الفائدة المرجوّة من هذا الموضوع الذي تكاثرت صفحاته وسطوره
اليقظة والإنتباه لأغراض الجهمية بدرجاتهم الثلاث:
(الجهمية) و (المعتزلة) و (الأشاعرة والماتريديّة)
من قولهم بالمجاز في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
فقد وقف أهل الأهواء
أمام نصوص
(الأسماء و الصفات)
موقف " المجاز "
هرباً من (الحقيقة)
زاعمين أن إثباتها على الحقيقة
على منهاج السلف الصالح
هو: (التجسيم والتشبيه)
فكأن القرآن الكريم
(كتاب تجسيم وتشبيه)
عليهم من الله ما يستحقون
ومعلوم
أن نقل نصوص
الأسماء والصفات
من (الحقيقة) إلى " المجاز"
عبث في النصوص
ذلك أن " المجاز "
اصطلاح غير مستقيم
وفيه مفاسد
في العقل واللغة والشرع
فمفسدته العقلية هي:
(عدم تحديده بضابط ٍ وقانونٍ مستقيم)
ومفسدته اللغوية هي:
(فيه تغيير للأوضاع اللغوية
التي اصطلح عليها الشرع واللغة
وتغيير ذلك تمهيد
لتحريف المعاني الشرعية)
ومفسدته الشرعية هي:
(تحريف كلام الله تعالى والتشكيك فيه بأنه كلام غير حقيقي بل كلام مجازي)
مع العلم
بأن القائلين " بالمجاز"
متفقون على أن الأصل في الكلام
(الحقيقة)
وأن
" المجاز "
على خلاف الأصل .. !
ولا ينقل عن (حقيقته) إلى " المجاز"
إلا بشرط وجود قرينة تبيح ذلك .. !
وهو شرط لم يلتزموا به في أسماء الله وصفاته
والقول " بالمجاز" في بعض الصفات
و (الحقيقة) في البعض الآخر
تحكّم بحت
من قبل الأشاعرة والماتريدية وأشباههم
ومن مبطلات المجاز في أسماء الله وصفاته
أن بعض الكلمات لها معانٍ كثيرة
مثل كلمة: (القُرء)
فهي تدل على الطهر وتدل على الحيض
فأيهما حقيقة وأيهما مجاز
وكلمة: (الدلوك)
فهي تدل على الزوال وتدل على الغروب
فأيهما حقيقة وأيهما مجاز
ثم إن " المجاز" كذب في أسماء الله وصفاته
لأنه يتناولها على خلاف حقيقتها
و" المجاز"
ُسلّم ومطيّة للتعطيل
فهؤلاء الأشاعرة والمعتزلة وأشباههم
يجعلون القرآن
كلام الله " مجازاً" .. !
وهو كلام جبريل " حقيقة" .. !
واليد " مجازية "
والاستواء " مجازي"
والعلو " مجازي "
والنزول " مجازي"
والرحمة " مجازية"
والرضا " مجازي"
والغضب" مجازي "
أفعال العباد منسوبة إليهم " مجازاً لا حقيقة لها"
ورؤية الله " مجازية "
عذاب القبر " مجازي لا حقيقي"
والفلاسفة
جعلوا
البعث " مجازي "
والجنة " مجازية"
والنار " مجازية "
وأهل وحدة الوجود يقولون:
وجودنا " مجاز"
ولا وجود على الحقيقة إلا وجود الله وأفعاله .. !
فحملُ صفات الغضب والرضا والاستواء والنزول على " المجاز"
هو نفي حقيقة هذه الصفات ولا يجوز نفي ما أثبته الله لنفسه
و" المجاز" في الصفات بدعة
وضع المعتزلة
أُُسُسها
وبنوا عليها نفي الصفات
وأوّل من تكلم فيه (الجاحظ)
ثم تلقاه عنهم الأشاعرة والماتريدية
وترتب على ذلك مفاسد
في جحد أسماء الله وصفاته
حين صار " المجاز"
الذريعة الأولى
لنفي ما وصف الله به نفسه
ثم إن (المجاز)
في أسماء الله وصفاته
غير مقطوع به
بل مجرد ظنٍ
لا نصّ عليه
والشريعة ذمت اتباع الظن
ولقد كان " المجاز "
السلّم الذي تسلقته (الباطنية)
لنسف الشريعة وتعطيل النصوص
فصارت الصلاة عندهم موالاة الإمام .. !
والصيام إمساك سر الإمام .. !
والحج القصد الى مرقد الإمام .. !
و (البقرة) في قوله تعالى:
" إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة"
هي أم المؤمنين عائشة - رضي الله تعالى عنها-
و (الجبت والطاغوت)
وزيري رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وصاحبيه الصديق والفاروق - رضي الله عنهما-
وقربهما منه في موته قربهما منه في حياته
وطينة قبريهما هي طينة قبره .. !
و (الشجرة الملعونة في القرآن)
بنو أمية .. !
ثم إن العدول عن (الحقيقة)
الى " المجاز"
يقتضي نسبة الله تعالى إلى العجز .. !
ولايمكن أن نقول أن الله لم يجد لفظاً أفضل من
(استوى على العرش)
فجاء المتكلمون الضالون
وأتوا بأفضل منه وهو لفظ (استولى)
عياذاً بالله من تحريفاتهم
أما أسماء الله وصفاته
فهي حقيقة لا تتعذر حقيقتها
ونثبتها بمايليق به سبحانه بلا كيف
(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)
نفى المثل وأثبت السمع والبصر في آية واحدة
(أول من عرف بلفظ المجاز)
هذا نصّ كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
وهو كلام عام في لفظ "الحقيقة والمجاز"
في المجلد السابع صفحة 87 و88 وهذه قطعة منه:
( ... المشهور أن الحقيقة والمجاز
من عوارض الألفاظ وبكل حال
فهذا التقسيم هو اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة
لم يتكلم به أحد من الصحابة
ولا التابعين لهم بإحسان
ولا أحد من الأئمة المشهورين في العلم
كمالك والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي
بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو
كالخليل وسيبويه وأبي عمرو بن العلاء ونحوهم
وأول من عُرف أنه تكلم بلفظ "المجاز"
أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه .. )
¥