تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واللحيدي الدجال يمارس الدور نفسه الذي أخبر به الرافضة عن مهديهم، فهو يصرح بكل قبح بأن القرآن محرف، ويرى أن من مهمته بيان هذا الأمر للناس، وتعليمهم ما أسقط من القرآن، وتصحيح ماحرِّف فيه، وقد تقدم قوله:" إذ لم يكتفوا بطرح هذا الحرف عن كتاب الله حتى ضلوا بتفسير تلك الآية بعد ما بتروها، فجازاهم الله تعالى أن سلط عليهم المهدي ليقلب عليهم ما كانوا ينكرون من ذلك الحرف"ولا محدث"، وسيقلب عليهم بإذنه تعالى ما هو أنكر مما أنكروا وحذفوا "، فالمسألة لن تتوقف عند كلمة "ولا محدث"، بل ستشمل ما هو أوسع من ذلك بكثير. وقد طبق ذلك فعلا كما سيأتي بيانه قريبا.

وأما أتباع اللحيدي فهم على عقيدة إمامهم الكفرية، ولا يسعهم غير القول بتحريف القرآن بناء على ما يعتقدونه في اللحيدي من أنه محدث رسول معصوم، فإذا خالفوه في القول بتحريف القرآن بطل اعتقادهم في اللحيدي، وسقطت اللحيدية من أصلها.

وقد ذكر سالم بن حمود الخالدي أحد أتباع اللحيدي ومنظريه ما يدل على اعتقادهم في القرآن في عدة مواضع من مذكرة له، ومن ذلك:

قوله في ص 7 من مذكرته: " والبرهان ماكان ابن عباس يقرأ به (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث)، وهذا إرسال خاص ملازم للإيحاء الخاص، والاصطفاء الخاص لتعلقه بالرسول والنبي وما تعلق بهم تعلق بالمحدث المرسل من الله، وهذا نص هذا الحرف القرآني ".

وقوله في ص 3: " فالحرف الذي تواتر قرآن، والحرف الذي صح أن الصحابة قرؤوا به قرآن أيضا، وإن لم يتواتر، ومن أنكر أنه قرآن فهو كافر بعد قيام الحجة عليه".

وقوله في ص 4: " وهذا المكذب الضال لا يؤمن بأن هذا الحرف قرآن، وليس له عذر في الكفر به، والامتناع عن الإيمان به فالثبوت قطعي ".

فالخالدي يزعم أن كلمة (ولا محدث) قرآن يكفر منكره، ونحن لا نجد هذه الكلمة في مصاحف المسلمين اليوم، فالخالدي بكلامه هذا يثبت أن من القرآن ما لايوجد في هذا المصحف، ومعنى هذا أن القرآن الموجود في المصحف ناقص، وهذا هو عين كلام اللحيدي السابق.

وقد قابلنا شابا - وكان لحيديا فتاب إلى الله – فذكر لنا أن اللحيدي يعتقد أن القرآن محرف، وأنه سمعه بنفسه ينهاهم أن يقرؤوا قوله تعالى {حتى تستأنسوا} هكذا، ويقول: هذه الآية خطأ، وصوابها (حتى تستأذنوا).

فائدة

ليس من مقصود هذا الكتاب الرد على افتراءات اللحيدي، كما تقدم ذكره في المقدمة، لكنني رأيت لابن حزم كلاما نفيسا يصلح أن يرد به على اللحيدي الدجال في احتجاجه بآية الرجم المنسوخة، وآية الرضاع المنسوخة على ذهاب شيء من القرآن، فرأيت أن أذكره للفائدة.

قال ابن حزم: " آية الرَّجْمِ إذْ نَزَلَتْ حُفِظَتْ وَعُرِفَتْ وَعَمِلَ بها رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا أَنَّهُ لم يَكْتُبْهَا نُسَّاخُ الْقُرْآنِ في المصاحف، وَلاَ أَثْبَتُوا لَفْظَهَا في الْقُرْآنِ، وقد سأله عُمَرُ بن الْخَطَّابِ ذلك كما أَوْرَدْنَا فلم يُجِبْهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى ذلك، فَصَحَّ نَسْخُ لَفْظِهَا، وَبَقِيَتْ الصَّحِيفَةُ التي كُتِبَتْ فيها كما قالت عَائِشَةُ رضي الله عنه فَأَكَلَهَا الدَّاجِنُ وَلاَ حَاجَةَ بِأَحَدٍ إلَيْهَا وَهَكَذَا الْقَوْلُ في آيَةِ الرَّضَاعَةِ وَلاَ فَرْقَ.وبرهان هذا أَنَّهُمْ قد حَفِظُوهَا كما أَوْرَدْنَا فَلَوْ كانت مُثْبَتَةً في الْقُرْآنِ لَمَا مَنَعَ أكل الدَّاجِنِ لِلصَّحِيفَةِ من إثْبَاتِهَا في الْقُرْآنِ من حِفْظِهِمْ وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ. فَبِيَقِينٍ نَدْرِي أَنَّهُ لاَ يَخْتَلِفُ مُسْلِمَانِ في أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى افْتَرَضَ التَّبْلِيغَ على رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَّهُ عليه الصلاة والسلام قد بَلَّغَ كما أُمِرَ، قال اللَّهُ تَعَالَى {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ من رَبِّكَ وَإِنْ لم تَفْعَلْ فما بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}، وقال تَعَالَى: {إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا له لَحَافِظُونَ}، وقال تَعَالَى {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى إِلاَّ ما شَاءَ اللَّهُ}، وقال تَعَالى: {ما نَنْسَخْ من آيَةٍ أو نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ منها أو مِثْلِهَا}، فَصَحَّ أَنَّ الْآيَاتِ التي ذَهَبَتْ لو

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير