تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تراجم القراء العشرة--جميل وجديد--]

ـ[حمدان المطرى]ــــــــ[22 - 05 - 07, 11:44 ص]ـ

تراجم القراء

الشيخ فائز عبد القادر شيخ الزور

ترجمة الإمام نافع

هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعم الليثي، مولاهم المدني. واختلف في كنيته، فقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو رويم، وقيل: أبو الحسن، أحد القراء السبعة الأعلام، كان ـ رحمه الله ـ رجلا أسود اللون حالكا، عالما بوجوه القراءات والعربية، متمسكا بالآثار، فصيحا ورعا، إماما للناس في القراءات بالمدينة، انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، أقرأ أكثر من سبعين سنة.

قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: (قراءة أهل المدينة سنة) قيل: (قراءة نافع؟) قال: (نعم).

كان ثقة صالحا، فيه دعابة، أخذ القراءة عرضا عن جماعة من التابعين فكان مع علمه بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضين ببلده.

وأول راويي نافع هو: أبو موسى عيسى قالون وهو بالرومية (جيد) لقبه به نافع لجودة قراءته ابن مينا المدني النحوي الرقي مولى الزهري، قرأ على نافع سنة خمسين واختص به كثيرا، وكان إمام المدينة ونحويها، وكان أصم لا يسمع البوق وإذا قرأ عليه القرآن يسمعه، وقال: (قرأت على نافع قراءته غير مرة وكتبتها عنه) وقال: قال لي نافع: (كم تقرأ علي؟ اجلس على إسطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ القرآن عليك).

وثانيهما أبو سعيد عثمان بن سعيد الذي لقبه نافع (بورش) لشدة بياضه أو لقلة أكله التنبطي المصري، كان رأسا ثم رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع، فقرأ عليه أربع ختمات في شهر سنة خمس وخمسين ومائة، فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد، وكان حسن الصوت، قال يونس بن عبد الأعلى: (كان ورش جيد القراءة حسن الصوت إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمل سامعه)

توفي نافع سنة (169 هـ) تسع وستين ومائة على الصحيح، ومولده سنة (70 هـ) سبعين

وتوفي قالون سنة (220 هـ) عشرين ومائتين على الصواب ومولده سنة (120 هـ) مائة وعشرين.

وتوفي ورش بمصر سنة (197 هـ) سبع وتسعين ومائة وولد بها في الوجه القبلي من أرض الصعيد سنة (120 هـ) مائة وعشرين.

وقد نقلا القراءة عن نافع مباشرة من غير واسطة، وقد أقرأ نافع الناس دهرا طويلا نيفا عن سبعين سنة، وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وصار الناس إليها، وقال أبو عبيد: (وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه وبها تمسكوا بها إلى اليوم) وقال ابن مجاهد: (وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نافع) قال: (وكان عالما بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده) وقال سعيد بن منصور: (سمعت مالك بن أنس يقول: قراءة أهل المدينة سنة) قيل له: (قراءة نافع؟) قال: (نعم) وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، قلت: فإن لم يكن؟ قال: قراءة عاصم.

فقال علي بن الحسن المعدل حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن هلال قال: قال لي الشيباني: قال رجل ممن قرأ على نافع: (إن نافعا كان إذا تكلم يشم من فيه رائحة المسك) فقلت له: (يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم أتتطيب كلما قعدت تقرىء الناس؟) قال: (ما أمس طيبا ولا أقرب طيبا ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في في فمن ذلك الوقت أشم من في هذه الرائحة) وقال المسيبي: قيل لنافع: (ما أصبح وجهك وأحسن خلقك؟) قال: (فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن) يعني في النوم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير