تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العقيدة من زاوية أخرى]

ـ[أبو داود سليمان]ــــــــ[18 - 08 - 09, 12:46 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

من حكمة الله جل جلاله أن جعل في هذه الحياة سننًا ونواميس؛ لضبط حياة الناس فلا تكون حياة تملؤها الفوضى؛ ولإظهار معني أسمائه على خلقه وتبيان قدرته وملكه سبحانه وتعالى.

ومن هذه السنن أن جعل للإنسان ضروريات لا يحيى الإنسان إلا بها كالماء و الهواء والطعام والأنس بالغير، و منها اضطرار الإنسان إلى عقيدة يركن إليها عند الشدائد وتنفس عنه عند الكرب.

ولهذا تعددت العقائد وتشعبت، فما تجد طائفة إلا ولها عقيدة تلوذ عن لواءها وتحوم في حماها.

فكل شخص له عقيدة يعتقدها ومنهج ينتهجه, حتى وإن أنكر ذلك وقال أنا لا عقيدة عندي فلا رب لدي ولا خالق قد خلقني, إنما الطبيعة هي التي أدت إلى ذلك الوجود .. إلخ، فالنكران هذا هو بمجرده عقيدة!!

ومع تفتح العالم اليوم و ظهور العولمة و اختراع وسائل الاتصال، بدأ الناس يطلعون على عقائد أخرى دخيلةٍ عليهم، وبدأ البعض بالغوص في غمار هذه العقائد من حيث يعلم وأم من حيث لا يعلم، بل إن البعض افتتن بهذه العقائد فأعلن انتمائه إليها؟!

فبدأ سادة الناس أصحاب العقائد بالذب عنها بطريقة أو أخرى، وحماية أهل عقيدتهم من الانحراف عنها (وهذا من قديم الزمان إلا أنه في هذا الزمان أظهر من حيث كثرة هذه العقائد المطلع عليها بسبب وسائل الإعلام) والحماية تكون بتيان صحة هذه العقيدة أو بتحريف أو تشويه العقائد المنافسة ليتوهم العامة من الناس تشوه العقيدة المعنية.

فيأتي الرجل (سواء من حظيرة الإسلام أم لا) ممن بنقصه العلم بعقيدته فيطلع على هذا الأفق الواسع من شتى العقائد بواسطة وسائل الاتصال و الإعلام (التي في الأغلب غير محايدة) فتجده يحتار في هذا البحر المتلاطم، فكيف بمن يركز عليه الغزو الفكري إن صح التعبير.

فهنا أقول لكل من وجد في قلبه مثل هذا بسبب إطلاعه على وسائل الإعلام من فضائيات أو أفلام أو انترنت .. إلخ أقول له: أن الطريقة الصحيحة في التغلب على هذا الأمر ليست هي عدم الالتفات لهذه الأمور بل عليه هنا طرق العلاج الصحيح.

والعلاج الصحيح السليم هو العلم، فلابد وأنه قد تمحص له من هذا البحر بعض العقائد التي تحير فيها، فيأتي إلى ما تمحص وينظر فيها نظر طالبٍ للحق عادل، ويرجع في ذلك إلى ما صح من المراجع مستعيناً بمن يطمئن له من أهل العلم.

فهنا لابد للعقيدة الإسلامية عقيدة أهل السنة والجماعة من الانتصار على ما سواها من العقائد (أقول ذلك وأنا قد مررت بما ذكرت)، فهي العقيدة التي توافق العقل الصحيح المتجرد الباحث عن الحق.

واعلم أن تعلم العقيدة من هذه الزاوية يرسخ الإيمان بها؛ لأن الإيمان هنا يبنا على العلم و أعظم به من أساس!!.

أوجه كلامي هنا إلى من قد أبتلي بالإطلاع على هذه الوسائل، فشككته في مبادئه وعقيدته، فأصبح حيرانًا في نفسه لا يدري أيسكت مع الشك أم يتكلم فإذا هو يرمى وينعت من مجتمعه ويعير بمصطلحات وانتماءات (كما يصور له الشيطان ذلك).

أخيراً أقول لمن يذب عن هذه العقيدة ويدعوا إليها: أنت يا أخي على ثغرٍ من ثغور الإسلام، فإياك والوهن وعليك بالعلم والعلم فالعلم.

هذا فإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فإلى الصواب أسألكم بعد الله أن ترشدوني، وإن أصبت فمن الله وحده لا شريك له.

أردت أن أدلي بدلوي في هذا المنتدى الكريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ...

أخوكم/

أبو داود سليمان

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير