ويقول في (ص 120):" وقال لي مرة: رأيت الكعبة المشرفة مبنية إلى السماء. وأخبرني ذات يوم أنّ ثلاثة من الملائكة ألبسوه بلباس الشيخ الإمام عبد الله بن علوي با علوي من رأسه إلى قدمه.
وقال مرة:الحمد لله ما أصلحت السور على أهل بدر بتريم إلا بعد ما حصل لي الإذن من أهل البرزخ.
وكان كثيرا ما يقول: إن الخضر عليه السلام صلى ورائي ثلاث مرات.
وقال في (ص 127) في ترجمة شيخه علي بن عبد الرحمن المشهور":وفي 7 ربيع الأول سنة 1317ه أجازني في الإكثار من هذه الصلاة وهي:الصلاة والسلام عليك يا سيدي يا رسول الله قلّت حيلتي أدركني. كما أجازه الحبيب العارف بالله زين بن عمر عيديد عن الحبيب علوي بن زين الحبشي وعن الشيخ سالم بن محمد با وزير مولى النقعة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.
وقال في (ص153) في ترجمة شيخه علي بن محمد الحبشي:وسمعته يقول: إن الحبيب أبا بكربن عبد الله العطاس يقول: من رآني أو رأى من رآني - وهكذا إلى أن انقطع نفسه - فأنا ضمين له بالجنة.
وقال في (ص 154:): "وسمعته يقول: إن أخي سالم بن أبي بكر العطاس لما مات رفع العذاب من البرازخ كلها شهر زمان , وإني قلت مرة: ما نجد روحك في الدنيا؟ قال: روحي في البيت المعمور مع النبيين والصالحين.
وقال في (ص 157) في الترجمة ذاتها:" وبنيت على ضريحه قبة مقصودة بالزيارات مشهورة بقضاء الحاجات".
ولم يعلق محمد با ذيب-محقق الكتاب- على هذه الخرافة وما فيها من الشرك والبدع بشيء في الكتاب المطبوع ,ولا غرو حينئذ في حذف ما لا يناسبه من كلام ابن عبيد الله السقاف الذي اشتهر بشن الغارات على خرافات الصوفية.وبدعهم، ومنها ما ذكره في كتابه (إدام القوت) بعناية محمد باذيب (ص688) عن مسجد لأقاربه:"لا يدخل مسجدهم طبل ولا يراع، ولقد عمل الشيخ عوض جبران تابوتاً لقبر جدي المحسن فمنعته من وضعه عليه".
وأذكّر محمد باذيب أن من يدافع عنهم، ويخفي أخطاءهم وجنايتهم على أنفسهم قبل جنايتهم على المسلمين أنّ ابن عبيد الله قد تحرر من كثير من تلك الخرافات والمخالفات، لذا وصم من بقي على التصوف والغلو بأدعياء الولاية، والمتاجرين بها، وعشاق الخرافات، وبالمغرورين، وبالخرافين ([10] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn10)) وغيرها من الأوصاف التي ينبغي نبذها والتبرؤ منها.
فجدير بمن أعطاه الله مقدرة على التأليف والتحقيق أن يتقي الله جل وعلا في ذلك، وليعلم أن الصدق والأمانة نجاة،وأن مجانبة ذلك هلكة وإن ظن صاحبها أن فيها النجاة، فمن تصرف بمؤلفات وتراث الغير فإن أمره سيظهر عاجلا أم آجلا، وحينئذ سيسقط ثقته من نظر الناس، وسيكون سببا لعزوف الناس عن تحقيقاته ومؤلفاته وحرمانهم مما في طياتها من حقائق وأمور مفيدة، ولكن هذه عاقبة المخالفة.
ويتساءل المؤرخ صالح الحامد في مقدمة تأريخه عن السبب الذي صرف علماء حضرموت في الماضي عن تأليف تاريخ حافل عن حضرموت فقال:"فهل كانوا يجهلون شأن التأريخ وأهميته في فنون التأليف؟ أم شغلهم عنه ما رأوا من النسك والعبادة والمجاهدة فيها، وصرف الاهتمام في العلوم الدينية والإكباب على الكتب الصوفية؟ " ([11] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn11)).
ويقول أيضا:"لا أستبعد أن للروح الصوفية عملها البارز في صرف العلماء والمتنورين من رجال الماضي عن الاهتمام بالتاريخ، ومن صرف بعض الوقت في تدوينه ... " ([12] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn12)).
بل إنّ أعظم ما يسأل عنه صوفية حضرموت ومن جرى في فلكهم من تضييعهم وتفريطهم لتوحيد الله، والاهتمام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومحاربة الشرك والبدع، فإذا ضاع هذا الأمر فهم لما سواه أضيع.
ويقول الحامد:"هذا وأرجو أن أكون فيما كتبته قد لازمت محجة الحق غير متأثر بهوى، ولا نازع إلى غرض، فالتاريخ أمانة على عواتقنا عظيمة الخطر يجب أن نؤديها إلى الأجيال القادمة كما هي بمنتهى التحري والإنصاف، غير حائدين لحظة واحدة عن سبيل النزاهة والعدل" ([13] ( http://www.soufia-h.net/newthread.php?do=newthread&f=5#_ftn13)).
¥