تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وما دمنا بصدد استعراض كتب مناقب القوم ومآثرهم لا بأس أن نعرج على بعض الشخصيات التي أبرزوا دورها في الإحتفائية، لقد أظهروا للعالم أن المهاجر أحمد بن عيسى جد العلويين هو صاحب النهضة العلمية في تريم، لكن عند التفتيش والتقميش لم نجد لهذه الشخصية شيئا يذكر لا خطبة لا كتاب لاقصيدة لا فتوى لا درس بل ولا حتى نقل فقهي في كتب القوم أنفسهم، بل كما تذكر كتب القوم أنه بقي في منطقة معزولاً وشهد شاهد من أهلها وهو السيد بن عبيد الله حيث قال كما في الإدام ص435 (واقتصروا في الإمام أحمد بن عيسى على ذي العقل الكبير والقلب المستنير والعلم الغزير، لأجل السجع ولو كان واسع العلم لبسطوا القول فيه كما لم يكروا ولده عبيد الله ولا محمد صاحب الصومعة ولا علي العريضي ولا علي خالع قسم بعلم أصلاً).

وذكر في نفس السياق ص429 أن عبد الله بن عمر بامخرمة في الذيل على طبقات الشافعية للإسنوي لم يذكر فقيهاً من العلويين إلا الفقيه المقدم، وقال بأن أكثر مشايخ الفقيه المقدم من غير العلويين ومن أبرزهم عبدالله بن عبد الرحمن باعبيد صاحب الإكمال، والإمام العلامة علي بن احمد بامروان والإمام محمد بن أحمد بن أبي الحب، كما أن المؤرخ اليمني ابن سمرة الجعدي لم يذكر أحدا منهم مع ذكره لفقهاء تريم في القرن السادس.

ومع ما قدمه بامخرمة من شهادة للفقيه المقدم إلا أننا نفتقر إلى مايدل على أنه كتب أو خطب أو ألّف أو حتى نقل عنه في الفقه ما يدل على كزنه مقدما في الفقه قال ابن عبيد الله كما في الإدام ص (434) (ولا شاهد بشيء من ذلك على التوسع في العلم بإمارة المشاهدة فآلوا الجاه عند البوادي والعامة ...... ولا ينتسب منهم إلى العلم إلا القليل فأرى إنه مبالغ فيما ينسب منه إلى الأسلاف الطيبين).

أعتقد إن الصورة أصبحت واضحة وقد قراها ابن عبيد الله قبلنا، بل قال كما في الادام ص 492 (ثم إن المؤرخين يكثرون من علم المهاجر ومن بعده إلى علي بن علوي خالع قسم ويذهبون به إلى غايات بعيدة وللشك في مثل ذلك منافذ كثيرة).

ودرج القوم على هذا المنوال من مدح قومهم وإسباغ عليهم صفة العلم وما فوق العلم من الكرامة بل وأن منهم من هو شيخه الجن والإنس والملائكة كما ذكر ذلك صالح الحامد في تاريخ حضرموت الجزء الأول (ص 200).

فالكتب جل الكتب التي كتبها القوم هي كتب مناقب مزعومة ومن أبرزها:

1 - البرقه المشيقة.

2 - غرر البهاء الضوي.

3 - الجوهر الشفاف.

4 - المشرع الروي.

5 - العقد النبوي.

وهناك العشرات من هذه الكتب سنقف على ما في هذه الكتب من مخاطر على العقيدة السليمة بل وحتى على الأخلاق ولنبدأ من البرقة لكوننا بدأنا بالعلم والثقافة لنرى ثقافة القوم جاء في البرقة في (ص 105) في ترجمة الفقيه يقول السكران: (كان له حضرات محضورة ومشاهد مشهورة ومجالس مشهودة يحضرها الملائكة والأنبياء ورجال الغيب والخضر والأولياء والصالحون الأحياء بأجسامهم والأموات بأرواحهم .... !!!!) والنص هذا نفسه موجود في غرر البهاء الضوي (ص 153) وكذا في المشرع الجزء (2/ 10) ويقول بعضهم كما في الغرر (ص 152): (ما نفضل على الفقيه محمد بن علي من الأولياء أحداً إلا أن يكون من الصحابة)، وهم بهذا يناقضون أنفسهم بل يفضلونه حتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليكم النص من الجوهر الجزء 1/ 79 مخطوط قال: (كتب شيخ شيوخنا الشيخ محمد بن علي باعلوي إلى الشيخ سعد الدين الظفاري الشحري (يتحداه) لما أنكر عليه بعض الألفاظ التي تصدر منه فقال: (إنه عرج بي إلى سدرة المنتهى سبع مرات في ليلة واحدة وفي رواية سبعاً وعشرون مرةً وفي رواية سبعين مرة)!!

علماً بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يعرج إلى السماء إلا مرة واحدة أرأيتم ثقافة القوم وفي (ص 95) من الجوهر: (عن الشيخ فضل بن عبد الله بافضل إنه كان يقول دابة الفقيه المقدم محمد بن علي تعرف طرق السماء كما تعرف طرق الأرض) ولا أريد أن أعلق على هذا الكلام غير أنني أحيلكم على الخبير بالقوم ابن عبيد الله قال كما في ديوانه المطبوع (ص 258): (وقد اتفق لي في شرخ الشباب أن أفضت في درسي كجاري عادتي في النعي على الخرافيين وتفنيد مزاعمهم وأنكرت قول بعضهم إن أتان الفقيه المقدم قدس سره كانت تعرج إلى السماء وتأتي بخبرها طرفي النهار مع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير