تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - بن باديس يدعو للإحسان العام و أن المسألة ليست مسألة شرق وغرب أو إسلام ومسيحية, وإنما هي مسألة إساءة وإحسان ..

5 - بن باديس ينادي الشعب بإسقاط أضداد الأجناس وحرية الأديان والأفكار ..

6 - نهضة بن باديس لا يخشاها النصراني لنصرانيته، ولا اليهودي ليهوديته، بل ولا المجوسي لمجوسيته فهي سلاماً على البشرية، ولكن يخشاها الظالم لظلمه، والدجال لدجله، والخائن لخيانته ..

7 - الإسلام عند بن باديس؛ الدِّين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها، ويعترف بالأديان الأخرى، ويحترمها، ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: {لكم دينكم ولي دين} ..

والجواب عن هذه الأقوال الفاسدة من وجوه:

ـ الوجه الأول/ " لو حكمت العقيدة السلفية المحضة (بن باديس) لما تحدث بهذا الأسلوب السمج المتملق - إن أحسنا به الظن – " ومهما كان الظرف، وكان ينبغي له اتخاذ سيرة النبي - صلى الله عليه و سلم- والسلف الصالح رضي الله عنهم، أصلا و منهجا في الدعوة إلى الله ودعوة الكفار، لا القول ببعض أقوالهم، وهو العالم القدوة ..

ـ الوجه الثاني/ قوله بالأخوة الإنسانية واحترامها .. باطل من وجهين: (أولا: أن هذه هي الدعوة الماسونية العالمية، الدعوة في الظاهر إلى الإنسانية العالمية، وفي الباطن لتحقيق غايات صهيونية.

ثانيا: يحتج بن باديس لهذه الدعوة الآثمة كما في (الآثار:4/ 110 - 111) التي تقضي على مبدأ الولاء والبراء والبغض في الله والحب فيه الذي وردت فيه نصوص قرآنية ونبوية كثيرة، ويغرس في نفوس المسلمين الميوعة والسماجة السياسية، فيصبح لا فرق عند المسلم الضائع بين اليهودي والنصراني والمجوسي وبين المسلم الموحد، يجمع الجميع آصرة الإنسانية، وتربط الجميع الرابطة الإنسانية الكبرى.

وينسى بن باديس قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وما جرى مجراها، وما أدري هل يعرف قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، لا تتراءى ناراهما وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه جرير البجلي: أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين "، وله شاهد من حديث كعب بن عمرو بلفظه، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله "). والله أعلم. (7)

ـ الوجه الثالث/ (بن باديس) ينادي الشعب بإسقاط أضداد الأجناس وحرية الأديان والأفكار، و الإسلام - عنده – هو الدِّين الذي يحترم الإنسانية في جميع أجناسها، ويعترف بالأديان الأخرى، ويحترمها، ويسلم أمر التصرف فيها لأهلها فيقول: {لكم دينكم ولي دين} .. و (في هذا الكلام حرب شديدة على مبدأ الولاء والبراء، والحب في الله والبغض فيه المفروض على المسلمين بنص الكتاب والسنة.

قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ}

وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}

وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنْ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}

وقال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير