[كيف تحفظ القرآن؟ للدكتور إبراهيم الشربيني - تفريغ]
ـ[أبو الحسن السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 07:03 م]ـ
كَيْفَ تَحْفَظُ الْقُرْآنَ؟
لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ الدُّكْتُورِ:
أَبِي عَبْدِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ بن عَبْدِ الْمُنْعِمِ الشِّرْبِينِي
[تَفْرِيغ كَلِمَةٍ أَلْقَاهَا فَضِيلَةُ الشَّيْخُ الدُّكْتُورُ: أَبُو عَبْدِ اللهِ إِبْرَاهِيمَ بن عَبْدَ الْمُنْعِمِ الشِّرْبِينِي فِي قَنَاةِ الْمَجْدِ الْفَضَائِيَّةِ]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
الحمد لله الذي جعلنا من أمة القرآن، الحمد لله الذي يسر لنا القرآن،] وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [[القمر:17، 22، 32، 40].
القرآن كلام الله، ونحن عبيده وخلقه ونعيش في ملكه، أرسل إلينا رسولا هو سيد ولد آدم صلوات ربي وسلامه عليه، وأنزل إلينا كتابا هو القرآن.
القرآن هو رسائل الله عز وجل إلى المخلوقين، نعم، القرآن رسائل الله عز وجل إلى المخلوقين، ونحن عرفنا في حياتنا كيف نتلقى رسائل المخلوقين، فيختلف تلقينا للرسائل باختلاف المرسِل لهذه الرسائل، فإذا جاءتنا رسالة من شخص مهم كان اهتمامنا في تلقي الرسالة وفي قراءتها، إذا جاءتنا رسالة من إنسان نحبه فترى عند وصول هذه الرسالة الفرح والأنس بها، وإذا فتحها قرأها مرة تلو مرة لأنه يحب من أرسل هذه الرسالة، وإذا كان لا يبالي به ولا يهتم فإنه يتأخر في فتحها وقد لا يفتحها، ولو قرأها، قرأها قراءة عابرة.
نعم، لأن الاهتمام بالرسائل إنما يعبر عن اهتمامك بمرسِلها، فكيف إذا كان مرسِل ذلك هو الله خالق السماوات والأراضين رب كل شيء ومليكه، كيف إذا كان مرسِل هذه الرسائل هو القيوم الذي لا قيام لذرة في بدنك إلا به ولا قيام لذرة في السماوات ولا في الأراضين إلا به، كيف إذا أرسل إلينا رسائل ألا وهي القرآن، فإن القرآن كلامه أرسله إلينا، فكيف يكون تلقينا لهذه الرسائل؟ هل يكون تلقي المهتمين؟ هل نحن نحب الله؟ فقد عرفتم كيف يتلقى المحبون رسائل من يحبون، ولهذا صدق النبي -صلى الله عليه وسلم- لما قال (إن لله عز وجل أهلين) قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: (أهل القرآن هم أهل الله وخاصته) [1] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn1)، بل وجعل الخيرية لأهل القرآن تعلما وتعليما، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) [2] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn2)، وقال -صلوات ربي وسلامه عليه-: (يقال لصاحب القرآن -أي يوم القيامة- اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا) [3] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn3). ( يقال لصاحب القرآن) أتدرون ما معنى صاحب القرآن؟ الصاحب: أي الملازم الذي لا يتركه فهو يقرأه بالليل ويقرأه بالنهار هو صاحبه.
حفظ القرآن منزلة عظيمة، ولكن هل أنت صادق في أنك تريد أن تحفظ القرآن؟ إن عزمت على ذلك وكنت صادقا فأنصحك بثلاث نصائح:
الأولى: إخلاص النية لله عز وجل:
احفظ القرآن لله عز وجل، وإياك ثم إياك أن تكون كذلك الرجل الذي قص علينا النبي صلى الله عليه وسلم خبره يأتي الله عز وجل به فيعرفه نعمه ويسأله: ما عملت فيها؟ فيقول: تعلمت فيك العلم وقرأت القرآن وحفظته وقرأته آناء الليل وأطراف النهار، ورب الأرض والسماوات العليم بذات الصدور يقول له: كذبت إنما حفظت ليقال حافظ وتعلمت ليقال عالم، ثم يؤمر به فيسحب على وجهه فيجر إلى النار [4] ( file:///C:/ كَيْفَ%20تَحْفَظُ%20الْقُرْآنَ%20 - %20د.%20إبراهيم%20الشربيني. htm#_ftn4).
إياك أن تحفظ لتماري السفهاء، أو لتجاري العلماء، أو لتلفت إليك أنظار الناس. ألق الناس خلف ظهرك، ويكفيك أن تكون عند الله عالما، يكفيك أن تكون عند الله عز وجل حافظا.
أما النصيحة الثانية: فهي الدعاء والإلحاح في الدعاء أن يمن الله عز وجل عليك بحفظ القرآن، فوالله لا حول لنا ولا قوة إلا به.
¥