وفي الحقيقة هذا النداء أسلوب معروف في اللغة العربية المنادي فيه لا يقصد أن المنادى يسمعه ولا يطلب منه شيئا ولكن هو فقط نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب كما قال عمر رضي الله عنه للحجر: " إِنِّى أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّى رَأَيْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ" رواه البخاري الأسود لأن عمر خاطبه وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال:" اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله" رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني. .فهل من احتج بهذا الحديث على جوازالاستغاثة بغير الله يجيز الاستغاثة بالحجر والقمر أيضا.
ــــــــ وقد احتج بعضهم لإباحة دعاء غير الله بحديث:
" إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام ". رواه النسائي والدارمي
وزعم أنه يدل على أن رسول الله يسمع من يخاطبه من بعد وفي الحديث نفسه أن الملائكة تبلغه فهو إذا لا يسمع والحديث أخبر أنها تبلغه السلام ولم تخبر أنها تبلغه شيئا آخر فلا يجوز لأحد أن يزعم أنها تبلغه الطلب منه لأنه لا قياس في العقيدة ولأنه حين يقول ذلك سيكون قائلا بظن في العقيدة وقد أخبر الله سبحانه عن المشركين الأوائل أنهم وقعوا في الشرك بسبب اتباعهم للظن والقاعدة المتفق عليها عند العلماء العقيدة ليس فيها قياس فهذه القاعدة يجب أن نتمسك بها فهي تبطل الكثير من العقائد الخرافية.
ــــــ وبعض الإخوة احتج على أن الميت يسمع ويبصر وينفع بعد موته بالقياس على الحي باعتبار أن الأنبياء أحياء في قبورهم وفي الحقيقة حياة الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا تقاس بحياة الدنيا فالشهيد نص الله تعالى أنه حي يرزق ولكن هي حياة برزخية لذلك يقسم ميراثه وتتزوج زوجته من بعده بعد انتهاء عدتها والنص القرآني أن رسول الله قد مات فمن قال لم يمت فقد كذب القرآن:
"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ". و حين أنكر بعض الصحابة موت النبي صلى الله عليه وسلم جاء أبو بكر وذكرهم بقوله تعالى: " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ"
أقروا جميعا بعد ذلك بموته ولذلك غسلوه ودفنوه واختاروا خليفة من بعده وتركوا طلب الدعاء منه عند الاستسقاء كما فعل عمر حين طلب الاستسقاء من العباس بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم.
فحياة النبي في قبره هي حياة برزخية لا تنطبق عليها أحكام الدنيا فلا تقاس بحياة الدنيا فقياس الميت على الحي غير جائز لأنه لا قياس في العقيدة ولأن الله سبحانه أبطل هذا القياس بقوله: "وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) "
فمن أراد أن يقيس الميت على الحي يلزمه أن يصلي خلف قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما كان الصحابة يصلون خلفه في حياته.
فلو ترك المسلم الظنون والشبهات في العقيدة وتمسك بالبراهين فإنه سيهتدي إلى الصواب لا محالة.
• ومما احتجوا به على إباحة الطلب من الأموات قصتان قصة أعرابي جاء إلى القبر وطلب من النبي الاستغفار بعد موته والقصة الثانية أن رجلا مجهولا جاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الاستسقاء وهذا من غرائب الأمور هي قصص ضعيفة من ناحية ومن ناحية أخرى هو فعل رجلين مجهولين ليسا من الصحابة فهو ليس حجة في دين الإسلام وإنما الحجة في العقيدة بالكتاب والسنة الصحيحة وإجماع السلف الصالح. وفعلهما أيضا مخالف لما كان عليه الصحابة كما دل على ذلك حديث عمر في الاستسقاء بالعباس كما في صحيح البخاري.
كتبه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:06 ص]ـ
أرجو من الإخوة طلبة العلم المهتمين بالرد على الصوفية والأشاعرة إعلامي بذلك لعلنا نتعاون على البر والتقوى فما أحسن التعاون على نصر الحق ودحر الباطل بالحجة والبرهان.
ـ[أبا المنذرالسلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:20 ص]ـ
¥