ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[11 - 12 - 09, 06:28 م]ـ
س167/ ما صحة هذان الحديثان:
الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبرى عيدا وصلوا فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم] رواه أبو داود, الثاني: عن علي بن الحسين رضي الله عنه: [أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه و سلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ قال: لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم] رواه في المختارة؟
ج/ هذا الحديث والذي قبله جيدان حسنا الإسنادين.
أما الأول: فرواه أبو داود وغيره من حديث عبد الله بن نافع الصائغ قال: أخبرني ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة فذكره, ورواته ثقات مشاهير, لكن عبد الله بن نافع قال فيه أبو حاتم: (ليس بالحافظ, تعرف وتنكر) وقال ابن معين: (هو ثقة) , وقال أبو زرعة: (لا بأس به) , وقال شيخ الإسلام رحمه الله: ومثل هذا إذا كان للحديث شواهد علم أنه محفوظ وهذا له شواهد متعددة, وقال الحافظ محمد بن عبد الهادي: (هو حديث حسن جيد الإسناد وله شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحة).
وأما الحديث الثاني: فرواه أبو يعلى والقاضي إسماعيل والحافظ الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي في المختارة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فانظر هذه السنة كيف مخرجها من أهل المدنية وأهل البيت الذين لهم من رسول الله صلى الله عليه و سلم قرب النسب وقرب الدار لأنهم إلى ذلك أحوج من غيرهم فكانوا له أضبط ا هـ
وقال سعيد بن منصور في سننه حدثنا عبد العزيز بن محمد أخبرني سهيل بن أبي سهل قال: رآني الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة رضي الله عنها يتعشى فقال: هلم إلى العشاء فقلت: لا أريده فقال: ما لي رأيتك عند القبر؟ فقلت: سلمت على النبي صلى الله عليه و سلم فقال: إذا دخلت المسجد فسلم ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: [لا تتخذوا قبري عيدا ولا تتخذوا بيوتكم مقابر وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ما أنتم وبني بالأندلس إلا سواء]
وقال سعيد أيضا: حدثنا حبان بن علي حدثنا محمد عجلان عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني]
قال شيخ الإسلام: فهذان المرسلان من هذين الوجهين المختلفين يدلان على ثبوت الحديث لا سيما وقد احتج به من أرسله وذلك يقتضي ثبوته عنده, هذا لو لم يرو من وجوه مسندة غير هذين فكيف وقد تقدم مسندا.
ـ[أم يسري]ــــــــ[16 - 12 - 09, 01:46 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
جزى الله كاتب هذا الموضوع كل الخير .. و جعله فى ميزان حسناته .. ورزقنا و إياه الإخلاص فى كل أعمالنا.
بعد إذن كاتب الموضوع و تيسيراً على من يتابع هذا الموضوع القيم هذه روابط لما جاء فيه:
اضغط هنا خاص بمن عنده برنامج وورد 2003 ( http://www.4shared.com/file/173890126/c367ea4b/_____22_____.html)
اضغط هنا خاص بمن عنده برنامج وورد 2007 ( http://www.4shared.com/file/173892537/7b8bcb/_____22_____.html)
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 02:24 م]ـ
ألف شكر أختي أم يسري, أسأل الله أن يكتب لك الأجر.
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[18 - 12 - 09, 02:37 م]ـ
س168/ ما حكم قصد القبور لأجل الدعاء والصلاة عندها؟
ج/ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: ما علمت أحدا رخص فيه, لأن ذلك نوع من اتخاذه عيدا, ويدل أيضا على أن قصد القبر للسلام إذا دخل المسجد ليصلي منهي عنه, لأن ذلك لم يشرع, وكره مالك لأهل المدينة كلما دخل الإنسان المسجد أن يأتي قبر النبي صلى الله عليه و سلم, لأن السلف لم يكونوا يفعلون ذلك, قال: ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها, وكان الصحابة والتابعون رضي الله عنهم يأتون إلى مسجد النبي صلى الله عليه و سلم فيصلون؛ فإذا قضوا الصلاة قعدوا أو خرجوا, ولم يكونوا يأتون القبر للسلام, لعلمهم أن الصلاة والسلام عليه في الصلاة أكمل وأفضل, وأما دخولهم عند قبره للصلاة والسلام عليه هناك أو للصلاة والدعاء فلم يشرعه لهم بل نهاهم عنه في قوله [لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني]؛ فبين أن الصلاة تصل إليه من بُعد, وكذلك السلام, ولعن من اتخذ قبور الأنبياء مساجد, وكانت الحجرة في زمانهم يدخل إليها من الباب إذا كانت عائشة رضي الله عنها فيها, وبعد ذلك إلى أن بني الحائط الآخر, وهم مع ذلك التمكن من الوصول إلى قبره لا يدخلون عليه لا للسلام ولا للصلاة ولا للدعاء لأنفسهم ولا لغيرهم ولا لسؤال عن حديث أو علم ولا كان الشيطان يطمع فيهم حتى يسمعهم كلاما أو سلاما فيظنون أنه هو كلمهم وأفتاهم وبين لهم الأحاديث أو أنه قد رد عليهم السلام بصوت يسمع من خارج كما طمع الشيطان في غيرهم فأضلهم عند قبره وقبر غيره, حتى ظنوا أن صاحب القبر يأمرهم وينهاهم ويفتيهم ويحدثهم في الظاهر وأنه يخرج من القبر ويرونه خارجا من القبر, ويظنون أن نفس أبدان الموتى خرجت تكلمهم وأن روح الميت تجسدت لهم فرأوها كما رآهم النبي صلى الله عليه و سلم ليلة المعراج.
والمقصود: أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يعتادون والسلام عليه عند قبره كما يفعله من بعدهم من الخلوف, وإنما كان بعضهم يأتي من خارج فيسلم عليه إذا قدم من سفر كما كان ابن عمر يفعله, قال عبيد الله بن عمر عن نافع: كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي صلى الله عليه و سلم فقال: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا أبا بكر السلام عليك يا أبتاه ثم ينصرف, قال عبيد الله: ما نعلم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فعل ذلك إلا ابن عمر, وهذا يدل على أنه لا يقف عند القبر للدعاء إذا سلم كما يفعله كثير.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: لأن ذلك لم ينقل عن أحد من الصحابة فكان بدعة محضة.
¥