1) مقرئ الحرمين أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن أبي مشيرح الحضرمي المجاور بمكة المكرمة وصاحب كتاب (المفيد في القراءات الثمان) والذي أختصره من كتاب التلخيص لإبي معشر، ومن أبرز تلاميذ هذا الإمام الإمام طاهر بن يحيى بن أبي الخير العمراني قرأ عليه في منتصف القرن السادس ترجم له ابن الجزري في طبقات القراء.
2) الشيخ الإمام سالم بن فضل بن محمد بن عبد الكريم بافضل مدشن النهضة العلمية بتريم، وصاحب القصيدة الفكرية المشهورة التي بيّن فيها فكره وعقيدته، وقد أثنى عليه ناشر المذهب الشافعي الإمام محمد بن علي القلعي في قصيدته التي بعثها له من مرباط بظفار والتي يقول فيها:
فبسالم سلمت شريعة أحمد ... عما يود قناتها أو يكسر
جرت تريم على المجرة ذيلها ... عجباً وحق لها الفخار الأكبر
إلا إن أعداء النهضة العلمية بتريم كسروا قناتها بقتل هذا الإمام، والذي يعد أكبر علماء تريم على الإطلاق على حد قول السيد بن عبيد الله كما في إدام القوت ص496 وتشير إشارة ابن عبيد الله إلى أنه مات مقتولاً كما في مواضع من الإدام:
ـ أما الموضع الأول ففي ص 492 قال (أما الشيخ سالم بافضل فقد توفي شهيداً بتريم سنة 581 صرح بذلك العلامة الجليل عبد الله بن أبي بكر قدري باشعيب) فقد قال باشعيب كما في صلة الأهل:
والشيخ سالم الذي أحيا ... المدارس في الحجر
قتلوه ظلماً وهو في ... محرابه يتلو السور
ـ أما الموضع الثاني من الإدام ص493 قال (ولم يذكر ذلك الخطيب في الجوهر _ أي قتل الشيخ سالم _ مع أن مثل ذلك لا يخفى عليه، وليس بغريب منهم إغفاله فقد أغفلوا ذكر قتل السيد سالم بن بصري، والظاهر أن شهادة الشيخ سالم بافضل لم تكن على يد الغز أمراء الأيوبيين، إذ لو كانت على يدهم لم يكن مانع من ذكرهم كما ذكروا قتلهم لآل أكدر وغيرهم وفي نفس السياق قال (ولئن أشكل وجود أرباب العلوم لذلك العهد مع قول الخطيب في الجوهر إن العلم كاد أن يتلاشى حتى أحياه الشيخ بافضل المقتول بتريم 581 هـ.
ـ أما الموضع الثالث ففي ص 496 من الإدام قال وقد دللنا بالأصل _ يقصد بضائع التابوت _ على انحراف الشيخ سالم بافضل عن العلويين وانتفاء ذكره هنا يقصد في الجوهر بين محبيهم ومعظميهم مما يؤكده وهو أكبر علماء تريم لذلك العهد بل حضرموت على الإطلاق).
والعجيب أن القوم قد لفقوا في ترجمته ما لا يتفق وسيرته العلمية فانظر مثلا ما في صلة الأهل ص 44 نقلا عن الجوهر أنه يشفع كل يوم لسبعين معذبا ووقع لأحمد بن محمد المحضار وقت وروده إلى تريم زار ضريحه وقال نطلب منك أن تخصنا بهذا اليوم نحن وأهل قويرتنا ثم أخذته غيبة عن الحاضرين ثم أفاق وقال طلبت من الشيخ أن يجعل هذا اليوم لنا ولأولادنا وعائلتنا بالقويرة وأني أحصيتهم فكانوا سبعين نفرا فأجابنا إلى ذلك إ. هـ وملامح التلفيق بادية هنا ولا نطيل.
3) العالم الشحري أحمد بن محمد الحاسب والذي التقى به عمارة المؤرخ اليمني في عدن سنة 529هـ، وهو صاحب حل في مسألة بني زريق في الفرائض في المناسخة والتي بلغت خمسين بطناً، والقصة في المفيد في تاريخ عمارة معروفة.
4) وكذلك آل أكدر يحيى بن سالم أكدر وأخوه أحمد بن سالم اكدر الذين استشهدوا في تريم في فتنة الزنجيلي عام 576، وقاضي شبام أحمد بن إبراهيم باجحوش، والمحدث الهجراني الذي رحل في طلب الحديث، والإمام علي بن أحمد بامروان وعبد الله عبد الرحمن باعبيد صاحب الإكمال وباعيسى وآل باماجد وآل بكير وغيرهم كثير.
لا شك أن لدينا في حضرموت وحاضرتها تريم إلى جانب الحواضر الأخرى كانت تعج بالعلماء من أهل السنة، وكما تعرفون الكتب الفقهية ككتاب بامروان وشيخه الإمام القلعي تدرس كتبهم إلى اليوم، أما القوم فأبرز كتابهم هي كتب المناقب والتي ينشدون من ورائها الجاه المنفوخ! وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في منهاج السنة (والناس كذبوا في المناقب والمثالب) فأبرز كتبهم كتب المناقب هذه الكتب التي نستعرض بعض ما ورد فيها متسائلين لماذا تريم العلم والفقه والأدب تحتفي بالمعتوهين وبالمشردين على حد قول الدكتور باعيسى ولا تحتفي بالابن الشرعي الذي أوجده العلم الحقيقي؟
ولماذا ترتاب في الزائرين على حد قول الدكتور باعيسى؟
¥