رأين رأس الحسين بن علي قال: وأتى برأس الحسين بن علي فدخل به على عمرو فقال: والله لوددت أن أمير المؤمنين لم يبعث به إلي قال ابن دحية: فهذا الأثر يدل أن الرأس حمل إلى المدينة ولم يصح فيه سواه والزبير أعلم أهل النسب وأفضل العلماء بهذا السبب قال: وما ذكر من أنه في عسقلان في مشهد هناك فشيء باطل لا يقبله من معه أدنى مسكة من العقل .. الخ)) [مجموع الفتاوى ص 309 – 310/ 4]
فابن تيمية لم يقل ذلك من عند نفسه بل قدم أدلته، والذي يعارضه يقدم دليله وإلا دعوى من غير دليل فلا قيمة لها.
أما أن الضريح هو وثن يعبد من دون الله عز وجل فهذا متحقق في صرف بعض الناس بعض العبادات له مقل الدعاء والتذلل والخوف والطواف والنذر له، فكل شيء يعبد من دون الله عز وجل يسمة وثنا كما قال أهل اللغة، وهل يمكن أن يعبد القبر؟؟
الجواب: نعم فلذلك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((لا تجعلن قبري وثنا)) [رواه أبو يعلى ح 6681]، ولو كانت القبور لا تصير أوثنا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا.
أما هدم الأضرحة والمشاهد فهذا مذهب آل البيت الذي أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ((ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته)) [رواه مسلم ح 969]
وقد قال أبو بكر الطرطوشي: ((فانظروا رحكمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها)) [الحدوادث والبدع ص 22]، وهذه فتوى من الطرطوشي باحتثاث ما يعبد من دون الله عز وجل.
إذن لا ضير على السلفيين في هدم الأضرحة وتسويتها طالما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويبعث البعوث فيها، وكذلك علي بن أبي طالب فإن قلتم كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لوجود المشركين فنقول بل فعله بعد دخول الناس الاسلام أفواجا!
قوله: ((حادي عشر: وقل مثل هذا عن جميع أهل البيت الأشرف نساءً ورجالاً في مشاهدهم ومساجدهم، وألحق بهم كبار الأئمة من أمثال الشافعي والليث بن سعد والشعراني والبدوي والدسوقي والحنفي والشاذلي والمرسي والرفاعي ومن والاهم، وقل إنها جميعا طواغيت وأصنام، والمشغولون بها وثنيون، خير منهم عباد البقر، وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم))
قلت: أما هدم الأضرحة وتسويتها فقد حاء بها السنة بل هي سنة آل البيت كما جاء في حديث أبي الهيجاء عن علي بن أبي طالب، أما هدم المساجد فهذه فرية من ضمن افتراءات صاحب المقال عامله الله بعدله.
أما أن هذه أوثان وطواغيب فليس هذا على عمومه، إذا كان ممن يعبد من دون الله عز جل فيستغاث به وينذر له ويطاف به وتصرف إلى عبادة الخوف والرجاء فلا شك أنه طاغوت وثن يعبد من دون الله عز وجل، أما إن كان ضريح لا تقوم عنده هذه المنكرات فالسنة هدمه وتسويته كما جاء في حديث علي بن أبي طالب.
أما قوله: ((خير منهم عباد البقر)) فهذه فرية من فرياته أيضا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما قوله: ((وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم))
قلت: هل من نص من الكتاب أو السنة يقول أن من ذكرهم أفضل خلق الله عز وجل وأن أحد من الأمة لا يبلغ درجاتهم أو يكون أفضل منهم فليس فيهم من قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه))، بل فيمن ذكرهم من كان يبول في المسجد وكان إذا لبس ثوبا أو عمامة لا ينزعهما حتى تذوبا لا لغسل ولا لغيرة وهو أحمد البدوي قال المقريزي: ((أخبرنا شيخنا المقرئ النحوي شمس الدين محمد بن محمد الغماري رحمه الله قال أخبرنا شيخنا العلامة أثير الدين أبو حيان النفري رحمه الله ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس يأتونه أفواجاً فمنهم من يقول يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول مع بقري وآخر مع زرعي إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع
¥