تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 01:52 م]ـ

تخيير الانسان!!!

و هل غفلت عن قوله تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا}.

و قوله تعالى: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [سورة التكوير (28) (29)]

قال سماحة الشيخ ابن الباز رحمه الله: الإنسان مخير؛ لأن الله أعطاه مشيئة، وأعطاه إرادة، فهو يعلم ويعمل، وله اختيار، وله مشيئة، وله إرادة، يأتي الخير عن بصيرة، وعن علم وعن إرادة، وهكذا الشر؛ كما قال تعالى: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [سورة التكوير (28) (29)]. وقال سبحانه: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ [(67) سورة الأنفال]. فجعل لهم إرادة، وجعل لهم مشيئة. وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [(30) سورة النور]. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [(53) سورة النور]. فجعل لهم عمل، وجعل لهم صنع، وجعل لهم فعل، فهم يفعلون الشر والخير، ولهم الاختيار، يختار المعصية ويفعلها، ويختار الطاعة ويفعلها، له إرادة وله اختيار. كذلك يختار هذا الطعام يأكل منه، وهذا الطعام لا يريده، يريد هذه السلعة أن يشتريها، والأخرى لا يريدها. يستأجر هذه الدار والأخرى لا يستأجرها ولا يريدها، يزور فلان والآخر لا يزوره بمشيئته واختياره. ولكن هذه المشيئة وهذا الاختيار وهذه الإرادة وهذه الأعمال كله بقدر، فهو مسير من هذه الحيثية، وأنه بمشيئته واختياره وأعماله لا يخرج عن قدر الله، بل هو بقدر الله: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس)؛ كما قاله النبي ء صلى الله عليه وسلم ء، ويقول الله ء عز وجل ء: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [(49) سورة القمر]. فالإنسان في تصرفاته مخير، له مشيئة، وله اختيار، وله إرادة، ولهذا استحق العقاب على المعصية، واستحق الثواب على الطاعة؛ لأنه فعل ذلك عن مشيئة، وعن إرادة، وعن قدرة. واستحق الثناء على الطاعة، والذم على المعصية، ولكنه بهذا لا يخرج عن قدر الله، هو مسير من هذه الحيثية؛ كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [(22) سورة يونس]. وقال جل وعلا: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا [(22) سورة الحديد]. وقال سبحانه: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [(49) سورة القمر]. وقال: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [(29) سورة التكوير]. وكل شيء لا يقع من العبد إلا بقدر الله الماضي الذي سبق به علمه. وثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمرو عن النبي ء صلى الله عليه وسلم ء أنه قال: (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وعرشه على الماء). وقال ء صلى الله عليه وسلمء: (كل شيء بقدر حتى العجز والكيس) رواه مسلم في الصحيح. كله بقدر، فأنت مخيّر ومسير جميعاً، مخير؛ لأن لك إرادة، ومشيئة، وعمل باختيارك، تفعل هذا وهذا، تفعل الطاعة باختيار، تصلي باختيار، تصوم باختيار، تفعل المعصية منك باختيار من الغيبة والنميمة أو الزنا أو شرب المسكر كله باختيار عن فعل وإرادة، تبر والديك باختيار وتعقهما كذلك، فأنت مأجور على البر، مستحق العقاب على العقوق، وهكذا تثاب على الطاعات، وتستحق العقاب على المعاصي. وهكذا تأكل وتشرب، وتذهب وتجيء، وتسافر وتقيم، كله باختيار، فهذا معنى كونك مخير، ومسير يعني أنك لا تخرج عن قدر الله، هو الذي يسيرك ء سبحانه وتعالى ء، له الحكمة البالغة، فكل شيء لا يخرج عن قدر الله: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ [(29) سورة التكوير]. كما تقدم. وبالله التوفيق. جزاكم الله خيراً.

اهـ

و لو تأملت قوله تعالى: قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) و قوله تعالى: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور (7)) الزمر , لم تقل مقالتك "هذا كلام ظاهره أن مشيئة الله عزوجل تابعة لمشيئة العبد، فما اختاره العبد من هدى أو ضلال "وافقه"الله عليه "

من اختار الايمان فبمشيئة الله و من اختار الكفر فبمشيئة الله عز و جل.

قال تعالى: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 29]

و قال {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير