تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واعلم وفقني الله واياك ان أهل البدع لا حجة صحيحة - نقلية ولا عقلية - عندهم خاصة فيما ذكرتموه ونقلتموه في موضوع الحوار، وأما ما ذكرتموه من مسائل إلا الاولى لا حجة لهم من قبل النص فيه، ولا تعلق لها بوجه في الاستدلال على ما يذهبون إليه،وبما أننا لم نتابع الحلقات ورأيتم الحاجة للردها عليها لحسن عرض المبتدع لبدعته من البتدع وإمكانه التشويش على العامة، أرى أن تقوم بعرض الشبهات واحدة واحدة ثم يرد عليها، من حيث الرواية والدراية مع إزالة اللثام عن موطن الإشكال عند الأدعياء وما قد يرد على أذهان العامة وبيان الحق في ذلك.

وفقكم الله وزادكم حرصا.

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 10:38 م]ـ

استشهد ليلة البارحة الكتاني القبوري بحديث الطبراني وأنه توسل بالنبي وذلك بقوله أن الطبراني قال: (الجوع يا رسول الله!).

قلت: أولاً دلس القبوري هذا الحديث فأوهم الناس أن الطبراني قد أخرجه؛ وهذا كذب فلم يروي هذه القصة الطبراني؛ بل هي حكاية سردها الإمام الذهبي بدون إسناد في كتابه تذكرة الحفاظ!

قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ: (وروي عن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينه؛ فضاق بنا الوقت؛ فواصلنا ذلك اليوم؛ فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت: يا رسول الله الجوع؛ فقال لي الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت؛ فقمت أنا وأبو الشيخ؛ فحضر الباب علوي ففتحنا له؛ فاذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء اليكم).

ثانياً: الذهبي لم يذكر إسناداً للقصة؛ ولكن رواها في معرض ترجمة ابن الشيخ بقوله: (وروي) وهذا الحكاية ليس لها إسناد؛ بل ذكرت في ما يسمونه بصيغة التمريض (روي)؛ فلابد إذاً من معرفة الإسناد للحكم على القصة.

ثالثاً: لا أعتقد أن يخفى على القبوريين المتمسكين بهذه الحكاية أنها غير مسندة؛ فإن ما بين الحافظ الذهبي وبين أبي بكر بن أبي علي ما يقارب الخمسة قرون من الرواة؟؟

فلو وجد لها سنداً وليست كذلك لكان الحكم عليها بالشذوذ ومخالفة معتقد الصحابة والسلف الكرام؛ وقد تضمنت الأحاديث الصحيحة المسندة روايات أصح منها ومخالفة لها بإجماع الصحابة والمسلمين؛ وهو إعلان عمر أمام جموع الصحابة وفي أشد حالات الحاجة لنزول المطر ترك التوسل بالنبي بعد موته؛ وما كان مجمعا عليه من الصحابة فلا قيمة لما خالفه حتى لو صح سنده!.

رابعاً: لو قالوا الذهبي حافظ ثقة؛ قلنا: نعم الذهبي ثقة حافظ ولكن أين الرواة بينه وبين هذه الحكاية؟

خامساً: لو صحت قصة التوسل هذه؛ فهل فعل هؤلاء حجة أم لا؟؟ ولا أعتقد إلا أنهم بشر يخطئون ويصيبون؛ فما كان من صواب أخذناه وما كان خطأ تركناه.

ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 12:57 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيرا على مسارعتكم سرد قوله فما أن وضعتم النص حتى نظرة قولكم فأضفت عليه.

بادي ذي بدء: الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. إذ الإسناد أنساب الرويات، بدونها لا يجوز نسبتها لقائلها، إذ هي مجرد دعوى.

قال أخونا ناقلا: (قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ: وروي عن أبي بكر بن أبي علي قال: كان ابن المقرئ يقول: كنت أنا والطبراني وأبو الشيخ بالمدينه؛ فضاق بنا الوقت؛ فواصلنا ذلك اليوم؛ فلما كان وقت العشاء حضرت القبر وقلت: يا رسول الله الجوع؛ فقال لي الطبراني: اجلس فإما أن يكون الرزق أو الموت؛ فقمت أنا وأبو الشيخ؛ فحضر الباب علوي ففتحنا له؛ فاذا معه غلامان بقفتين فيهما شيء كثير وقال: شكوتموني إلى النبي صلى الله عليه وسلم رأيته في النوم فأمرني بحمل شيء اليكم)).

إن هذه الرواية قد ذكرها الإمام الذهبي في التذكرة والسير وتاريخ الاسلام على السواء بلا إسناد، وعليه عد أيها المنصف إلى أول ما استهللت به الكلام وما هو معلوم عن أرباب التخص في عموم الأنام وبعد:

أولا: قوله: (ضاق بنا الوقت) لا يظهر فيه أنهم لا يملكون طعاما بل الذي حال بينهم وبين الطعام ضيق الوقت لا غير.

ثانيا: إن ضيق الوقت لا يمنع الإنسان أن يأخذ بلغته من تمرة أو شربة ماء تمنع الوصال من الصيام خاصة أن هؤلاء من أهل العلم والرواية، ولا يخفى عليهم النهي عن الوصال في الصوم.

ثالثا: لا يدل النص أن صيامهم كان صيام فرض بل صيام نفل إذ يمكنهم ترك الوصال خاصة وأنهم في سفر، إن ترك محذور وصال الصوم أولى من فعل الصيام في السفر.

رابعا: لقد بين الرواي مذهب الحاضر قبل معرفته ومخاطبته لا شخصه وفضله، مما يدل على أن مخترع الرواية له مذهب ينصره وغاية أرادها.

خامسا: زعم الراوي أنهم شكوا الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم.

وهذا باطل من وجوه: 1 – ليس في النص أنهم فعلوا ذلك. 2 – هم لا يعرفون علاقة الرجل بالإطعام أوالسقي بل لم يعرفوا إن كانت له قيامة على ضيوف مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أم لا. 3 _ هم لا يعرفون شخصه أصلا.

رابعا: قوله يا رسول الله الجوع. فقال لي الطبراني اجلس إما أن يكون الجوع أو الموت.

قلت: إن هذا مخالف لعموم قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (15) سورة الملك، وهذا لو صح ولا يصح أن ينسب للثلاثة من العلماء الجهل، إذ عمدوا للتواكل ولم ولم يأخذوا بالتوكل، وحاشا الثلاثة هذه التهمة.

سادسا: إن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يحتاج أصلا إلى دليل، وهذا يلزم أن يكون لفعل المستغيث دليل على فعله، لا أن يكون فعل الناس دليل وحجة على الخلق.

إن هذا النقض في متن الرواية يسقط ما فيها من الحجة والتدليل. فكيف وهي بلا إسناد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير