" لِأَنَّهُ لَا يَلْزَم مِنْ كَوْن الْمَنَام عَلَى ظَاهِره أَنْ لَا يَكُون بَعْضه يَفْتَقِر إِلَى تَعْبِير، فَإِنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاء حَقّ يَعْنِي لَيْسَتْ مِنْ الْأَضْغَاث سَوَاء كَانَتْ عَلَى حَقِيقَتهَا أَوْ مِثَالًا، وَاَللَّه أَعْلَم"
وماذا يتوقع أهل الشبه، الرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يرى الله سبحانه على صورته، قال تعالى:
(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143))
ومعروف ما حدث للرسول صلى الله عليه وسلم عندما رأى جبريل على صورته الحقيقية:
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ – أي انقطاع - الْوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: (فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ – إلى – والرجز فَاهْجُر) رواه البخاري (4641) ومسلم (161).
أما ظهور الله عز وجل في الرؤيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على صورة بشر، فهذا مثال يستطيع الرسول صلى الله عليه وسلم تحمله، ولقد قال تعالى:
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)
وقال ابن القيم في بدائع الفوائد:
والجمهور على تفضيل البشر والذين فضلوا الملائكة هم المعتزلة والفلاسفة وطائفة ممن عداهم.
وفي العقيدة السفارينية للسفاريني:
وعندنا تفضيل أعيان البشر ... على ملاك ربنا كما اشتهر
قال ومن قال سوى هذا افترى ... وقد تعدى في المقال واجترى
وأورد عبد الواحد التميمي في اعتقاد الإمام ابن حنبل:
إن بعض النبيين أفضل من بعض ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم والملائكة أيضا بعضهم أفضل من بعض وإن بني آدم أفضل من الملائكة ويخطئ من يفضل الملائكة على بني آدم." أهـ
هذا والله أعلم وأحكم.
ـ[ناصر المسماري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم
هل هناك من فسر الآية الكريمة (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) بالحديث المذكور؟
علما بأن تفسير هذه الآية مختلف عليه بين العلماء.