6) ألغت الحكومة الهندية الامتيازات التي حصل عليها السيخ من الإنجليز، مما دفعهم إلى المطالبة بولاية "البنجاب" وطناً لهم.
7) على إثر المصادمات المستمرة بين الهندوس والسيخ: أمرت " أنديرا غاندي " - رئيسة وزراء الهند - في شهر يونيو 1984 م باقتحام المعبد الذهبي في " أمرتيسار " حيث اشتبك الطرفان، وقتل فيه حوالي 1500 شخص من السيخ، و 500 شخص من الجيش الهندي.
8) وفي يوم 31 أكتوبر 1984 م أقدم السيخ على قتل رئيسة الوزراء هذه؛ انتقاماً لاقتحام المعبد، وقد حصلت مصادمات بين الطرفين عقب الاغتيال قتل بسببها عدة آلاف من السيخ يقدرها بعضهم بحوالي خمسة آلاف شخص.
9) اشتهر السيخ خلال حكمهم بالتعسف والظلم والجور والغلظة على المسلمين، مثل: منعهم من أداء الفرائض الدينية، والأذان، وبناء المساجد في القرى التي يكونون فيها أكثرية، وذلك فضلاً عن المصادمات المسلحة بينهما، والتي يقتل فيها كثير من المسلمين الأبرياء، ومن الذين قُتل على أيديهم العالِم القائد شاه محمد إسماعيل الدهلوي، وهو المعروف بـ "إسماعيل الشهيد"، وذلك في معركة "بالاكوت" سنة 1246هـ (1831 م)، رحمه الله.
خامساً: الانتشار ومواقع النفوذ:
أ) لهم بلد مقدس يعقدون فيه اجتماعاتهم المهمة، وهي مدينة "أمرتيسار" من أعمال "البنجاب"، وقد دخلت عند التقسيم في أرض الهند.
ب) لهم في مدينة "أمرتيسار" أكبر معبد يحجون إليه، ويسمَّى "دربار صاحب" أي: مركز ديوان السيد الملك، وأما سائر المعابد: فتسمى "كرو داوره"، أي: مركز الأستاذ.
ج) أكثرية السيخ - وهم الأقلية الثالثة بعد الإسلام والمسيحية - تقطن "البنجاب"، إذ يعيش فيها 85 % منهم، فيما تجد الباقي في ولاية "هاريانا"، وفي "دلهي"، وفي أنحاء متفرقة من الهند، وقد استقر بعضهم في ماليزيا، وسنغافورة، وشرق إفريقيا، وإنجلترا، والولايات المتحدة، وكندا، ورحل بعضهم إلى دول الخليج العربي بقصد العمل.
د) يقدَّر عدد السيخ حاليًّا بحوالي 15 مليون نسمة، داخل الهند، وخارجها.
سادساً:
مما سبق يتبين أن هذه الديانة ديانة وثنية كافرة، وأن تأثر بداياتها بالإسلام لا يجعلها محسوبة على الإسلام، وشعارهم المذكور في أول الجواب "لا هندوس ولا مسلمون" يؤكد هذا، بالإضافة لعدائهم الشديد للإسلام، وقتلهم للمسلمين، ومنعهم من إقامة شعائرهم، والوثنية بادية ظاهرة في هذه الديانة، ولا يُعرف عن أحدٍ من المسلمين أنه يحسبهم على الإسلام.
وليس هناك خالق يعبدونه وحده لا شريك كما هو الحال في دين الإسلام، وتأثر مؤسسهم بالإسلام لا يجعله مسلماً، وقوله بوجود خالق واحد لا يجعله موحِّداً، والمشركون في زمان النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعتقدون بوجود خالقٍ واحد للكون، وهو الرب سبحانه وتعالى، بل كانوا يعتقدون أكثر من ذلك، وأنه هو الذي ينزل من السماء ماء، وهو الذي يخرج الحيَّ من الميت، وهو الذي يسخر الشمس والقمر، وغير ذلك، ولم يجعلهم ذلك موحِّدين، ولا مسلمين؛ لأنهم صرفوا عبادتهم لغيره عز وجل، ولذا فإن كلمة العلماء متفقة على عدِّ "السيخ" من الوثنيين الكفار. جاء في "الموسوعة الميسرة في الأديان":
ويتضح مما سبق:
أن عقيدة السيخ تعتبر إحدى حركات الإصلاح الديني التي تأثرت بالإسلام واندرجت ضمن محاولات التوفيق بين العقائد، ولكنها ضلت الطريق، حيث لم تتعرف على الإسلام بما فيه الكفاية من ناحية، ولأن الأديان ينزل بها الوحي من السماء، ولا مجال لاجتهاد البشر بالتلفيق والتوليف واختيار عناصر العقيدة من هنا وهناك.
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
الكفار الذين يعملون معنا في الشركات، من السيخ، والهندوس، والنصارى، ماذا لهم؟ وماذا علينا نحوهم؟ وكيف يمكننا معاملتهم دون الوقوع في الموالاة؟.
فأجابوا: "تدعونهم إلى الإسلام، وتأمرونهم بالمعروف، وتنهونهم عن المنكر، وتقابلون برَّهم بالبر، وتستميلونهم بالمعروف إلى الإسلام، مع بغض ما هم عليه من الكفر والضلال" انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/ 66).
وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
عرض التلفزيون مساء الجمعة 4 صفر 1403 هـ برنامج "العالم الفطري"، والذي يقدمه إبراهيم الراشد، وكانت الحلقة عن "الهند" , وفي مستهل مقدمته قال: حقّاً إن الهند تسمى بلاد الأديان، ففيها نجد: الهندوسية , البوذية , السيخ ... إلخ , فأرجو منك إيضاح الآتي:
هل الأديان التي ذكرها مقدم البرنامج كما يدعي حقا أديان؟ وهل هي منزلة ومرسلة من عند الله؟.
فأجاب: "كلُّ ما يدين به الناس ويتعبدون به يسمَّى دِيناً، وإن كان باطلاً، كالبوذية، والوثنية، واليهودية، والهندوسية، والنصرانية، وغيرها من الأديان الباطلة، قال الله سبحانه في سورة الكافرون: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) فسمَّى ما عليه عبَّاد الأوثان دِيناً , والدين الحق هو الإسلام وحدة كما قال الله عز وجل: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)، وقال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وقال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
والإسلام: هو عبادة الله وحده، دون كل ما سواه , وطاعة أوامره، وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده، والإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله مما كان وما يكون، وليس شيء من الأديان الباطلة منزَّلاً من عند الله، ولا مرضيّاً له , بل كلها محدثة، غير منزلة من عند الله، والإسلام هو دين الرسل جميعاً , وإنما اختلفت شرائعهم؛ لقول الله سبحانه: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) " انتهى.
"فتاوى الشيخ ابن باز" (4/ 321).
وانظر: "موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة " (2/ 774 – 780).
والله الهادي
¥