تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإنّ أصدقَ الحديث كلامُ الله، وخيرَ الهديّ هديّ محمد e، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

يقول الإمام عبد الرحمن بن مهدي-رحمه الله-:"أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم " ([1] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)).

وهذا الخلق النبيل-أعني العدل والأمانة- ظهر في المؤلفات الكثيرة لأهل العلم سواء كانت:دينية أو تاريخية،وكذا في تحقيقاتهم المختلفة، فإن كان صاحب الكتاب مخالفا للحق ذكروا قوله وعلقوا عليه، وبينوا خطأه فيه، وذكروا الحق الواجب اتباعه، وإن كان المؤلف من أهل السنة وأخطأ في المسألة ذكروا خطأه في الهامش –دون محاباة-لأنّ الحق أحب إليهم من كل شيء، وكما قال الإمام مالك-رحمه الله-:"كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر-وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم" ([2] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn1)).

وفي هذا المقام أود ذكر أمثلة لبعض الحضارمة الذين تصدروا للتأليف والتحقيق في مجانبتهم الأمانة الذين كان اشتهر بها سلفهم،بل وما زالت في الخلف-ولله الحمد-،ولا يُدرى لِمَ فعلوا ذلك؟ ? هل هو لتأثير المذهب والمنهج الذي نشأوا عليه، أم أنه التعصب لأقوامهم دون تأمل ولا تأنٍ للعواقب،أو لإرضاء قوم وإسخاط آخرين، أو حاجة في النفوس؟ فهم أعلم بالسبب الذي حملهم على ذلك.

أما المثال الأول: فهو ما صنعه محمد بن أبي بكر باذيب -ساكن جدة- من التصرف في كتب الغير، بالحذف وكتمان الحقيقة.

فانظر أيها المنصف ويا من تريد النجاة إلى حال من غيّر وبدّل أفكار الآخرين وآراءهم بأفكار وأمور لا يريدونها، وكيف أنه يسقط من نظر الناس، فلا تميل النفوس إلى الثقة به بعد ذلك، ولا تعيره اهتمام،فكيف إذ تجرأ العبد على دين الله تعالى، وترك توحيده أو نافح عن الشرك والبدع، ودافع عن دعاته ومروجيه في الأمة، فإنّ هذا أولى بأن يسقط من نظر الله –إله الناس ومليكهم-فلا يبالي به في أي واد هلك، فالتوبة التوبة عما اقترفت الأيدي،والندم الندم قبل أن يحال بين المرء وبين ما يشتهيه، والله المستعان.

قال الشيخ عبد الله الناخبي في رسالة له بعثها للشيخ محمد نصيف –رحمه الله- يشكره فيها على إهدائه له كتاب (الخطوط العريضة):"إنّ مثل هذه الكتب التي تفضلتم سيادتكم بها لنا و قد ساهمت إلى حد كبير في تكييف الموقف الذي نحن فيه ,وهذا الموقف هو الصراع بين الداعين إلىالكتاب والسنة وبين الداعين إلى قال الشيخ،وقال الحبيب، وقد وجدنا من يناصر الحق منالإخوان،وتغلبنا على كثير من الصعوبات، ولله الحمد, والفضل لله ثم لكم ولبقيةالإخوان الذين يساهمون إلى حد كبير في مساندتنا, أما رسالة الخطوط العريضة فشكراً وألف شكر على اهتمامكم بطبعها" ([3] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn2)).

فقد حذف محمد باذيب-هداه الله- من قوله: (وهذا الموقف) إلى (مساندتنا) في كتابه (ثبت مرويات العلامة عبد الله بن أحمد الناخبي) ثم الصق هذا بهذا،وظنّ أن ذلك سيخفى على الناس، فخاب ظنه في ذلك؛ فأظهر الله تعالى ما تجرأ على حذفه في مكان آخر (وهو كتاب ترجمة الشيخ محمد بن حسين نصيف) -السابق ذكره-وهل يظن محمد باذيب أنه بحذفه بعض كلام الشيخ الناخبي سيجعله في مصاف الصوفية الذي خالفوا منهج السلف الصالح، فهل تأمل من يرى أنّ الشيخ الناخبي من مشايخه إلى قول الشيخ:"وهذا الموقف هو الصراع بين الداعين إلى الكتاب والسنة وبين الداعين إلى قال الشيخ،وقال الحبيب ... إلخ"؛ليعلم الفرق الكبير بين من يدعو إلى مذهب السلف ومن يدعو إلى مذهب الشيخ ومذهب الحبيب.

يقول الشاطري:"ولقد أورد العلماء والمحدثون والمؤرخون أحاديث كثيرة في فضل الحضارم ([4] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn4)) تدل على ما يمتازون به من أمانة وطاعة ورقة ... " ([5] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn5)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير