تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومايصرح به اللحيدي هنا هو عين مايصرح به قدوته من إخوانه الرافضة الذين يعتقدون أن الصحابة أسقطوا آيات فيها التصريح بولاية علي وإمامته، واللحيدي يصرح بأنهم أسقطوا منه آيات تدل على مهديته وأنه محدث!

قال القمي الرافضي في تفسيره (1/ 100): "وقوله {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ} فلفظ الآية عام ومعناه خاص، و إنما فضلهم على عالمي زمانهم.و قال العالم - عليه السلام - نزل (وآل عمران و آل محمد على العالمين) فأسقطوا (آل محمد) من الكتاب".

وقال العياشي الرافضي في تفسيره (1/ 168): "عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله – عليه السلام - عن قول الله {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً} فقال: هو (آل إبراهيم وآل محمد على العالمين)، فوضعوا اسما مكان اسم ".

وقال العياشي في تفسيره (1/ 169):

"عن أيوب قال: سمعني أبو عبد الله – عليه السلام - وأنا أقرأ {إنَّ الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} فقال لي: (وآل محمد) كانت فمحوها وتركوا آل إبراهيم وآل عمران".

وقال العياشي في تفسيره (1/ 180):

"عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر – عليه السلام - عن قول الله {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ} فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه؟ وكيف يؤمن عيسى بمحمد - صلى الله عليه وآله سلم - و ينصره ولم يدركه؟

فقال: ياحبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة، ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتبة وتوهمها الرجال، وهذا وهم فاقرأها (وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه).

هكذا أنزلها الله ياحبيب، فو الله ما وفّت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذ الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها، ولقد كذبت الأمة التي جاءها موسى لما جاءها موسى ولم يؤمنوا به ولا نصروه إلا القليل منهم، ولقد كذبت أمة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يؤمنوا به ولا نصروه لما جاءها إلا القليل منهم. ولقد جحدت هذه الأمة بما أخذ عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الميثاق لعلي بن أبي طالب يوم أقامه للناس ونصبه لهم ودعاهم إلى ولايته وطاعته في حياته وأشهدهم بذلك على أنفسهم، فأي ميثاق أوكد من قول رسول الله - صلى الله عليه وآله سلم - في علي بن أبي طالب فو الله ما وفوا به بل جحدوا وكذبوا ".

فإذا قارنت بين ماقاله اللحيدي، وماقاله الرافضة لم تجد بينهما فرقا، فإلى الله المشتكى.

وقال أبوالمظفر الاسفراييني في كتابه التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين: " واعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة ويدعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان من قبل الصحابة، ويزعمون أنه قد كان فيه النص على إمامة علي، فأسقطه الصحابة عنه ويزعمون أنه لا اعتماد على القرآن الآن، ولا على شيء من الأخبار المروية عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويزعمون أنه لا اعتماد على الشريعة التي في أيدي المسلمين، وينتظرون إماما يسمونه المهدي يخرج ويعلمهم الشريعة. وليسوا في الحال على شيء من الدين، وليس مقصودهم من هذا الكلام تحقيق الكلام في الإمامة، ولكن مقصودهم إسقاط كلفة تكليف الشريعة عن أنفسهم حتى يتوسعوا في استحلال المحرمات الشرعية، ويعتذروا عند العوام بما يعدونه من تحريف الشريعة وتغيير القرآن من عند الصحابة، ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين " (التبصير /41).

وقد صرحت روايات كثيرة عند الشيعة بأن مهديهم إذا ظهر سيخرج معه القرآن الكامل السالم من أي تحريف، ويحمل الناس عليه، فتجري الألسنة به، فيقول المسلمون: هذا والله القرآن حقا الذي أنزله الله على محمد، وما أسقط وبدل وحرف لعن الله من أسقطه وبدَّله وحرَّفه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير