تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

واصل الحموي، ممن دخل في هذا العلم، يقول: أضع الملحفة على وجهي، ثم أعرض شبهة هؤلاء، وأجيبها بشبهة هؤلاء، ثم هكذا إلى أن يطلع الفجر، لم أهتد إلى الحق، ولم يرتاح وينام كما ينام الناس، والسبب في ذلك، أنهم التمسوا الحق من غير معينه، لاحظوا هؤلاء الأئمة الكبار الذين قضوا حياتهم في قيل وقال، أتعبوا نهارهم، قطعوا أوقاتهم وأعمارهم، انتهوا إلى لا شيء، وكما قال الشيخ: إن صحت توبتهم فهم يموتون كما يموت عوام المسلمين، كيف لو صرفوا هذه الأعمار في قال الله، وقال الرسول، لو صرفوا هذه العقول في تفهم كلام الله، وكلام رسوله، ولكن هكذا فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وكلام هؤلاء ينبغي أن يكون أيش؟ مثار عناية للمسلم المؤمن، ألا يدخل في مثل هذه المزالق، كما دخل هؤلاء، هؤلاء نجاهم الله -عز وجل- في آخر حياتهم -إن صدقت توبتهم-، لكن مئات ممن دخلوا في هذا العلم تاهوا وضلوا، فعلى المسلم أن ينظر كيف طلب السلف هذا العلم؟ كيف بحثوا عن الحق؟ وليسلك سبيلهم فإن الخير كل الخير فيما انتهجوا، وإن الشر كل الشر فيما خالف منهجهم، وبالله التوفيق، وصل الله وسلم على نبينا محمد.

أحسن الله إليك، شيخ أستأذنك في قراءة بعض الأسئلة، يقول هذا السائل: هل هؤلاء تابوا مثل الرازي والغزالي، وهل كلامهم حجة داحضة على أصحابهم؟

أما توبتهم، فالذي يظهر من كلامهم هذا، أننا نحسن إن شاء الله تعالى النية فيهم، أنهم تابوا، لكن يبقى أن كلامهم الذي سطروه، وهو الآن منشور بين المسلمين، موجود في الكتب، أنه الضلال الذي وضعوه، فتوبتهم لأنفسهم، فهذا لا يمنع من الرد على ما ذكروه في كتبهم، وهذا ما ذكره الشيخ -رحمه الله- يقول: كونهم تابوا، كون توبتهم صحت، هذا أمر، هذا بينهم وبين الله، لكن الذي يهمنا من هؤلاء ما هو؟ الرازي والغزالي شخص كسائر الأشخاص، قدم إلى الله أفضى إلى ما قدم، لكن المهم بالنسبة لنا كمسلمين، هذا التراث الذي خلفوه لنا، أما كلامهم يعتبر حجة على أصحابهم، لا شك، ولهذا الشيخ يكثر من إيراد هذه الأمثلة، وسيختم الرسالة في آخر الفتوى الحموية، بأن الناس تجاه علم الكلام ثلاثة أقسام، وذكر قسما الذين دخلوا فيه وبلغوا الغاية، وعرفوا أنه لا يهدي إلى الحق، ولا يوصل إلى الصواب، كأمثال الرازي والجويني، والشهرستاني وغيرهم، نعم.

أحسن الله إليك، كثير من الأحبة يسأل عن الكتاب الذي بين يديك؟

هو الفتوى الحموية، الكتاب الذي بين يدي الفتوى الحموية، لكنها نسخة محققة تحقيق العبد الفقير، نعم.

أحسن الله إليك، هذا سائل من فرنسا يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يجوز لشخص أن يعطي دروسا عبر الإنترنت، وهو لم يدرس عند أي شيخ حيث يعمل على ترجمة كتب كبار العلماء إلى اللغة التي يفهمها القوم.

سؤال آخر، هل يجوز لبس ما فيه صورة الطفل؟

السؤال الأول: وهو هل يجوز للإنسان أن يعطي دروس عبر جهاز الإنترنت، الشبكة العالمية، وهو لم يدرس عند أي شيخ، نقول: الأصل في العلم معاشر الإخوة أن يؤخذ عن العلماء، وأن يدرس عند ركب العلماء، هذا هو الأصل، لكن قد لا يتيسر للإنسان عالم يدرس عليه، فعند ذلك يبلغ ما يعرف من دين الله -عز وجل- على قدر استطاعته، وعلى وفق حاله، بلغوا عني ولو آية أمر آخر أقول: مع وجود هذه الوسائل تيسر ولله الحمد والمنة، أن الإنسان يمكن أن يتلقى العلم عن العلماء، ولو لم يباشر الجلوس معهم، فجل دروس العلماء خاصة في هذه العصور المتأخرة، قد سجلت على أشرطة الكاسيت، فبإمكان الإنسان الذي لا يتيسر له الحضور المباشر، أو المرأة التي لا يتيسر لها الحضور المباشر لهذا الدرس، أن تسمع هذا الدرس عن طريق هذا الشريط، لكن بشرط من أراد أن يستفيد لا بد أن يكون الكتاب بين يديه، ويتابع مع هذا الشيخ ويدون الفوائد والمُلح التي يسمعها، لأجل أن يرسخ هذا الدرس في ذهنه، فإذا أشكلت عليه مسألة، أو أشكلت عليه قضية، فما عليه إلا أن يرفع السماعة، ويسأل أحد المشايخ، نعم. نقول: من تيسر له الحضور المباشر، هذا نور على نور، وهذا لا خلاف فيه، لكن من لم يتيسر له ذلك، نقول: خلاص، إما أن تأخذ الشيء مائة في المائة أو صفر لا، يعمل الإنسان بقدر استطاعته، هناك بعض المناطق في أنحاء العالم، نعم. قد لا يوجد عندهم شيخ، قد يوجد عندهم طالب علم مبتدئ، لكن هذا هو أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير