تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم تبلغه تفاصيل الايمان {ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم} فكان الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما وصفه الله هاديا وصار بمكة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة عشر فتوفي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم على تمام من الملة والشريعة كما في قول الرب جل وعلا {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}

والواجب على المسلمين في سائر أحوالهم وأزمنتهم أن يتمسكوا بهذين الاصلين بكتاب الله وبسنة نبيه الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وان يعتنوا بفقهها فان هذين الاصلين من العلم والدين لابد لهما من فقه صحيح كما بين النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الحديث المتفق على صحته {من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين} وفي دعائه لابن عباس الثابت في الصحيح وغيره {اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل} أي تاويل القران الذي هو التفسير لمعانيه والفهم لذالك

ولهذا فان الاصل في حال المسلمين هو الاقتداء وليس التفرق وكذالك الاجتماع على ما اقتضاه كتاب الله وسنة نبيه الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولكن فان هذا الحكم الشرعي مع كونه من الاحكام الواجبة المعلومة من جهة وجوبها من الدين بالضرورة اني لزوم التمسك للكتاب والسنة على خاصة المسلمين وعامتهم إلا أن النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين حكما ليس هو من باب التشريع له إنما هو من باب:بيان الحكم القدري الذي قضى به الرب جلا وعلا وقدره واقتضته حكمته سبحانه وتعالى التي لا يعلم الناس تمام الادراك لها وان علموا جملا منها او قدرا من مفصلها فان عموم حكمة الرب سبحانه وتعالى لها لا يحيط بها الناس من جهة الادراك المفصل لتمام معانيها فبين النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن هذه السنة التي بعث بها يحصل عنها انحراف ولهذا جاء في حديث أبي هريرة الثابت في الصحيح وغيره قال النبي صلى الله عليه وسلم وكان في مجلس أصحابه او كان في مجلسه وأصحابه معه صلى الله عليه وسلم فقال {وددت انا قد رأينا إخواننا} فقال الصحابة (يا رسول الله اولسنا إخوانك) قال {بل انتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد} قالوا يا رسول الله وكيف تعرف من لم يات بعد من أمتك قال {أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل بهم دهم ألا يعرف خيله؟} قالوا بلى يا رسول الله قال {فإنهم ياتون يوم القيامة غرا محجلين من أثار الوضوء} ثم قال الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم {ألا ليذادن رجال عن حوضي} - وحوضه الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو الذي تفضل الله به كرامة لنبيه محمد الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وحديثه متواتر عند أهل العلم في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها قال عليه الصلاة والسلام في حديث أبي ذر وفي حديث ابن عمر وحديث جابر ابن سمرة وجماعة من الصحابة {حوضي طوله شهر} في بعض روايات الحديث الثابت في الصحيح كما في رواية أبي ذر حوضي طوله شهر وارشه شهر آنيته عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يضما منه أبدا وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما في الصحيح {حوضي كما بين صنعاء وأبله} وفي رواية في حديث عبادة {حوضي كما من مقامي هذا الى صنعاء اليمن} الى غير ذالك من الوصف الذي ذكره النبي لهذا الحوض الذي جعله الله كرامة له وهو الكوثر النهر الذي ذكره الله في القران {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هم الابتر} ولهذا روى انس رضي الله عنه كما في الصحيح صحيح مسلم وغيره قال انس رضي الله عنه (بينا رسول الله صلى الله عليه و على اله وسلم بين أظهرنا إذ اغفأ إغفاءة ثم رفع راسه متبسما وإغفاؤه صلى الله عليه و على اله وسلم لم يكن نوما إنما كان يوحى اليه وينزل عليه القران فقلنا ما أضحكك يا رسول الله؟ قال {أنزلت علي آنفا سورة فقرا {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الابتر} ثم قال {أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله اعلم قال {انه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير وهو حوض ترده أمتي يوم القيامة} ولهذا بشر النبي صلى الله عليه و على اله وسلم أمته بأنهم فرد على الحوض كما في حديث جابر ابن سمرة الثابت في الصحيح وغيره

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير