تصدير.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله جزوجل: { .. فلا يصدنك عنها من لايؤمن بها واتبع هواه فتردى} سورة طه الأية 15.
وقال أيضا {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات،فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويه الا الله،والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا،وما يذكر الا أولوا الألباب .... } سورة آل عمران الأية 8.
اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل،فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك، انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم،
فمالي الا آل أحمد شيعة ه ه ه ومالي الا مذهب الحق مذهب
وبعد: فعندما كنت أدرس العلوم الشرعية،درسنا البيقونية،في الملرحلة الولى،وتعرفنا من خلالها على ألقاب الحديث، وبعد ذلك درسنا نزهة النظر شرح نخبة الفكر،بتعليق الشيخ صلاح محمد عويضة فدرسنا في محث حديث الآحاد، [ .. وقد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن على المختار] وتعرض شيخنا الى بيان مذهب أهل السنة في حديث الآحاد،وتعرض لمن يقول بعكس قول أهل السنة،فحدثنا على حسب مستوانا أنذاك، وانتقلنا في المرحلة الثانية ودرسنا الباعث الحثيث،بتعليق الشيخ أحمد شاكر رحمه الله،وتحث شيخنا عن هذه المسألة بشيئ من التوسع،وذكر الطوائف التي شذت عن مذهب أهل السنة،في هذه المسألة،ونحن كنا نظن أن هذه المسألة قد انتهت بانتهاء أصحابها،حتى فجئنا من قبل أناس يحملون هذا الفكر الى الآن،وينكرون كثيرا من أمور العقيدة،ثبتة بسنة الآحاد،فسمعنا من ينكر غذاب القبر،ومن ينكر الميزان،ومن ينكر خروج المهدي والدجال ونزول عيسى،بل وقرأنا انكار حديث الذباب وووالخ.
{فمن الأمور المهمة عند بحث مسالة دينية اختلف الناس فيها، أن نرجع الى التاريخ الإسلامي لنتعرف على العصر الذي نشأت فيه هذه المسألة، وأحوال الذين تبنوها وقالوا بها،فان هذا يسهل فهم المسألة والحكم عليها.
فاذا رجعنا الى التاريخ في المسألة التي بين أيدينا،وهي عدم الأخذ بخبر الآحاد في مسألة العقيدة،وجدنا أن الصحابة الكرام،لم يتكلموا في هذه المسألة ولم يخوضوا فيها،بل كانوا يسلمون بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون التفريق بينها،وكذلك كان الحال في التابعين،ومن تبعهم باحسان،بل كان من هؤلاء من يبكي عند تذكر النبي صلى الله عليه وسلم ورواية حديثه،اجلالا للنبي وتعظيما للحديث،كأيوب السختياني والإمام مالك والإمام أحمدرحم الله الجميع،
وانما ظهرت هذه المسألة وغيرها عندما دخل علم الكلام على المسلمين _ الغزو الثقافي _ فقام المأمون العباسي بترجمة كتب اليونان للعربية،فانتشر علمهم بين الناس،وتأثر البعض بفلسفتهم العقلية،حتى عرضوا كثيرا من مسائل الدين على قواعد الفلاسفة اليونانين،فما وافق الفلسفة منها قبلوه وما خالفها تأولوه أو حرفوه،ومن المسائل التي أخذها أهل الكلام عن الفلاسفة،وشغلوا بها المسلمين ردحا من الزمن،قضية العقل،اذ جعلوه حكما على كل شيئ حتى على الشرع، ... والمسألة التي بين أيدينا وهي عدم الأخذ بخبر الآحاد في العقيدة هي من المسائل المريبة،اذ مر عصر الصحابة والتابعين وأئمة السلف والدين،دون أن يخوضوا فيها،بل كانوايأخذون بكل ما ثبت لديهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،سواء كان آحادا أو متواترا، وسواء كان في العقيدة أو الأحكام،ولم يؤثر عن أحد منهم قول يشبه هذا القول أو يدانيه،وانما أصل هذه المسألة وأساسها تلك القواعد العقلية التي انتشرت في زمن المعتزلة وسادت،ثم قلد المعتزلة فيها كثير من الأصولين المتأخرين، لأنهم كانوا أشاعرة،وقد ترك الإعتزال في الأشاعرة أثرا لايخفى على طلبة العلم،وبسبب انتشار كتب الأصوليين المتأخرين بين الدعاة وطلبة العلم،راجت هذه المسألة حتى ظن البعض أنها اجماع لايعتريه خلاف، وقد تصدى علماء الإسلام قديما وحديثا للرد على هذه المسألة، وبينوا ما كان عليه السلف الصالح في ذلك،كما بينوا بالأدلة القاطعة بطلان هذه المسألة،وهذه المسألة من القضايا الخطيرة،لأنها تنادي بتعطيل قسم كبيرمن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعل كثيرا من الذين يخوضون فيها لايدركون مدى خطورتها،ولو أدركوا لرجعوا الى الحق باذن الله تعالى} خبر الآحاد ووجوب الأخذ به في العقيدة،سالم عبد الغني الرافعي. {يتبع}
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[04 - 11 - 09, 04:19 م]ـ
وفيك بارك الله أخي عمر سليمان وجملك بالتقوى
راجع آخر مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم والإحكام في أصول الأحكام لابن حزم والرسالة للإمام الشافعي
ورسالة أصل الاعتقاد لعمر الأشقر وللألباني رسالتان في الموضوع
ففيها ما يهدم أركان من يجعل كل آحاد لا يفيد العلم ويزلزل بنيانهم ويهتك أستارهم ويفضح أسرارهم
مع أن الظن الراجح علم وقولهم إن الظن الراجح ليس بعلم ما هو إلا مجرد اصطلاح لهم أتى القرآن بخلافه " فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار "
وقل لهم إن قولكم إن العقيدة لا تؤخذ إلا من دليل يقيني عقيدة وأي عقيدة فأعطوني الدليل اليقيني عليها بشرط أن يكون قطعي الثبوت وقطعي الدلالة كما يقعقون وأنى لهم ذلك وهيهات هيهات.
وأكرر القول بأن التفريق بين العقيدة والأحكام ما هو إلا اصطلاح حادث لا يبنى عليه أحكام لم يعرفه أصلا أصحاب خير الأنام.
ومن العجيب أن جمهور الأشاعرة لا يأخذون بخبر الآحاد في العقيدة ولو كان في الصحيحين ثم هم يأخذون بالتأويل الذي هم أنفسهم لا يكادون يجزمون به لذلك يضعون للنص تأويلات متعددة قائلين يحتمل كذا ويحتمل كذا.
وفي الوقت نفسه صوفيتهم يحتجون في العقيدة بالمنامات والوساوس التي تكون من وحي الشيطان و الأحاديث الضعيفة والموضوعة ويستعملون القياس في العقيدة كما فعلوا في مسألة دعاء غير الله أعظم أصول الإسلام.
نسأل الله أن يسلمنا من الهوى وأن يجنبنا سبيل الردى.
¥