تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويصرح اللحيدي بوقوع التحريف في القرآن بنوعيه: تحريف اللفظ، وتحريف المعنى، وأن هذا التحريف أشد من التحريف الذي وقع في الكتب السابقة. وأعلن بكل صراحة ووقاحة بأن مصحف عثمان الذي لا تعرف الأمة قرآنا غيره وقع فيه خلل ولحن وخطأ النساخ، وأن هناك من القرآن ما فات الصحابة ولم يدخلوه في المصحف إما لموت حامليه، وإما لأنه مما أكله الدجاج، وهناك ما تعمد الصحابة طرحه افتراء على كلام الله وقرآنه العظيم، ويصرح بكل قبح أن الأمة اجتمعت على ضلالة، وهو هذا المنكر الذي عملوه بكتاب الله تعالى، وهو جمع القرآن الذي حصل في عهد الصديق رضي الله عنه، وفي عهد عثمان رضي الله عنه، فهو عمل منكر وباطل خلاف سنة الله ورسوله. ويصرح بأن أهم ما ألغاه الصحابة من القرآن اللفظة الدالة على حقيقة اللحيدي وأنه مهدي محدث مرسل، فهذا أعظم لبس وقعت فيه الأمة وضلت به حتى جحدت بمكر إبليس قرآنا يهدي به الله إلى حقيقة أمر المهدي، وأنه رسول لله تعالى وخليفة بأمره؛ مكرا من الشيطان وطمسا لنبوءات القرآن في هذا الأمر العظيم الجلل.

وصرح اللحيدي بحقده الدفين على الصحابة الكرام: عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت ومن معهم من الصحابة الذين جمعوا المصحف، وقبلهم أبوبكر الصديق، وعمر بن الخطاب الذي يقر اللحيدي بأنه محدَّث ومعلّم، ومع ذلك يتهمه بتلك التهم المخزية. ويصف اللحيدي أولئك الصحابة الكرام الذي جمعوا القرآن بالجاهلين المحرفين، وأنهم فعلوا ذلك بإيحاء من الشيطان، وأن فعلهم من الضلال المبين، وفيه نسبة العيب إلى الله، وهو من جنس تحريف اليهود للكلم. وكذَّب اللحيدي عمر بن الخطاب وسائر الصحابة الذين يقولون بنسخ تلك الآيات التي لم يثبتوها في المصحف، وصرح بأن الصحابة بجمعهم للقرآن في مصحف وقعوا في مخالفة منكرة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فهو منكر ولو فعله عمر أو عثمان، وهو محدث وعمل ليس عليه أمر الله ورسوله. ويصف عامة الصحابة بالجهل حين صوبوا جمع القرآن.

ولا شك أن اللحيدي حين يرمي الصحابة بتحريف القرآن فإنه يحكم عليهم بالكفر، كما كَفَرَ من حرف الكتب السابقة، ولا خلاف في كفر من يحرف القرآن.

ولم يكتف اللحيدي بالتصريح بوقوع التحريف في القرآن لفظا ومعنى، وإنما باشر بنفسه تصحيح مازعم أنه محرف في كتاب الله عزوجل، وزعم أنه مرسل من الله ليطهر القرآن من التحريف الذي أصابه، ولم يقتصر فعله على ما يتعلق بأدلة مهديته وتحديثه، وإنما جاوز ذلك إلى آيات لاعلاقة لها بموضوعه.

فمن ذلك أنه حكم على قوله تعالى في سورة الواقعة: {فلا أقسم بمواقع النجوم} بالتحريف، وزعم أن صوابها (بمواقع التخوم)، وأمر أتباعه أن يقرؤوها كذلك.

ومن ذلك أنه حكم على قول الله تعالى {أصحاب الأيكة} في أربع سور من كتاب الله: الحجر، والشعراء و (ص)، و (ق)، بالتحريف، وزعم أن صوابها (أصحاب الأيلة).

ومن ذلك أنه حرف السين إلى الزاي في كلمة {الرجس} في آيتين من القرآن، وهي قوله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} (يونس: 100)، وقوله تعالى: {كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (الأنعام:125)، فحرفهما اللحيدي، وكتبهما هكذا: (ويجعل الرجز على الذين لا يعقلون)، (كذلك يجعل الله الرجز على الذين لايؤمنون).

وأعلن اللحيدي بأن رسم المصحف باطل.

وتسلط اللحيدي على مئات من آيات القرآن فحرف معانيها، وأتى لها بمعان تؤيد مذهبه الباطل على غرار من سبقه من الباطنية. وادعى أن أكثر ما في القرآن إنما هو خطاب له، وحديث عنه وعن أتباعه وعن أعدائه، وأن الله تعالى قد يذكر أثناء تلك الآيات التي يعني بها اللحيدي آيات في موضوع آخر للتعمية على الآيات التي قبلها لئلا يفهمها كل من هب ودب.

ويدعي اللحيدي أنه أوتي علم التفسير الحق الذي لايجوز لأحد أن يعترض عليه فيه ولو خالف الأمة جميعها، ويصرح بأن الأمة بأغلب تأويل القرآن جاهلة ضالة بل حمقاء، يأتي مفسروها بالمضحكات المبكيات، بل أحيانا بالكذبات الكبار، وأحيانا أخرى بالكفريات، وهم لا يشعرون، أغواهم الشيطان مثل ما أغوى قبلهم يهود.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير