بل لم يكن في المدينة في ذاك الوقت أحد من الصحابة، وعندما كان الصحابة متوافرون عند موت النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في بيته وليس في المسجد لأنهم أعلم من التابعين.

أما الأمر الثاني: أن كاتب المقال يعلم أن الصحابة ليس هم من أدخل القبر في المسجد، ولكنه ذكرهم افتراء وتنفيرا عن السلفيين، وأحلاهما مر.

أما قوله: ((و (حمقى) التابعين))

قأقول: يا ليته أتى بدليل على قوله هذا بأن السلفيين يصفون التابعين بالحمقى، ولكن لا يعتقدون فيهم العصمة وأنهم لا يخطئون، وللعلامة الألباني رد على شبهة إدخال قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد انقله بتمامه قال: ((وأما الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم ولو كان ذلك حراما لم يدفن فيه!

والجواب: أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه و سلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده وكان يفصل بينهما جدار فيه باب كان النبي صلى الله عليه و سلم يخرج منه إلى المسجد وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء ولا خلاف في ذلك بينهم والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه و سلم في الحجرة إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجدا كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره (ص 910).

ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه سولم إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فصار القبر بذلك في المسجد. ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافا لم توهم بعضهم.

قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " (ص 136): " وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة وكان آخرهم موتا جابر بن عبدالله وتوفي في خلافة عبدالملك فإنه توفي سنة ثمان وسبعين والوليد تولى سنة ست وثمانين وتوفي سنة ست وتسعين فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك.

وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائبا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج وماء الذهب وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه و سلم وأدخل القبر فيه ".

يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما إدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه و سلم فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه وهو مخالف أيضا لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير