تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالعيد السعيد بإطلالته الجميلة فرصة للتسامح والتصافي بين المسلمين عامة، وحملة هم الاسلام خاصة، فما بال العيد أضحى مناسبة للتحامل واللمز والغمز ظلما وعدوانا، وبطريقة فجة تفتقد الذوق وتخلو من أدب النصح.

كما أن المسلمين تخرجوا لتوهم من مدرسة الصيام بما تكسبه من تقوى وتورثه من خشية، فكان من غير المتوقع أن تكون "صدقة فطر الشنقيطي" و"عيديته" استطالة في أعراض خيرة الامة وحملة مشعل الهداية بهذا الاسلوب، ويكون "أهل الأخبار" من يقدمها، فهلا كسوا ألفاظها بقليل من المجاملة لتكون أدعى للقبول، طعمة لفقراء الأفكار من "الملكيين" و"الفوضويين"، وطهرة للعلامة الدكتور وجبرا "لصيامه في بيئة غير ملكية ولا فوضوية".

لقد زاد من وقع المقابلة كون الموقع واجهة إعلامية لتيار إسلامي معروف وبالتالي لن تفهم إلا في إطار كونها ركوبا لموجة الهجوم على كل ما هو إسلامي باسم

الارهاب والتطرف ومحاولة لتحقيق أهداف حركية ضيقة بطريقة غير شريفة، مع السقوط في فخ نصبه المحافظون الجدد، بل لا خفاء ولا سر في طلبهم جهارا نهارا بأن يكون هذا التيار حربا على إخوانه يقوم بدور الوكالة القذرة، وقد ثمنوا جهوده الفكرية في هذا الصدد، رغم استقلالهم للجهود العسكرية في العراق وأفغانستان مثلا.

ويتابع الأستاذ /باب أحمد قائلا والمطلع على الانتاج العلمي والفكري والسيرة الذاتية للشنقيطي يدرك دون كبير عناء فداحة تقديمه مرشدا ومشددا لما تركت أفكاره من أثر سيء وأثارت من شبهات، وعهدي به قريب وهو غير حاصل على شهادة الدكتوراه، ولو أني أضفت حرف الدال لاسمي لأني طالب دكتوراه لكنت مدلسا متشبعا بما لم أعطه.

أما صدور مثل هذا الكلام من الشنقيطي فلم يفاجئني لجملة أسباب منها أنه كاتب خارج الاقواس, لم يرض عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقد رضي الله عنهم، فكيف يرضى عن من تبعهم بإحسان، ويعتبره خصومه على الأقل ذا نزعة رافضية اعتزالية، وقد طردته جامعة الايمان اليمنية التي يقوم عليها فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني حفظه الله، بعدما اكتشفت جزء من انحرافاته الفكرية وجرأته على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية رضي الله عنه الذي يصفه بقوله: "على أن دور معاوية أكبر من مجرد الخروج على الجماعة ومنازعة الأمر أهله، فهو الذي أرسى نظام الملك بديلا عن دولة الخلافة، فسن في الإسلامي تلك السنة السيئة، وفتح بها أبوابا من المظلم التي لم تتوقف، ومن الدماء التي لم تجف منذ أربعة عشر قرنا، وأخرج بناء السلطة من إطار مبادئ الشرع: كالشورى والبيعة والعدل .. إلى منطق القوة وقانون الغاب، وهو أمر لا يزال المسلون يعيشون مساوئه إلى اليوم، فسواء تأولنا لمعاوية في مواقفه خلال الفتنة أم لم نتأول، فإن سلوكه السياسي اللاحق ليس مما يمكن التأول له .... فقد كانت الفتنة التي قادها معاوية هدما لأركان الخلافة الراشدة، لكن ما فعله معاوية بعد الفتنة من توريث السلطة لابنه بالترغيب والترهيب كان أسوأ أثرا، لأنه إرساء لبناء جديد منحرف على أنقاض تلك الخلافة وسد لأبواب استردادها، فليتكلف المتكلفون ما شاءوا في تأويلهم لما حدث أثناء الفتنة، لكنهم لن يجدوا ما يتأولونه لما حدث بعد ذلك، إذا كانوا حقا ممن يجعل قدسية المبادئ فوق مكانة

إن مضمون كلام الشنقيطي قديم لا يحمل جديدا غير عباراته الفجة ... فقد درج على إطلاق فقاعات با لونية كبرى ... لكنها خواء ... لا تلبث أن تنفجر في الهواء ... فمشروعه "ترميم الذاكرة" لم ينجح في ترميم حتى ذاكرته هو، ومشروعه "الفقه السياسي" يحمل كل شيء إلا الفقه والسياسة، تكفي إطلالة عجلى على موقعه الالكتروني لإدراك ذلك، فالشنقيطي إذن عملاق رجلاه من طين ... يحمل مشاريع كبرى لفظا خواء فكرا ومنهجا، قوامها مقالات صحفية من هنا وهناك لا يربطها زمام أو خطام، يحسنها من أتقن فن القص واللصق، هذه حقيقته ... إنه مجرد كاتب صحفي ومتحدث إعلامي ما في ذلك من شك، أما اعتلاء منابر ترشيد صحوتنا الغراء فما هو له بأهل.

من المخاض إلى الفوضوية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير