تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصة البشرية بين القرآن والأساطير والفن!! - أسامة شحادة]

ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[07 - 08 - 09, 07:59 م]ـ

قصة البشرية بين القرآن والأساطير والفن!!

05 - 8 - 2009

بقلم أسامة شحادة

" ... الباطل لا يظهر إلا بعد معرفة الحق، لأن الحق ينمو بالعلم والمعرفة، والباطل يزدهر في أوساط الجهل، فحين ضعفت القوة الإسلامية لضعف العلم وانتشار المعاصى، زالت بالاستعمار، عندها استفحل الجهل حتى عم الشرك وطم ... "

منذ فترة وأنا أود الحديث عن قصة البشرية كما يعرضها القرآن الكريم، ذلك أن هذا الموضوع من القضايا الجوهرية التي شغلت وجدان الناس على مر العصور، ولأننا اليوم في عصر القرية الكونية، وعصر الصورة ولأننا نحن معاشر المسلمين اليوم نعيش مرحلة الإستلاب والهزيمة، فقد أصبح هناك العديد من شبابنا وشاباتنا يتلقي معلوماته وأفكاره من مصادر غير إسلامية حتى في مسائل تتعلق بالعقيدة الإسلامية. ومن أحدث الأمثلة على تصدي المصادر غير الشرعية لكثير من المسائل العقدية لدى أجيالنا الحاضرة، ما تقدمه اليوم بعض الروايات والأفلام التي تتعرض لقضايا فكرية وفلسفية، مثل روايات دان براون "ملائكة وشياطين" و" شيفرة ديفنشي" التي حولت إلى أفلام سينمائية، أو رواية "عزازيل" ليوسف زيدان، والفائزة بجائزة البوكر، وبعيداً عمّا احتوته من مناقشات للعقيدة المسيحية والقول بتأثرها بالديانات الوثنية السابقة، أو موقفها السلبي من المرأة واحتقارها، فإن ما أود التركيز عليه هو ما ورد في تضاعيف هذه الروايات والأفلام من إشارات إلى بداية الخلق والإنسان.

وقبل الدخول في صلب الموضوع لابد من التنبيه على مسألة لطالما تحدث فيها الكتاب والمفكرون، وهي أن صدام المسيحية والكنيسة أو غيرها من الديانات مع العلم والواقع حدث لأسباب شتى منها التحريف ومنها الوضع البشري، الأمر الذي لا ينبغى سحبه على الإسلام، فليس في القرآن أو السنة الصحيحة أو الشريعة شيء يصادم ويتعارض مع العلم الثابت والواقع اليقيني، ولكن بسبب ضعف الحالة الإسلامية أصبح من السهل تقبل كثير من أجيالنا ذات الخواء المعرفي لهذه الأغلوطة.

إن من القضايا التي تحتاج إلى توضيح كبير اليوم هي علاقة الحقيقة بالأسطورة، فالسائد لدى العلمانيين اليوم هو أولية الجهل والخرافة والشرك على العلم والمعرفة والتوحيد، وهذا بسبب اعتقادهم بالأصل الحيوانى للإنسان، بحسب نظرية دارون.

لكن الموقف الإسلامي النابع من الوحي الإلهي يرفض هذا التصور الحيواني للإنسان، ويقدم التصور الحقيقي والراقي لخلق البشر، الذي يرتكز على الأسس الثلاثة التالية:

- الإنسان خلق مكرماً بيدي الخالق عز وجل " لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ " (البقرة 75).

- وأنه خلق في الجنة " كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ " (الأعراف 27).

- وأن الإنسان الأول كان نبياً مؤمناً عالماً مسلماً "وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ " (طه115)، " وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا " (البقرة 31)، "إن الدين عند الله الإسلام " (آل عمران 19).

وهذه الأسس الثلاثة توضح كثيراً من المشكلات التي لا يزال غير المؤمنين يتخبطون بها، فمن المتفق عليه بين علماء التاريخ أنه لم توجد أمة دون دين، وكما أنهم يقرون بوجود كثير من التشابه بين المعتقدات القديمة والديانات السماوية الأخيرة، لكنهم لتفسير هذه الحقائق جعلوا الأمور تسير على رؤوسها بدل أقدامها، وهذه بعض الأمثلة: - فمثلا فسروا وجود الأديان منذ القدم بانتشار الجهل والخوف، لذلك عبد الناس الظواهر الطبيعية ومن ثم الأصنام، بينما نجد أن القرآن يقرر أن التوحيد هو الأصل في الناس لأن أباهم آدم عليه السلام كان مؤمناً، بل كما في الحديث الصحيح " نبي مكلم " (رواه أحمد).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير