تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن هذه الضلالة التي أتى بها اللحيدي الدجال سار فيها أيضا على خطى أسلافه وإخوانه الرافضة الذين يحرمون صلاة الجمعة في عصر غيبة مهديهم. قال موسوى الموسوي: "فكرة حرمة صلاة الجمعة في عصر الغيبة لم تطرح إلا في بلاد كان الاحتكاك شديدا فيها بين الشيعة وغيرها من الفرق الإسلامية الأخرى حتى تثني الشيعة من الالتحام بالركب الإسلامي الموحد" (الشيعة والتصحيح/128).

وهذا نفسه هو ما يسعى إليه اللحيدي الدجال، فأخذ الفكرة وأهدافها من أسلافه الرفضة.

وقال اللحيدي الدجال محرف القرآن أخزاه الله في كتابه (نصر المؤمنين) المنشور في موقعه في النت (ص 98 من المستندات):

" ما هي عقيدتكم في تغيير المنكر باليد والقوة، وهل من الممكن أن تشرحوا للناس الأصل المعمول به في دينكم ودعوتكم التي تعتقدون في هذا الخصوص؟ .... تغيير المنكر باليد والقوة وهو جزء من مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شرائع الدين وأوامره والتي جاءت النصوص مبيّنة كيف و متى يكون , فقال النبي صلى الله عليه وسلم": من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ". وهذا النص النبوي وقبله قوله تعالى: ? لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا ? يبين لنا قاعدة من أهم قواعد الدين وهي أن مناط التكليف سواء للفرد أو الجماعة هو (العلم، والقدر أو الاستطاعة).وبهذا يدرك كل عاقل أن بالعجز تسقط الفريضة.فهل نجبر الكسيح أو المريض الذي لا يستطيع القيام أن يصلي قائماً؟! أم نطالب فاقد الماء أن لا يصلي إلا بالوضوء بالماء ونمنعه من التيمم؟!

فلا تغيير للمنكر باليد والقوة مع الضعف والعجز، وأقل منه باللسان حين يمتنع الناس ولا يقبلون الأمر والنهي بالقول، حينها أمرنا شرعا بكف اليد واللسان، حين لا يكون للشريعة قوة تعمل ورائها فتنفذ أحكامها وتقيم سلطانها ".

فاللحيدي الدجال لا يكتفي بإبطال تغيير المنكر باليد لعدم القدرة، بل يبطل الإنكار باللسان حتى يظهر اللحيدي الدجال فيكون حينئذ للشريعة قوة تعمل وراءها فتنفذ أحكامها وتقيم سلطانها. وكذب - أخزاه الله - فما كان الله ليحوج المسلمين إلى زنديق دجال كاللحيدي ليقيموا شريعته. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام، وهو إحدى الخصائص التي اختصت بها هذه الأمة ونالت بها الخيرية على سائر الأمم، كما قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} (آل عمران:110). وستبقى هذه الشعيرة بإذن الله مابقي هذا الدين على رغم أنف اللحيدي الزنديق، وإن قصر فيها كثير من المسلمين في بعض الأزمان أو بعض البلدان، فلن يخلو زمان من قائم بهذه الشعيرة. قال النووي رحمه الله: " واعلم أن هذا الباب أعني باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد ضيع أكثره من أزمان متطاولة، ولم يبق منه فى هذه الأزمان إلا رسوم قليلة جدا، وهو باب عظيم به قوام الأمر وملاكه، وإذا كثر الخبث عم العقاب الصالح والطالح، وإذا لم يأخذوا على يد الظالم أوشك أن يعمهم الله تعالى بعقابه {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، فينبغي لطالب الآخرة والساعي في تحصيل رضا الله عز وجل أن يعتني بهذا الباب؛ فإن نفعه عظيم لا سيما وقد ذهب معظمه، ويخلص نيته، ولا يهابن من ينكر عليه لارتفاع مرتبته؛ فإن الله تعالى قال: {ولينصرن الله من ينصره}، وقال تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}، وقال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}، وقال تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}، واعلم أن الأجر على قدر النصب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير