تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويتوعد اللحيدي الأمة بالعذاب والهلاك، وفي مقدمتهم أهل الكويت، يقول اللحيدي " أولئك الذين نزلوا على تلك السواحل الجرداء مبتعدين عن كل الأمصار محدثين معادنهم الخاصة والتي سيخسف بها ويهلك الله بقيتهم جميعا من بعد ما جعلها لهم متاعا حتى حين، إنه بترولهم الذي قدر الله تعالى أنه زهرتهم المنتظرة تخرج لهم من باطن الأرض وهي كنزها الموعود، وقد جمعهم الله تعالى لهذه الأراضي القفر المنقطعة واستوطنهم فيها ثم تكاثروا ثم خرجت تلك المعادن وتوافد عليها شرار الخلق، ثم سيخسف بهم ويلعنون ويرجمون ويمسخون على ساحل هذا البحر، وعد الله الحق الذي أنتم فيه تمترون "، ويستدل اللحيدي على ذلك في كتابه (حصار العراق من أظهر أمارات بعث المهدي) بنص من إنجيل برنابا، وهو " ويل لسكان ساحل البحر أمة الكريتيين!! كلمة الرب عليكم " قال اللحيدي: "وهذا مثل ما أن فيه تعيين للساحل، كذلك وافق رسم اسم هذه الأمة اسم الكويتين، وهم يسكنون على الساحل بالفعل ".

ومما تشهد به كتابات اللحيدي عليه أنه جاهل بعلوم العربية، فكتاباته مليئة بالأخطاء الفاحشة في اللغة والنحو والإملاء والإنشاء والمعاني، وليس عنده قدرة على إيصال فكرته بأسلوب صحيح مختصر، وتشهد عليه بغباء شديد، وتشهد عليه بسوء أدبه، وقبح أخلاقه، وبذاءة لسانه على نحو يندر جدا أن يوجد له نظير إلا عند أهل الفجور والخنى في أماكن فجورهم ودعارتهم.

وقد أسرف اللحيدي في احتقار المسلمين، ولم يراع لهم حقا ولاحرمة، ولو كانوا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يكتفي اللحيدي بعيب مواقف من يخالفونه وتصرفاتهم وإنما يتجاوز ذلك إلى الاستهزاء بصورهم وأشكالهم التي خلقهم الله عليها.

ومما يحتج به اللحيدي وأتباعه على صدقه أنه لو كان كاذبا على الله في ادعائه الرسالة لعاجله بالعقوبة، وهذه الحجة إنما يقصد بها اللحيدي تشكيك المسلمين في دينهم، وهذا أحد أهدافه، فهو يقول بلسان حاله: أنا أكذب على الله، وأدعي الرسالة، وأحرف القرآن، ولم ينتقم مني، ولم يعاقبني، فهذا دليل على أن الإسلام دين كذب وخرافة، فكيف تدينون بهذا الدين الكاذب؟!

واللحيدي يقتدي في هذا بسلفه وإمامه القرمطي الذي قتل الحجاج حول الكعبة في يوم التروية، واقتلع الحجر الأسود، وكان يقول: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟

وقد قال تعالى: {وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بمانقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير} (المجادلة:8).

واغتر اللحيدي بإملاء الله له، وإمهاله إياه، واستدراجه إياه، فالله سبحانه وتعالى يمهل، ويملي، ويستدرج ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر. قال الله تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} (إبراهيم:42)، وقال: {فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا} (مريم:84).

وقال: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين} (الأعراف 182،183).

وقال: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نملي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نملي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} (آل عمران:178)، وقال: {نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ} (لقمان:24).

وقال {قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون} (يونس:69،70).

وما أكثر من كذب على الله، فأمهله ولم يعاجله بالعقوبة، كأكثر أئمة الرافضة الذين صرحوا بأن القرآن محرف، ومنهم من افترى آيات وسورا زعم أنها من كتاب الله، ومنهم من وضع آلاف الأحاديث التي غير بها الشريعة، وأضل بها الملايين بعده الذين اتخذوها دينا، ولم يعجل الله لهم العقوبة، وإنما عاشوا بين أتباعهم معظمين مخدومين حتى ماتوا، فهل هذا دليل على صدقهم فيما كذبوا به على الله؟!

اللحيدي دجال من كبار الدجالة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير