[الكاشف عن حقيقة اللحيدي]
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا فوز إلا في طاعته، ولا حياة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في قربه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، رحمة للعالمين، وإماما للمتقين، شرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا كتاب (الكاشف عن حقيقة اللحيدي)، كتبته لأجاهد به في سبيل الله عدو الله ورسوله: حسين بن موسى بن حسين اللحيدي، الزنديق الضال، الكافر الدجال، محرف القرآن، ليعرف المسلمون حقيقته فلا يخدعوا به، ولا يلتبس عليهم أمره.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله:" أهل البدع والضلال والكذب والجهل وتبديل الدين وتغيير شريعة الرسل هم أولى بأن يجاهدوا باليد واللسان بحسب الإمكان " (الرد على الإخنائي ص 207).
وذكر أن أهل الباطل المحاربين لله ولرسوله يصولون على نصوص الكتاب والسنة، قال: " فإذا دُفع صيالهم وبُيِّن ضلالهم كان ذلك من أعظم الجهاد في سبيل الله " (درء تعارض العقل والنقل 4/ 206).
وقال ابن القيم رحمه الله: " لما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام وقبته، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة كما لهم الرفعة في الدنيا، فهم الأعلون في الدنيا والآخرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذروة العليا منه، واستولى على أنواعه كلها، فجاهد في الله حق جهاده بالقلب والجنان والدعوة والبيان والسيف والسنان، وكانت ساعاته موقوفة على الجهاد بقلبه ولسانه ويده، ولهذا كان أرفع العالمين ذكرا، وأعظمهم عند الله قدرا. وأمره الله تعالى بالجهاد من حين بعثه وقال: {ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا} (الفرقان:51،52) فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة والبيان وتبليغ القرآن، وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام قال تعالى: {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير} (التوبة: 73) فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل، والقائمون به أفراد في العالم، والمشاركون فيه والمعاونون عليه، وإن كانوا هم الأقلين عددا؛ فهم الأعظمون عند الله قدرا" (زاد المعاد 3/ 5).
لقد أعلن اللحيدي حربه على الإسلام وأهله، وأعمل معاوله في تحريف القرآن، وهدم الدين، ومسخ الشريعة، فالواجب على المسلمين عامة وعلى ولاة أمور المسلمين خاصة أن يثأروا لدينهم، وأن ينتصروا لكتاب ربهم من اللحيدي الدجال، وإني أدعو كل من يصل إليه هذا الكتاب، ويقدر على أن يوصله إلى الحكام والعلماء والدعاة في دولة الكويت التي ينتسب إليها هذا الدجال أن يفعل ذلك مشكورا مأجورا، فلا يرضى مسلم من أهل الكويت من الحكام والرعية أن تكون بلادهم مأوى لمن يحارب الإسلام وأهله، أو ينتسب إليها من يحرف القرآن لفظا ومعنى، ويطعن في الصحابة، ويضلل الأمة ويتوعدها بالعذاب الشديد وبالبطشة الكبرى إلى آخر أحقاده التي تملأ صدره، ولا يرضى مسلم على وجه الأرض أن يُترك من هذا شأنه دون عقاب، فليتعاون الجميع مع حكام المسلمين لمعاقبة هذا الدجال بالعقاب الشرعي الذي يستحقه.
قال الإمام الآجري رحمه الله: "ينبغي لإمام المسلمين ولأمرائه في كل بلد إذا صح عنده مذهب رجل من أهل الأهواء ممن قد أظهره أن يعاقبه العقوبة الشديدة، فمن استحق منهم أن يقتله قتله، ومن استحق أن يضربه ويحبسه وينكل به فعل به ذلك، ومن استحق أن ينفيه نفاه، وحذر منه الناس – ثم ذكر مايدل على ذلك من آثار الصحابة والتابعين وقال ـ ولم يزل الأمراء بعدهم في كل زمان يسيرون في أهل الأهواء، إذا صح
عندهم ذلك عاقبوه على حسب ما يرون، لا تنكره العلماء " (الشريعة 5/ 2554).
أما للهِ والإسلامِ حقٌّ ... يدافعُ عنه شبانٌ وشيبُ
¥