ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[04 - 08 - 09, 01:08 ص]ـ
قوله: ((رابع عشر: احمل بكل عنف، بل بكل وقاحة على جميع مواسم المسلمين وأحفالهم وتقاليدهم مهما يكن لها سند أو استنباط أو قياس، واتهم كل من يشترك فيها عالما كان أو جاهلا بالشرك والكفر، والفسوق والعصيان، والردة والجهل بمعالم الإسلام، وداوم التشويش والتشبيه، خلطا بين سنن العادة والعبادة، وخالف في كل شيء، واستلفت إليك الأنظار، واعزل نفسك عن المجتمع قولا وعملا))
فأقول: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت)) [وراه البخاري] فكاتب هذا المقال لم يستح من الكذب فقال ما قال، وكما هي عادته اتهامات من عير أدلة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قوله: ((خامس عشر: وجه كل جهودك إلى تدمير البناء (الصوفي)، أصيله ودخيله، مليحه وقبيحه، واجعل ذلك همك الأول والأخير وغايتك الدنيا والقصوى، ولا تقبل في ذلك حجة ولا بيانا، حتى إن كان من كلام إمامك ابن تيمية، وانس كل النسيان ما في البلاد الإسلامية من مآسي التفريق والتمزيق والخلافات والحروب والأخطار، ومن شراسة التنصير والتبشير، وكوارث الإبادة وفواجع الانحلال و اللادينية، وأهوال الشيوعية، وفساد الأخلاق والعقائد الذي تبثه وسائل الإعلام المقروءة والمنظورة و المسموعة، وخطط القضاء على الإسلام التي تدبرها الصليبية واليهودية والفوضوية والماركسية بمراتبها المختلفة في كل وطن فيه واحد من أهل القبلة بالأرض كلها فكل ذلك هين، وهين جدا، بجوار واجب هدم التصوف و تدمير بنائه، سواء بالترغيب والإغراء أو الترهيب و الإيذاء))
قلت: محاربة التصوف أمر لم ينفرد به السلفيون بل كان يحارب من أول نشأته في العالم الاسلامي، كفروه العلماء متقدمي علماءه مثل الحلاج وقتلوه على الزندقة، وكذلك أبو العباس بن عطاء قتلوه لموافقته الحلاج على كفره وكفروا الحكيم الترمذي وأخرجوه من ترمذ، لابن عقيل الحنبلي ردود كثيرة على الصوفية وألفه ابن جوزي كتابا في الرد عليهم سماه " تلبيس إبليس " وتتبع كل من رد على الصوفية باب واسع ويكفي من أشرنا إليه.
قوله: ((سادس عشر: لا تعترف بغير العروبة والعرب في المحيط الإسلامي، رغم كفاح الإسلام للعصبيات والعنصريات، وقل: إن التُرك والكرد والروم والفرس، وكل من دخل الإسلام من غير العنصر العربي، إنما دخلوه (شعوبية) ليقضوا عليه من الداخل بوسيلة أو بأخرى، وأن كل مجد أضيف إلى الإسلام من غير العرب إنما هو أضلولة وأكذوبة، وأن له دوافع باطنية كلها خطورة لا يفهمها إلا المتسلفون وحدهم، وأن غير العرب هم الذين أدخلوا على الإسلام من الأقوال والأعمال ما سبب ويسبب له الضياع والتخلف حتى ابتلاء العرب بالدولار والدينار))
قلت: وهذا من الكذب الصريح على السلفيين ولا حول ولا قوة إلا بالله فهذه تصدير رسالة الشيخ ابن باز إلى علماء الأفغان المجاهدين قال: ((من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى عموم إخواننا علماء المجاهدين الأفغان , وفقهم الله لكل خير وأقام بهم الدين ... الخ)) [مجموع الفتاوى ص 148/ 5]، و قال أيضا في نفس الرسالة: ((وأنتم أيها الإخوة العلماء المجاهدون الأفغان تعلمون أن المسلمين قد نفروا للجهاد معكم من مختلف البلدان , وهم على مذاهب مختلفة فمنهم الحنفي ومنهم المالكي ومنهم الشافعي ومنهم الحنبلي , وأنتم وفقنا الله وإياكم أولى من يبين للعامة ذلك ويحذرهم من خطر الوقوع في حبائل كيد الكافرين بما يشيعونه بين العامة من أن المجاهدين من العرب خاصة جاءوا لهدم المذهب الحنفي , وأنتم تدركون أن هذا من دس الكافرين للتفريق بين المسلمين وبذر الفتنة بينهم ... الخ)) [ص 150/ 5]، فهذا الشيخ ابن باز يسمي الأفغان أخوانه!! وأن الذين يثيرون الشعوبية هم أعداء الأمة وليس السلفيين ولعل هذا لا يخلى على كاتب المقال.
وقال الألباني: ((وجملة القول: إن فضل العرب إنما هو لمزايا تحققت فيهم فإذا ذهبت بسبب إهمالهم لإسلامهم ذهب فضلهم، ومن أخذ بها من الأعاجم كان خيرا منهم، " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى "، ومن هنا يظهر ضلال من يدعوإلى العروبة وهو لا يتصف بشيء من خصائصها المفضلة، بل هو أوربي قلبا وقالبا!)) [سلسلة الأحاديث الضعيفة ح 165]
قوله: ((سابع عشر: فإذا احتجوا عليك بأمثال البخاري وأبو حنيفة والجرجاني والغزالي، والمئات من كبار علماء الإسلام غير العرب في كل علم وفن، وأمثال صلاح الدين الكردي وقطز وبيبرس وبرسباي المملوكي ومحمد الفاتح التركي، فقل: هذه فلتات، أو هي أستار تحجب ما وراءها عمدا لأمر ما، أو ابحث لكل واحد منهم عن شبه نقيصة تقضي بها على ما نسب إليه من أفضال، فإذا سلم لك واحد وقال: إن الله حكم بأن الحسنات يذهبن السيئات، فقل: هذه قاعدة لا تنطبق على هؤلاء الأعاجم، وأنها خاصة بالعرب وحدهم، وإن جاءوا بما عجز عنه الشيطان!!))
فأقول: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت)) [وراه البخاري] فكاتب هذا المقال لم يستح من الكذب فقال ما قال، وكما هي عادته اتهامات من عير أدلة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
قوله: ((ثامن عشر: قل بلا يحفظ عن كل (حديث نبوي) لا يؤيد وجهة نظرك هو ضعيف أو موضوع، واجعل من سنن العادة سنن عبادة أو العكس، بلا أصول ولا قواعد، إلا مزاجك الشخصي، فالمزاج هو ميزان الشرع في التسلف المعاصر))
قلت: سبحان الله ألا يستحي كاتب المقال ألا يتقي الله عز وجل، ألم يعلم أنه مسئول يوم القيامة عما قاله؟؟!!
أما التصحيح والتضعيف فما خرجوا عن القواعد التي قعدها أهل العلم من المحدين وأكبر مثال على ذلك السلسلة الصحيحة والسلسلة الضعيفة للعلامة الألباني التي استفادها منها القاصي والداني، نعم قد يخطئ في تصحيح أو تضعيف حديثا ما ولكن هذا ليس طاعنا فيه وأن التصحيح بالهوى والمزاجية كما يدعي صاحب المقال، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يتبع ...
¥