[فائدة\ من براعة المؤلف إستهلاله للمقدمة بذكر أسماء الله وصفاته التي تتناسب مع الموضوع المطروح]
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[27 - 08 - 09, 02:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
7064 - حدثنى زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل قال كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول «اللهم رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شىء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شىء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء وأنت الآخر فليس بعدك شىء وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر». وكان يروى ذلك عن أبى هريرة عن النبى -صلى الله عليه وسلم-.
فبدء الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر (اللهم رب السموات والأرض) لكبرهما و وضوحهما وأتت هنا على صيغة الجمع لتدل على الكبر والإتساع والعظمة)
ثم قال ورب العرش العظيم (لعظمة خلق العرش فناسب أن يأتي بعد ذكر السموات والأرض)
ربنا ورب كل شيئ (هنا للشمول والعموم ولإبراز كثرة خلق الله)
فالق الحب والنوى (وردت هنا لبيان أن هذة الحبة الصغيرة وهذة النواة الحقيرة يخلق الله منها الأشجار الضخمة والحدائق والبساتين المتسعة
ومنزل التوارة والإنجيل والفرقان (لبيان عظمة الله في إنزال الكتب وخص هنا التوارة والإنجيل والفرقان والقرآن لأنها أبرز الكتب السماوية المنزلة)
أعوذ بك من شر كل شيئ أن آخذ بناصيته (هنا تأدب مع الله فلم يقل رب الحشرة والأفعى والوحوش)
اللهم أنت الأول فليس قبلك شيئ (أي الأولوية المطلقة)
وأنت الآخر فليس بعدك شيئ (هنا إثبات لفناء ماسوى الله وإختصاصه سبحانه بالبقاء والخلود)
وأنت الظاهر فليس فوقك شيئ (بمعنى أن إستشعار وجود الله معنوي أبدي وهناك دلائل كثير منها الخلق والعناية)
وأنت الباطن فليس تحتك شيئ (أي ليس دونه شيئ ولاأدق ولاأخفى منه فهو سبحانه أغيب الغيبيات)
إقض عنا الدين وأغننا من الفقر (لأنها حقوق معلقة في الذمة)
الفائدة (هي تعظيم الله سبحانه وتعالى وحسن الثناء عليه فهو سبحانه المعطي والمانع وهو سبحانه من تفرد بتدبير وتنصريف أمور الكون بحكم تجهلها الأحلام والنهى كما أن تمجيد الله وتقديسه بأسمائه وصفاته مطلب مهم وهو من الإقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبه ودعائه وسائر كلامه
وفي الحديث هذا دعى النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم أقض عنا الدين وأغننا من الفقر) بعد أن مجد الله وعظمه وأثنى عليه بما يتناسب مع صفة الرزق من تقدير الله لأدق الأمور والموازين
فعلى المؤلف أو المعلم أو الخطيب أن يستهل حديثه بمقدمة يذكر فيها أسماء الله وصفاته التي تتناسب مع ذات الموضوع المراد الحديث عنه
والله ولي التوفيق
في حال ورود توضيح أو تعقيب أو إستدراك فلا مانع من وضعه هنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته