تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نسب السنة والشيعة في العراق بين افتراءات الإنكليز واليهود]

ـ[معاذ القيسي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 03:15 م]ـ

[نسب السنة والشيعة في العراق بين افتراءات الإنكليز واليهود]

عبد العزيز بن صالح المحمود - خاص بالراصد

تمهيد:

مع احتلال العراق في عام 2003م برزت قضية خطيرة، أصبحت تلعب دورا كبيرا في مستقبل البلاد والعباد ألا وهي قضية تركيبة العراق السكانية، والزعم بأن السنة، بعربهم وكردهم وتركمانهم، لا يشكلون سوى 38 % من سكان العراق، وأن نسبة العرب السنة هي 19% فقط. هذه القضية لم تكن وليدة الاحتلال ولكنها طُبقت عمليا بعد الاحتلال، وبان أثرها الفعلي بتشكيل مجلس الحكم من 25 مقعداً، فأُعطي العرب السنة خُمس المقاعد، واستمرت العملية السياسية على هذا المنوال.

وللإحاطة بهذه القضية فإنه لابد من الرجوع إلى أوليات القضية وتاريخها؟ وهل هذه حقيقة أم لا؟ وليست هذه المقالة هي الوحيدة التي فندت هذا الزعم فقد سبق للدكتور طه الدليمي أن كتب منذ سنوات كتابه (الحقيقة) ليبطل هذا الزعم، وكتب د. سليمان الظفيري أيضاً حول هذه القضية.

الإنكليز وراء هذه الفرية:

أصل هذه القضية يعود إلى احتلال الإنكليز للعراق سنة 1917م وبداية تكوين الدولة العراقية بعد أن كان العراق تابعا للدولة العثمانية كولاية، فقد برزت إحصائيات إنكليزية معتمدة على التقديرات وليس الإحصاء الحقيقي، وهذه التقديرات قام بها القناصل البريطانيون في العراق بعد سنة 1900 ثم 1908 قبل الاحتلال ومن ثم نُشرت بعد الاحتلال في سنة 1918م، وتوصلت إلى أن نسبة الشيعة هي 53 % (1]) و 55 % ([2]) أما السنة العرب فهم (19%) والسنة الأكراد (18%)، وتطور الأمر عند الإنكليز في سنة 1932م فزيدت نسبة الشيعة إلى (56 %)

ولم تكن هذه التقديرات ميدانية بل هي تقديرات من خلف المكاتب!! وليس لها مستند إحصائي حقيقي، وهذا ما ذكره د. أحمد سوسة قائلا: "كانت قد أجريت ثلاث عمليات إحصاء لنفوس العراق بين سنة 1920 و1947 وهي عمليات سني 1920 و1927 و1934، إلا أن هذه الإحصاءات كانت مجرد تخمينات، وأن أول تسجيل قانوني هو تسجيل الذي أجري في 19/ 10/1947 على أن يجري بعد ذلك مرة كل عشر سنوات" ([3]).

وتذهب العديد من المصادر خلاف ما ذهب إليه الإنكليز من نسبة الشيعة في العراق حين كان تحت حكم الخلافة العثمانية، فقد جاء في كتاب (شيعة العراق) لليهودي إسحاق نقاش القول: "لم يقدر حجم التشيع تقديراً كاملاً خارج العراق قبل أواخر القرن التاسع عشر. وفي غياب التقديرات السكانية المفصلة التي تميز بين السنة والشيعة، ظل بعض المسؤولين العثمانيين يعتبرون الشيعة أقلية لا تزيد عن 40% من السكان. وكما يمكن استخلاصه من النتائج التي توصل إليها سليم درنجيل (( Deringil في الأرشيفات العثمانية فإنّ الإشارات المتكررة إلى انتشار المذهب الشيعي في العراق وردت أساساً خلال السنوات الأخيرة من تسعينات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين" ([4]).

وللمؤرخ والرحالة البحريني العلامة الشيخ محمد بن الشيخ خليفة النبهاني كتاب مشهور اسمه (التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية)، وقد فرغ من تأليفه في عام (1332هـ). وهذا العام يتزامن مع عام (1913م)، فيكون في تأريخه مقارباً لتأريخ التقدير البريطاني السابق. قال العلامة النبهاني في هذا الكتاب:

"نفوس العراق من حيث المجموع يناهز الثلاثة ملايين؛ لأنه يوجد في العراق:

000 1200 سني المذهب

000 1000 من أبناء الشيعة

000 87 مسيحيون

000 78 يهود

000 14 خليط من الصابئة واليزيدية

000 2379 يكون المجموع

وبعض المؤرخين يلحقون بالعراق قسماً من العشائر الذين يمتارون من العراق فيضيفون إلى ذلك العدد مقداراً يجعل الكل يقارب الثلاثة ملايين) ([5]).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير