تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن من يقرأ كتب اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله لا يشك أنه من أصحاب الفرق الباطنية الذين هم زنادقة كفار تظاهروا بالإسلام، ودخلوه فيه ليعملوا على هدمه من الداخل.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: " وقد ذكر أهل العلم أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ فإنه أظهر الإسلام وأبطن اليهودية، وطلب أن يفسد الإسلام، كما فعل بولص النصراني الذي كان يهوديا في إفساد دين النصارى. وأيضا فغالب أئمتهم زنادقة، إنما يظهرون الرفض؛ لأنه طريق إلى هدم الإسلام كما فعلته أئمة الملاحدة الذين خرجوا بأرض أذربيجان في زمن المعتصم مع بابك الخرمي، وكانوا يسمون الخرمية والمحمرة، والقرامطة الباطنية، الذين خرجوا بأرض العراق وغيرها بعد ذلك، وأخذوا الحجر الأسود، وبقي معهم مدة كأبي سعيد الجنابي وأتباعه، والذين خرجوا بأرض المغرب، ثم جاوزوا إلى مصر، وبنوا القاهرة، وادعوا أنهم فاطميون مع اتفاق أهل العلم بالأنساب أنهم بريئون من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نسبهم متصل بالمجوس واليهود، واتفاق أهل العلم بدين رسول الله أنهم أبعد عن دينه من اليهود والنصارى" (مجموع الفتاوى 28/ 483).

ومن يتأمل في افتراءات اللحيدي يجدها تطابق ما عند الرافضة كما سيأتي بيانه في موضعه إن شاء الله، والغريب أن اللحيدي لم يترك مشابهته للرافضة الباطنية حتى في ادعائهم الانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما حكى الإمام ابن تيمية عمن ادعى منهم أنهم فاطميون مع اتفاق أهل العلم بالأنساب أنهم بريئون من نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا اللحيدي هو من قبيلة معروفة لكنه يتبرأ من نسبه ويدعي أنه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا دليل ولا بينة سوى ادعائه الكاذب أنه المهدي، ومادام أنه المهدي فهو حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وحسبه قول النبي صلى الله عليه وسلم:" ليس من رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبيه وهو يَعْلَمُهُ إلا كَفَرَ، وَمَنْ ادَّعَى قَوْمًا ليس له فِيهِمْ نسب فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ " متفق عليه، وهذا لفظ البخاري، وقوله صلى الله عليه وسلم:"من ادَّعَى أَبًا في الْإِسْلَامِ غير أبيه يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أبيه فَالْجَنَّةُ عليه حَرَامٌ " متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم:" لَا تَرْغَبُوا عن آبَائِكُمْ فَمَنْ رَغِبَ عن أبيه فَهُوَ كُفْرٌ " متفق عليه.

لقد صرح اللحيدي الدجال أخزاه الله في أكثر من موضع بأن القرآن له ظاهر وباطن، فالظاهر يعلمه العوام والباطن يعرفه هو، مثل مايقوله الباطنية تماما فهو أحدهم (انظر أصول مذهب الشيعة للقفاري1/ 183).

قال اللحيدي الدجال في موقعه الرسمي في النت بعنوان (ويحكم اقرأوها هكذا: فلا أقسم بمواقع التخوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم) (ص 15 من المستندات) حين حكم على قوله تعالى: {فلا أقسم بمواقع النجوم} بأنه محرف، وأن صوابه (مواقع التخوم) قال أخزاه الله:

" ما شأن تورية النار والشجر بالنجوم في السماء، هذا مما فكره أعرابي سرح ذهنه مع السياق بعد أن أوقد النار بأعواد شجرة، ثم تفكر بالنجوم ورأى في ذلك السياق المناسب، وحتى لو سلمنا أن ذلك صحيح مع أن مواقع النجوم والمجرات أولى منها، لا شأن للبشر في علم مواقعها ليقسم بها الرب تعالى ثم يقول: {لو تعلمون} فالعلم هنا على المعنى الصحيح الذي قرر لكم ممكن لهذا أقسم الله تعالى به، إلا أن إمكانية علمهم به لن تكون إلا بفضل منه سبحانه وبهداية خاصة ولا يُنَالُ ذلك من دونه.

ثم إنه مما علمنا، أن مخارج أقسام الله تعالى بالقرآن على الممكن علمه للبشر لا على المستحيل علمه كالتين والزيتون والبلد الأمين والطور وغير ذلك، وكالنون أيضا لكن لا على المعنى السخيف الذي قاله بعضهم بأنه الدواة أو القول الأسخف من ذلك، أنه الحوت الذي وضعت على ظهره الأرض، فهذا حمق ولو قال به من قال، ولو أعلمناك ما تفسيره لصدعت يا هذا!! والحرف الصحيح هنا أن يقرأ على ما علمتم ومع هذا لو سلمنا بفكرة الأعرابي تلك، فإن لبعض آيات الأخبار في القرآن ظاهرا وباطنا فاحمل وجوز ما قيل هنا على تأويل الباطن وللأعراب تأويل الظاهر، نار وشجر ونجوم وصحراء ولليل دامس نسأل الله تعالى الخير والهدى منه دوما".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير