تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أجمعين، فقد كان المسلمين إذا داهم الخطر و نزل الموت الزؤام –سواء كانوا مهاجمين أو مدافعين – لا قوه بصدورهم و أبقوا أهل ذمتهم في مأمنهم موفورة عليهم راحتهم، يحمونهم بأنفسهم في مقابلة ما يأخذونه من الرجال القادرين منهم من القدر اليسير من المال الذي يسمى جزية، ويا حبذا المال اليسير تفدى به النفوس و تراح به الأبدان .. )) (*).انتهى

فلا أدري – والله المستعان -؛ " أين بن باديس من قول الله: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}، وقول الله تعالى {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ}، وقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.

أين بن باديس من قول الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

فأين الصغار المشروع لإذلال هؤلاء إذا كانوا يقفون مع المسلمين في الوزارة وغيرها؟

ومن قال بهذا الكلام من أئمة الإسلام المعتبرين؟

لا يقول بهذا إلا العلمانيون الديمقراطيون الذين يلبسون ديمقراطيتهم لباس الإسلام، وقد قال بن باديس بالديمقراطية عفا الله عنه (10).

ثم أين بن باديس من قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}.

فأين عزة الإسلام والمسلمين إذا وقفوا مع أعداء الله على قدم المساواة بدون تمييز؟

أين بن باديس من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ".

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما".

وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ".

فأين المساواة المدعاة؟!

ثم لماذا تختفي هذه النصوص عند الحديث عن حقوق اليهود والنصارى وغيرهم من أهل الذمة، بل وغيرهم ممن لا تقبل منهم الجزية.

فهذه النصوص القرآنية والنبوية تبين حقيقة موقف الإسلام من الديانات الباطلة وأهلها، وأنه لا علاقة بينه وبينها إلا أنه الأعلى العزيز وهي الأدنى والأحط والأذل، وأهلها كذلك، وكيف يستحق الإكرام من كفر بالله وباليوم الآخر وكذب رسله وكتبه ويكن للمؤمنين به العداوة والبغضاء ويتربص بهم الدوائر، إن إذلالهم لهو الحق والعدل بعينه، وهل يستحق المجرمون الإكرام؟

أين بن باديس من الشروط العمرية التي تملي على أهل الذمة من اليهود والنصارى والمجوس الذل والصغار في كل ميدان من ميادين حياتهم؟!

الشروط العمرية:

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "أحكام أهل الذمة": (قال الخلال في كتاب "أحكام أهل الملل ": أخبرنا عبدالله بن أحمد فذكره، وذكر سفيان الثوري عن مسروق عن عبد الرحمن ابن غنم قال: كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى الشام، وشرط عليهم ألا يحدثوا في مدينتهم ولا في ما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب، ولا يجددوا ما خرب، ولا يمنعوا كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال، يطعمونهم، ولا يؤوا جاسوسا، ولا يكتموا غشا للمسلمين، ولا يعلموا أولادهم القرآن، ولا يظهروا شركا، ولا يمنعوا ذوي قرابتهم من الإسلام إن أرادوه، وأن يوقروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يكتنوا بكناهم، ولا يركبوا سرجا، ولا يتقلدوا سيفا، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجزوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيهم حيث ما كانوا، وأن يشدوا الزنانير على أوساطهم، ولا يظهروا صليبا ولا شيئا من كتبهم في شيء من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم ولا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيفا، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم، ولا يظهروا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير