تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالحمد لله الذي أعاذنا من سُبل الضلالة، التي تجمعها هذه الطرق الخمسة الشيطانية:

طريق المغضوب عليهم: اليهود، وطريق الضالين: النصارى، وطريق الصابئة: الزنادقة الملاحدة الحيارى، وأخلافهم أخلاف السوء الشيوعيين، ومن شاكلهم، وطريق المجوس: مجمع الخبائث قولاً، وفعلاً، واعتقاداً، وطريق المشركين: عبدة الأوثان، مكذبة الرسل والأنبياء.

الحمد لله الذي أعاذنا منها، "وأغنانا بشريعته -شريعة الإسلام- التي تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، وتتضمن الأمر بالعدل، والإحسان، والنهي عن الفحشاء، والمنكر، والبغي، فله المنة، والفضل على ما أنعم به علينا، وآثرنا به على سائر الأمم، وإليه الرغبة أن يوزعنا شكر هذه النعمة، وان يفتح لنا أبواب التوبة، والمغفرة، والرحمة".

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعالى، وتقدس عن كل مبطل كذاب، ومشرك يعدل به غيره من الآلهة المخلوقين، والأرباب المكذوبين: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون}.

"وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وصفوته من خلقه، وخيرته من بريته، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، ابتعثه بخير ملة، واحسن شرعة. وأظهر دلالة، وأوضح حجة، وأبين برهان إلى جميع العالمين إنسهم، وجنهم، عربهم، وعجمهم، حاضرهم، وباديهم؛ الذي بشرت به الكتب السالفة، وأخبرت به الرسل الماضية، وجرى ذكره في الأعصار، في القرى والأمصار، والأمم الخالية. ضُربت لنبوته البشائر من عهد آدم أبي البشر إلى عهد المسيح ابن البشر".) (1)

أما بعد: فهذه مقالة ضمن سلسلة: (التنبيهات السلفية على أغلاط عقدية) حول أقوال جانبت الصواب للشيخ عبد الحميد بن باديس-رحمه الله تعالى- في موضوع: (تقريب الأديان وحريتها، والدعوة للأخوة الإنسانية .. ) وما في معناهما، كتبتها لألا يغتر بها من قد يقرأها، و يُنكَر على من يروج لها، ولغير ذلك من الأسباب، والله وحده ولي التوفيق.

[أول من نادى بالتقريب و الأخوة الإنسانية العالمية]

أيها الأخ؛ بعد مطالعة تراجم الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى – تلحظ أنه متأثر برجالات الفكر العقلاني المعاصر كجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده (2)، ومعلوم – وفقني الله و إياك – أن (أوَّل من نادى بالتقريب بين الأديان في أوساط المسلمين .. جمال الدين الأفغاني، ثم تلميذه محمد عبده. ولم يزل دعاة التقريب يمجدونهما، ويشيدون بمآثرها في هذا المضمار، وينسجون على منوالهما) (3)

(وكان من جهود محمد عبده، في ذلك، أن ألف هو، وزعيم الطائفة ميرزا باقر الإيراني، الذي تنصر، ثم عاد إلى الإسلام، ومعهم ممثل جمال الأفغاني، وعدد من رجال الفكر في: " بيروت " ألفوا فيه جمعية باسم: " جمعية التأليف والتقريب " موضوعها التقريب بين الأديان الثلاثة. وقد دخل في هذه الجمعية بعض الإيرانيين، وبعض الإنجليز، واليهود، كما تراه مفصلاً في كتاب: " تاريخ الأستاذ الإمام: 1/ 817 - 829 " تأليف محمد رشيد رضا. المتوفى سنة 1354.

ومن جهود محمد عبده في ذلك، مراسلات بينه، وبين بعض القساوسة، كما في كتاب: " الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده: 2/ 363 - 368 " جمع محمد عمارة.) (4)

و (في الربع الأخير من القرن الرابع عشر هجري، وحتى عامنا هذا 1416. وفي ظل " النظام العالمي الجديد ": جهرت اليهود، والنصارى، بالدعوة إلى التجمع الديني بينهم، وبين المسلمين، وبعبارة أخرى: " التوحيد بين الموسوية، والعيسوية، والمحمدية " باسم:

" الدعوة إلى التقريب بين الأديان ". " التقارب بين الأديان ". ثم باسم: " نبذ التعصب الديني ".

ثم باسم: " الإخاء الديني " وله: فتح مركز بمصر بهذا الاسم.

وباسم: " مجمع الأديان " وله فتح مركز بسيناء مصر بهذا الاسم.

وباسم: " الصداقة الإسلامية المسيحية ".

وباسم: " التضامن الإسلامي المسيحي ضد الشيوعية ".

ثم أخرجت للناس تحت عدة شعارات:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير