تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا تأويل لصفة الضحك وأنكره أحمد والأشاعرة يؤولونها بل عين هذا التأويل هو بعينه قال به أشاعرة.

وأمثال هذا في كلام أحمد وغيره كثير.

وفي المسند ذكر الإمام أحمد حديث: " لا شخص أغير من الله " ثم ذكر قول الإمام عبيد الله القواريري شيخ أحمد عندما قال:

" ليس حديث أشد على الجهمية من هذا الحديث قوله: لا شخص أحب إليه مدحة من الله عز وجل " ا. هـ

وهذا الحديث نفسه يصدق عليه أنه من أشد النصوص على الأشاعرة

وكذا الفضيل بن عياض قال عن الجهمية الذين ينكرون نزول الله نزولا حقيقيا، ويجحدون أنه نوع قرب إلى السماء الدنيا، تماما كما تنكر الأشاعرة فقال:

" إذا قال لك جهمي أنا أكفر برب يزول عن مكانه فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء "

ففهْمُ الجهمية لحديث النزول موافق لفهم الأشاعرة

ذكره البخاري في خلق أفعال العباد وأسنده اللالكائي وابن بطة

وبقريب من معناه روى البيهقي عن إسحاق بن راهويه.

وسبق عن يزيد بن هارون شيخ أحمد والإمام الكبير المعروف وكذا عن

الإمام القعنبي تلميذ مالك كليهما على أن أن تأويل الاستواء هو من

عقيدة الجهمية، وأنكرا هذا التأويل والأشاعرة نفسهم يؤولون الاستواء، وأشباه هذا كثير في كلام السلف

وهذا الإمام أبو داود السجستاني صاحب السنن يعقد بابا في الجهمية وبابا في الرد عليهم، وذكر فيهما على وجازتهما صفة العلو والفوقية وصفة اليد واليمين وصفة النزول منكرا على الجهمية ردهم هذه الصفات وهم يؤولون كل ما ثبت من أدلة هذه الصفات، كآيات الفوقية وآيات اليد وآية اليمين، وكان السلف ومنهم أبوداود ينكرون عليهم هذا التأويل بمثل هذه الردود.

والإمام الترمذي عندما قال في سننه:

" وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز و جل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد "

تأمل قوله " فتأولت الجهمية " وعنى تأويل اليد

وقد بين الترمذي قبل هذا الكلام مباينة أهل السنة للجهمية في هذا وكلامه صريح في نسبة التأويل لهم وإنكار السلف عليهم ذلك

وكذلك الإمام ابن ماجة في كتابه السنن قد عقد بابا بعنوان:

(فيما أنكرت الجهمية) وملأه بالصفات نفسها التي تنكرها الأشاعرة كالضحك والغضب واليدين واليمين والفوقية وغيرها ونسب للجهمية إنكارها؟

فالجهمية يؤولون كل آيات الغضب وهي خمس عشرة آية وآيات اليدين واليمين والفوقية، والسلف ينكرون عليهم التأويل وذلك في هذه الأبواب التي عقدوها للرد عليهم

وهذا أبوعوانة في مسنده يبوب للرد على الجهمية فيقول:

مُبْتَدَأُ أَبْوَابٍ فِي الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ، وَبَيَانِ أَنَّ الْجَنَّةَ مَخْلُوقَةٌ، وأن النبي صلي الله عليه وسلم دخلها، وأنها فوق السموات والأرض، وأن السدرة المنتهي فوقها، وأن الله فوقها، وأن النبي صلي الله عليه وسلم انتهى إليها، وأنه دنا من رب العزة ورب العزة دنا منه قاب قوسين أو أدني، وأن ما غشي السدرة من الألوان كان من نوره تبارك وتعالى "

ثم ذكر جملة من الصفات كالضحك والنزول والنور والوجه واليد والقدم يبين أن الجهمية كانت تؤولها وينكر ذلك عليهم.

وهذا الإمام ابن خزيمة يقول عنهم:

" فَاللَّهُ جَلَّ وَعَلا أَثْبَتَ فِي آيٍ مِنْ كِتَابِهِ أَنَّ لَهُ نَفْسًا وَكَذَلِكَ قَدْ بَيَّنَ

عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ لَهُ نَفْسًا كَمَا أَثْبَتَ النَّفْسَ فِي

كِتَابِهِ وَكَفَرَتُ الْجَهْمِيَّةُ بِهَذِهِ الآيِ وَهَذِهِ السُّنَنِ وَزَعَمَ بَعْضُ جَهَلَتِهِمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا أَضَافَ النَّفْسَ إِلَيْهِ عَلَى مَعْنَى إِضَافَةِ الْخَلْقِ إِلَيْهِ وَزَعَمَ أَنَّ نَفْسَهُ غَيْرُهُ كَمَا أَنَّ خَلْقَهُ غَيْرُهُ وَهَذَا لا يَتَوَهَّمُهُ ذُو لُبٍّ وَعِلْمٍ فَضْلا عَنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ " ا. هـ

ولم تَكْفر الجهمية بتلك الآية بمعنى أنكرت أنها من القرآن وإنما بمعنى تأولته على خلاف معناها

وقال العلامة ابن رجب في كتابه فتح الباري:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير