أن إله العالم يجري مجرى إنسان كبير الجثة عظيم الأعضاء! وخرجت عن أن تكون قابلة للتأويل " ا. هـ
المطالب العالية له 9/ 213
فمع سوء تصويره لما دلت عليه الأحاديث النبوية الشريفة الكريمة ومع ما اشتمل عليه كلامه مما لا يليق بالله العزيز الكريم مما أمْلَتْه عليه وساوسه، فهو قد اعترف بأن كثيرا من تلك النصوص لا تقبل التأويل، والعاقل يعلم أن اعترافا كهذا لا يصدر من خصم إلا والأمر لا يحتمل الإنكار.
فما أدري ما هو جواب معطلة الأشاعرة عن اشتغال أئمتهم بتأويل كل النصوص وكثير منها لا يقبل التأويل بشهادة هذا الإمام الأشعري؟!
وتأمل وصْف الرازي لمعاني النصوص وفهمه لها فهو جد مهم لأنه يشخّص لك السبب الذي دفعهم لتعطيل الصفات ألا وهو فهمهم التشبيه فقط من تلك النصوص، ولا أدل على هذا من صريح قوله عن النصوص النبوية: " بلغت مبلغا عظيما في تقوية التشبيه " ثم ما صور به دلالتها على صفات الله من قوله: (إنسان كبير الجثة عظيم الأعضاء)
بل سجل جماعة من الأشاعرة اعترافا مشابها عندما قرروا أن الأنسب
في خطابات القرآن والسنة للعامة والأقرب الى اصطلاحهم والأليق
بدعوتهم إلى الحق ما يكون ظاهرا في التشبيه
وبعضهم يصور أن القران آياته طافحة بالتجسيم
حاشا كتاب الله من سوء الأدب وسوء الظن وسوء الفهم.
فبالله عليكم هل أحاديث النبي الكريم في صفات الله كذلك؟
أين وجد هؤلاء أن النبي في حديث صحيح عنه وصف ربه وجعله إنسانا فضلا عن أحاديث كثيرة كما زعم؟
هذا هو ظن هؤلاء في سنة نبيهم زاعمين أنها تدل على التشبيه والتجسيم ويجهرون بهذا بكل جرأة!
فهل يوثق بعقولٍ كهذا تسيء الظن بأحاديث نبيها؟
هذا والله أكبر دليل على عطَل عقولهم وعلى أن نفيهم للصفات وتعطيلهم لها عن الله إنما نتج من سوء فهمها ابتداء فلما شبهوا احتاجوا أن يعطلوا وهذا باعتراف كبرائهم.
(وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين)
ولتعلم شدة عناد هذه الطائفة وجحودها للحقائق ومكرها بأهل الحق أنهم دائما يتهمون أهل السنة بأنهم هم الذين جاؤا بالتشبيه وألصقوه بالنصوص لينفروا منهم الناس ثم ينبزونهم بالتشبيه والتجسيم ويظهرون
التباكي على النصوص بينما هم يعتقدون أن النصوص نفسها هي التي
جاءت بعظيم التشبيه، فتأمل هذا المكر!!
والذي ذكره الرازي من اتهام النصوص بالتشبيه ودلالتها على
التجسيم الإنساني هو الذي يعشعش في عقول عامة الأشاعرة لكنهم
قل أن يصرحوا أو يعترفوا.
ومن أدلة هذا تجرؤ بعضهم وصف كلام الله وكلام رسوله بأن ظواهرها باطلة وضلال وكفر!!!
كما في قول أحمد الصاوي الأشعري عندما قال:
" فإن العلماء ذكروا أن من أصول الكفر الأخذ بظواهر الكتاب والسنة اهـ
وقال: " لأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر " اهـ
و قال السنوسي في "شرح الكبرى":
" وأما من زعم أن الطريق إلى معرفة الحق هو الكتاب والسنة, ويحرم ما سواهما؛ فالرد عليه أن حجتهما لا تعرف إلا بالنظر العقلي, وأيضاً فقد وقعت فيهما ظواهر من اعتقدها على ظاهرها كفر عند جماعة وابتدع " ا. هـ
فتأمل منزلة الكتاب والسنة عند هؤلاء
وقد انتدب علامة قطر أحمد بن حجر آل بوطامي فصنف مصنفاً في
الرد عليهم أسماه " تنزيه السنة والقرآن عن أن يكونا من أصول
الضلال والكفران " طبعته دار الصميعي كما أفاده الأخ الفاضل
والباحث المتميز (فيصل) العضو المتميز بملتقى أهل الحديث
وقال العالم الأشعري يوسف الدجوي:
" يتمسك كثير من الناس بظواهر الآيات وهو غلط فاحش يؤدي إلى الكفر "
مجموع مؤلفات وفتاوي الدجوي " (1/ 387)
ومثله قول عليش المالكي:
(إن كثيراً من القرآن والأحاديث ما ظاهره صريح الكفر، ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) ا. هـ
أيّ ضلال بعد هذا أن تتهم نصوص الكتاب والسنة وتُبرّأ في المقابل عقول أصحاب علم المنطق والكلام المستمد من فلسفة اليونان
ودليل العمى وتعطل العقول الذي أصاب عامة هؤلاء المعطلة أن القول بأن نصوص القرآن والسنة تدل في ظاهرها على الضلال والتشبيه والكفر لا يعتبرونه ذما وقدحا في القرآن والسنة.
فبالله عليكم هل يُعتبَر عاقلا مَن يَرى أن هذا الكلام لا يحمل ذما وقدحا في القرآن الكريم والسنة النبوية؟!
هذا أكبر دليل على تعطل عقولهم وعدم صلاحيتها في هذا الباب
¥