ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 09 - 09, 02:45 ص]ـ
بل الحديث صحيح والاستدلال به في أمر عقدي يصح، ولست أنا أول من استدل به، بل ذكره أئمة السنة في كتب الاعتقاد فذكره عبد الله بن أحمد في السنة والفريابي في القدر وابن أبي عاصم في السنة والآجري في الشريعة واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وذكره أيضاً ابن القيم في مفتاح دار السعادة (2/ 550) وقال: "صلوات الله وسلامه على من خرج هذا الكلام من شفتيه ".
أما دعوى أن أبا سنان تُكلِّم فيه فلا فائدة فيها، لأنه قد توبع من طريق أبي صالح كاتب الليث عند الفريابي (192) والآجري (412) وقوام السنة (2/ 59 - 60).
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:01 ص]ـ
بل يكون ظالماً لمن لا يستحق العذاب إن عذّبه!!
با أخي الفاضل:
هذه عبارة لا استجيز قولها في حق مالك الملك. وقد قال عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (لو أن الله عذب اهل السموات والارض لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو أنه رحم أهل السموات والأرض لكانت رحمته أوسع من ذلك)
وقد روي مثل هذا عن ابي بن كعب وابن مسعود وزيد بن ثابت وسعد بن ابي وقاص رضي الله عنهم اجمعين.
وقال ابو محمد البربهاري في شرح السنة: (واعلم أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله ولا يعذب الله أحدا إلا بقدر ذنوبه ولو عذب أهل السموات والأرضبرهم وفاجرهم عذبهم غير ظالم لهم،لا يجوز أن يقال لله عز و جل إنه ظالم وإنما يظلم من يأخذ ما ليس له والله له الخلق والأمر والخلق خلقه والدار داره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولا يقال لم وكيف ولا يدخل أحد بين الله وبين خلقه)
يقول ابو العلياءـ عفا الله عنه بمنه وكرمه ـ:وما أوجبه الله على نفسه مما ظاهره انه حق للعبيد على ربهم ليس الا محض فضله وانعامه وكرمه. وكيف يكون للعباد عليه حق بغير هذا المعنى وكل ما أتوه من الطاعات والقربات إنما هو بتوفيقه وتأييده.ويرحم الله من قال:
ما للعباد عليه حق واجب ... كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عذبوا فبعدله،أو نعموا فبفضله وهو الكريم الواسع
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:23 ص]ـ
الفاضل ابو الحسنات الدمشقي.لو قرأت تعقيبك لما تعنيت كتابة ما كتبت في الرد على الاخ ابي سلمى. فجزاك الله خيرا على البيان.
أما ما انتقدته من كلامي بقولك:
لكن غلط الأخ الفاضل أبي العلياء هو في جعله البحث في حكم من لم تبلغه الدعوة الأخروي من الافتبات على الله فيما لم يأتنا عنه من عنده برهان، وأنه من التكلف، وليس الأمر كذلك، لأن مصيرهم قد ثبتت فيه أحاديث الامتحان كحديث الأسود بن سريع وقد صححه البيهقي وعبد الحق وابن القيم وغيرهم، وغيره من الأحاديث، فالكلام حينها يكون بالدليل والبرهان لا بالتخرص والافتيات
فاعلم رحمك الله. أن الذي أدين الله تعالى به أن الأدلة الظنية لا حجة فيها على اثبات الاحوال الغيبية،إلا ان تحتف بها جملة من القرائن ترتقي بها الى حصول العلم اليقيني في نفس سامعها ,
فاليقين لا يبنى على ظن. وعلماء الحديث حينما اختلفوا في إفادة احاديث الصحيحين العلم القطعي من عدمه،كان دافعهم هو هذه النكتة خاصة إذا علمت ان اكثر المتنازعين في هذه المسألة أصولهم اشعرية. والله اعلم واحكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 09 - 09, 07:40 ص]ـ
بل الحديث صحيح والاستدلال به في أمر عقدي يصح، ولست أنا أول من استدل به، بل ذكره أئمة السنة في كتب الاعتقاد فذكره عبد الله بن أحمد في السنة والفريابي في القدر وابن أبي عاصم في السنة والآجري في الشريعة واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وذكره أيضاً ابن القيم في مفتاح دار السعادة (2/ 550) وقال: "صلوات الله وسلامه على من خرج هذا الكلام من شفتيه ".
أما دعوى أن أبا سنان تُكلِّم فيه فلا فائدة فيها، لأنه قد توبع من طريق أبي صالح كاتب الليث عند الفريابي (192) والآجري (412) وقوام السنة (2/ 59 - 60).
أخي الكريم أبو الحسنات الدمشقي،
ما زلت على قولي أنّ الحديث لا يصح، فالمتابعات التي ذكرتها لا تصلح حتى في المتابعات لشدة ضعفها.
فأبو صالح وهو ضعيف لا يحتج بمثله، فقد رماه بالكذب جزرة و نقل ذلك النسفي وضرب على حديثه ابن المديني ومنهم من اعتذر له واعتذارهم له لا ينفي عنه المناكير والموضوعات التي أدخلت عليه ولم ينتبه لها، لذا ضرب على حديثه العديد من الأئمة. وقد قال ابن حبان عنه: منكر الحديث جدا، يروى عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات،
و كان صدوقا فى نفسه، و إنما وقعت المناكير فى حديثه من قبل جار له كان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، و يكتب بخط يشبه خط عبد الله، و يرميه فى داره بين كتبه، فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به. كما في سند الحديث معاوية بن صالح وقد تكلم فيه وقال فيه أبو حاتم أنه لا يحتج بحديثه.
على كل حال، وجدت كلاماً نافعاً لشيخ الإسلام على هذا الحديث في كتابه منهاج السنة، أنقله للفائدة ولإيضاح المعنى المقصود فيه:
" وفي الحديث الذي رواه أبو داود وغيره لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا لهم من أعمالهم
وهذا قد يقال لأجل المناقشة في الحساب والتقصير في حقيقة الطاعة وهو قول من يجعل الظلم مقدورا غير واقع وقد يقال بأن الظلم لا حقيقة له وأنه مهما قدر من الممكنات لم يكن ظلما والتحقيق أنه إذا قدر أن الله فعل ذلك فلا يفعله إلا بحق لا يفعله وهو ظالم لكن إذا لم يفعله فقد يكون ظلما يتعالى الله عنه"
¥