فإذا كان تعداد سكان العراق في 1947، حسب بطاطو هو (4.564.000)، وتعداد الأقليات غير المسلمة حسب تعداد بطاطو نفسه هو (596.000).
يصبح الحال (4.564.000) – (596.000) = (396.800) هو عدد السنة والشيعة.
وسبق أن ذكرنا أن عدد السنة هو (2.402.000) أي أن نسبة السنة لا تقل عن 60%، وأن نسبة الأقليات هي 8 % كما دونها عنده.
ولكننا نقول إن السنة أقل من ذلك (60%) والسبب الذي لا يدركه بطاطو أنه زاد من نسبة الأكراد وأن ما ذكرناه تنزلا مع إحصاء 1947 وحسابات بطاطو غير الدقيقة التي وضعت أرقاما غير مدروسة، وأن نسبة السنة المنطقية هي 56% وقد تزيد قليلا.
وبذلك يتضح أن نسبة الشيعة بعربهم وكردهم وتركمانهم وفرسهم، سنة 1947هي 36%.
فأين هي الدقة والإحصائيات والدراسات العلمية التي هلل لها عبدالله النفيسي، وحسن علوي وغيرهما والكتاب الشيعة، إن لغة الأرقام لغة واضحة وإحصائية 1947 موجودة للجميع فلم لم يظهروها ويظهرون إحصائية بطاطو فقط!!
حنا بطاطو أخطأ كثيرا في الإحصائيات وسبب الخطأ في نظري يعود لإحتمالين:
1 - أن بطاطو لم يطلع على هذه الوثائق وإنما نقلت له الأرقام فكان الخطأ من الناقل.
2 - أنه تعمد عدم الدقة.
وعلى كل حال لندلل على عدم دقته بصورة عامة فنقول أنه ذكر في صفحة (54) أن نفوس الموصل في تعداد سنة 1947 هو (133.625) نجد أن هذا نفوس قضاء الموصل وليس المحافظة (اللواء) وكذا نفس الخطأ في البصرة، أما في بغداد فالرقم الذي ذكره خطأ، ولا يعرف من أين أتى بهذا الرقم! وقد رجعت لكل من ذكر إحصائيات 1947 فلم أجد هذه الإرقام!
والصحيح أنه لفق الأرقام بشكل ليس هذا أوان شرحه بل قد فصله صديقنا الدكتور طه الدليمي في بحثه عن النسب السكانية في العراق والذي سيصدر قريبا باذن المولى، وربما بطاطو هو لم يلفق بل من نقل له هذه الإحصائيات الانتقائية هو من قام بهذا الدور والذين هم على شاكلة أحمد الجلبي.
ويتناقض حنا بطاطو مع بقية دراساته فمثلا يقول في كتابه صفحة 66 "أن في بغداد حيث تمتعت الطائفتان بالمساواة العددية تقريباً .. " وهذا يناقض ما جاء في مقال له نشرته مجلة (الثقافة الجديدة) وجاء فيه القول: "أما الشيعة فلم يزيدوا عن خُمس سكان بغداد" [24].
ولم أكن أنا وحدي من نقد بطاطو فقد نقده الشيوعيون على عدم دقته في إيراد الأرقام والإحصائيات فقد ذكر جاسم الحلوائي في مقال قراءة في كتاب عزيزسباهي " عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي" قائلا:" فقد أخطأ بطاطو بمقدار 50% تقريبا في أسماء أعضاء اللجنة المركزية الذين إنتخبهم المؤتمر الوطني الثاني " [25].
كما ذكر الكاتب د. سيار الجميل في مقاله "المؤرخ مجيد خدوري .. ابن الموصل يرحل عنّا!! "قال: "سألته عن رأيه في كتاب ضخم وجديد صدر في ذاك العام عن الطبقات الاجتماعية في العراق للمؤرخ حنا بطاطو، فاجابني قائلا: إن الكتاب فيه أخطاء لا تحصى" [26].
وكذا انتقده الأكراد فقد قال الكاتب سيامند إبراهيم في مقاله " الحقائق التاريخية والأدلة الدامغة على كردستانية كركوك": " نعم الذين كتبوا واستندوا إلى مصادر الباحث بطاطو, نقول لهم بأن بطاطو لم يتعمق كثيراً في تاريخ كركوك القديم منذ آلالاف السنين؟ وهو ابتعد عن الحقائق التاريخية المثبتة في مراجع قوية" [27].
ومن الملاحظ أن بطاطو في مقدمة كتابه أثنى على الدكتور أحمد الجلبي لأنه ساعده، وأحمد الجلبي هو عراب الاحتلال وهو منْ خدع الإدارة الأمريكية بوجود أسلحة الدمار في العراق وأكاذيب كثيرة، وقد وجدت نصا نشر هذه السنة 2009 لأحمد الجلبي في مقابلة مع جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 19/ 4/ 2009 قال فيه: " ... ذهبت الى أميركا وطلبت اجتماعاً مع مدير "سي آي إي" في ذلك الحين جون دويتش، في عهد بيل كلينتون، وكان نائبه في ذلك الحين جورج تينت، فتم ترتيب الاجتماع وأحضر معه ريختر. أخذت معي كتاب حنا بطاطو عن العراق الى دويتش"، كان هذا سنة 1995؛ وهذا ما يبرر اهتمام إيران بالكتاب حتى طبعته عدة طبعات غير شرعية هو وكتاب (الشيعة والدولة القومية) لحسن علوي، وأدخلتها للعراق قبل الاحتلال، وكان الشيعة يصورون هذه الكتب وينشرونها سرا داخل العراق كما ذكروا هم في أكثر من مقال [28].
اليهودي إسحاق النقاش:
¥