تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[منهج أبي عبد الله الرازي وعقيدته]

ـ[أنس الشامي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 03:19 ص]ـ

[منهج أبي عبد الله الرازي وعقيدته]

نقلا عن كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة)

للشيخ عبد الرحمن المحمود

* * *

ـ فخر الدين الرازي: ت 606هـ.

هو محمد بن عمر بن الحسن بن علي، فخر الدين أبو عبد الله، القرشي البكري، الطبرستاني، الرازي (674)، ولد سنة 544هـ، تتلمذ على والده ضياء الدين (675) المعروف بخطيب الري، ولذلك اشتهر ولده الفخر بابن خطيب الري، ولما توفي والده تتلمذ على الكمال السمناني (676)، ومجد الدين الجيلي (677) الذي لازمه الفخر حتى في أسفاره وقد أخذ عنه الفلسفة كما أخذ عن أبيه ضياء الدين الفقه وعلم الكلام.

وحياة الرازي (678) برز فيها جانبان:

الأول: رحلاته المتكررة، إلى كل من خوارزم، وطوس، وبلاد ما وراء النهر، وهراة التي استقر ومات بها، وقد جرت له في رحلاته مناظرات عديدة مع المعتزلة والكرامية وغيرهم، وكثيراً ما تشتد الخصومة بينه وبين معارضيه فيضطر إلى مغادرة المكان الذي هو فيه.

الثاني: اتصاله بالملوك والسلاطين، وتأليفه أغلب كتبه لهم، وقد استفاد من صلته بهم ـ خاصة خوارزم شاه وولده محمدا ـ مالاً وجاهاً عريضاً، وقد توفي الرازي سنة 606هـ.

أما تلاميذ الرازي فهم كثيرون ـ بخلاف شيوخه ـ ومن أبرزهم:

أفضل الدين الخونجي (679) ـ صاحب المنطق ـ وأثير الدين الأبهري (680)، وتاج الدين الأرموي (681) وغيرهم (682).

أما مؤلفاته فكثيرة جداً شملت فنون التفسير، والفقه، وأصوله، وعلم الكلام والفلسفة، والبلاغة، وغيرها، وقد استقصى الحديث عنها ـ مع بيان مخطوطاتها وما طبع منها ـ محمد صالح الزركان في كتابه “ فخر الدين الرازي وآراؤه الكلامية والفلسفية “ (683)، وأهم كتبه المطبوعة:

1ـ التفسير.

2ـ المحصول في أصول الفقه.

3ـ المباحث المشرقية.

4ـ محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين.

5ـ أساس التقديس.

6ـ معالم أصول الدين.

7ـ لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات.

8 ـ شرح الإشارات والتنبيهات لابن سينا.

9ـ الأربعين في أصول الدين.

10ـ عصمة الأنبياء.

11ـ مناظرات فخر الدين الرازي في بلاد ما وراء النهر.

12ـ نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز.

13ـ اعتقادات فرق المسلمين والمشركين.

14ـ مناقب الإمام الشافعي.

15ـ الخمسين في أصول الدين.

16ـ لباب الإشارات.

أما المخطوطة فمنها.

17ـ المطالب العالية، طبع منه جزء يتعلق بالنبوات، ولم يتمه وهو من أواخر كتبه.

18ـ أقسام اللذات، آخر كتبه.

19ـ الملخص في الحكمة والمنطق.

20ـ شرح عيون الحكمة لابن سينا.

21ـ نهاية العقول.

وغيرها كثير.

* منهج الرازي وأثره في تطور المذهب الأشعري:

أولاً: يمثل الرازي مرحلة خطيرة في مسيرة المذهب الأشعري، فهذا الإمام الشافعي الأشعري (684) ترك مؤلفات عديدة دافع فيها عن المذهب الأشعري بكل ما يملكه من حجج عقلية، كما أنه أفاض في بعضها في دراسة الفلسفة فوافق أصحابها حيناً وخالفهم حيناً آخر، بل وصل الأمر به إلى أن يؤلف في السحر والشرك ومخاطبة النجوم. وقد اختلفت آراء الناس فيه بين مادح وقادح، ومدافع عنه منافح، وناقد له جارح، وقد انتهى في آخر عمره إلى أن الحق في الرجوع إلى مذهب أهل الحديث وهو الاستدلال بالكتاب والسنة، ولكن بقيت المشكلة في مؤلفاته الكلامية والفلسفية التي انتشرت وتلقفها المهتمون بهذه الأمور، لذلك اختلفت أقوال الناس فيه وفي مؤلفاته: فالسبكي ـ على عادته في أمثاله ـ كال له المدح كيلاً بلا حساب، حتى وصل الأمر إلى أن يقول فيه “ وله شعار أوى الأشعري من سننه إلى ركن شديد، واعتزل المعتزلي، علماً أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد “ (685)، وفي معيد النعم لما هاجم الفلسفة وأعلامها كابن سينا والفارابي ونصير الدين الطوسي وهاجم الذين حاولوا مزج الفلسفة بكلام علماء الإسلام أورد على نفسه هذا الاعتراض قائلاً: “ فإن قلت: فقد خاض حجة الإسلام الغزالي والإمام فخر الدين الرازي في علوم الفلسفة ودونوها، وخلطوها بكلام المتكلمين فهلا تنكر عليهما؟ “ ـ ثم أجاب قائلاً ـ: “ قلت: إن هذين إمامان جليلان، ولم يخض واحد منهما في هذه العلوم حتى صار قدوة في الدين، وضربت الأمثال باسمهما في معرفة علم الكلام على طريقة أهل السنة والجماعة من الصحابة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير