تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمثال الآخر لمجانبة محمد باذيب للأمانة ما فعله بكتاب (إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت)،لمفتي حضرموت وقاضيها في زمنه عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف (ت1375هـ):حيث حذف عند الكلام عن بلدة سيئون بعض الصفحات، فكان الحذف بترقيم المخطوط (من ص595 إلى صفحة 600،وفي النسخة الأخرى ص164 - 165) ([6] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn6)) ولا حول ولا قوة إلا بالله. وفي المطبوع يبدأ الحذف من ص707) ولعل من أسباب الحذف أن الكلام لم يناسب محمد باذيب ومن على شاكلته لأن فيه محاربة ابن عبيد الله للخرافات والغلو علي بن محمد الحبشي-صاحب القبة الكبيرة بسيئون-،وكذلك استشهاده بكلام علماء أهل السنة كابن تيمية وتلميذه ابن القيم في الرد على القبوريين، يقول ابن عبيد الله:"ولطائفة الشيخ محمد بن سعيد باطويح غلو شديد في مدحه وتدارس الثناء عليه، وتفضيله على جميع العلماء والأولياء والحط من سائرهم لحصر فضيلته التفرد عليه بدون مبرر سوى ما تقدم،ويدعون له القطبانية،والتصرف في الأكوان،ويستغيثون به من دون الله،وإذا اجتهد أحدهم في اليمين حلف به فلا يكذب ولا يحنث بخلاف ما إذا حلف بالله فإنه قد يحنث وقد يكذب،وكأنما يتوكأون في هذه الترهات على مثل قوله في وصيته للسيد عمر بن حامد السقاف:اعلم أنّ الأصل المحكم أساسه الفناء في الشيخ بأن تشهده في المرتبة التي ليس فوقها إلا درجة النبوة،وأن لا تشهد له بشرية،بل تراه عين الكمال في جميع أطواره،وافهم السر في قوله صلى الله عليه وسلم:لو اعتقد أحدكم في حجر اهـ. فهذه هي بذرة بدعتهم،وخميرة غلوهم،مع أنّ العلامة ابن تيمية والحافظ ابن حجر يقولان أنّ ذلك الحديث كذب لا أصل له ([7] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn7))، بل قال العلامة ابن القيم أنه من كلام عباد الأصنام ([8] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn8))، وفي الأصل بسط للمسئلة ولما انتهى بهم الحال إلى أمور شنيعة ربما اقترب من القرمطة أنكر عليهم علماء زمانهم وفي مقدمتهم:مفتي الديار الحضرمية السيد عبد الرحمن بن محمد المشهور، وعمنا عبد الله بن محسن بن علوي السقاف،والسيد عمر بن عيدروس بن علوي العيدروس .... إلخ " ([9] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn9)).

بالإضافة إلى حذفه بعد ذلك ما ذكره ابن عبيد الله عن شيخ بن محمد الحبشي (ت1348هـ) (خ ص166):"وكان بيني وبينه إخاء وود وكان لا يبالي في زيارتي والتردد علي بلوم لائم ممن على شاكلة باطويح توفي سنة 1348هـ ودفن بقبة أخيه ولكنهم طمسوا قبره لئلا ينافس تابوت أخيه الضخم؛ لأن تلك الطائفة كما أرادت حصر الظهور عليه في حياته كذلك شاء انفراده بضخامة القبر والتابوت بعد مماته. وبما أن السيدكان عذب الشمائل رقيق الحاشية ... ".

فقد حذف باذيب كما في المطبوع من قول ابن عبيد الله (ولكنهم طمسوا) إلى (بعد مماته)، ليخرج أبناء علي الحبشي وجماعته من العهدة في الغلو في قبر علي الحبشي، ليحملها طائفة محمد بن سعيد باطويح فقط، وهذا مجانب للعدل والأمانة في النقل والمراد.

ولعل المشرب الصوفي من الأسباب التي حملته على صنيعه، فقد ذكر بعضهم على موقع ملتقى أهل الحديث تحقيق محمد باذيب لكتاب (منحة الإله) لسالم بن حفيظ الحضرمي،حيث جاء فيه (ص 119): "وهنا أحببت أن اثبت شيئا مما بلغني من فضائل شيخنا عبد الرحمن المشهور مما سمعته منه أو من بعض خواصه الثقات , فمما سمعته منه رضي الله عنه قال:رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة فطلبت منه الإجازة فأجازني في قول: لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم ما تيسر.

وقال لي ذات يوم: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكل عندي وأكلت معه في مربعتي هذه , وأشار إلى محل بقرب الباب الشرقي النافذ إلى السطحة وذلك المحل هو الذي قبض روحه الطاهر فيه رضي الله عنه ونفعنا به.

وقال لي أيضا:"في سنة 1314: يا ولدي منذ عشرين سنة قال لي المصطفى صلى الله عليه وسلم: يكفيك يا ولدي من علم الظاهر عليك بعلم الباطن ,ونحن نقرئ الناس إلا هو كذا , ولم أسأله هل قال له ذلك في اليقظة أو في المنام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير