تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[معنى قول السلف (أمروها كما جاءت)]

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[08 - 10 - 09, 01:06 م]ـ

عقيدة السلف في الصفات:

معنى قولهم "أمروها كما جاءت"

منقول من موقع عقيدة السلف الصالح ( http://as-salaf.com/article.php?aid=68&lang=ar)

مقدمة:

وردت عدة آثار صحيحة عن السلف الصالح في أحاديث الصفات بأنها " تُمر كما جاءت بلا كيفَ "، وعن بعضهم بأن "قراءته تفسيره"، ولكن ما معنى أقوالهم هذه؟

سيتبين الجواب عن هذا السؤال في هذا المقال إن شاء الله تعالى.

ذكر بعض هذه الآثار:

- سفيان بن عيينة (198 هـ): قال أحمد بن نصر: سألت سفيان بن عيينة قلت:

"يا أبا محمد أريد أسألك"، قال: "لا تسأل"،

قلت: "إذا لم أسألك فمن أسأل"، قال: "سل."

قلت: "ما تقول في هذه الأحاديث التي رويت نحو: القلوب بين أصبعين، وأن الله يضحك أو يعجب ممن يذكره في الأسواق؟ "

فقال: «أمروها كما جاءت بلا كيف.» (1) سنده صحيح.

وقال في رواية: «كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل» (2)

وفي لفظ: «كل ما وصف الله به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عنه.» (3)

- الأوزاعي (157 هـ)

- سفيان الثوري (161 هـ)

- الليث بن سعد (175 هـ)

- مالك بن أنس (179 هـ)

قال الوليد بن مسلم: سألتُ الأوزاعي وسفيان الثوري ومالك بن أنس والليث بن سعد عن هذه الاحاديث التي فيها الصفة والرؤية والقرآن فقال: "أمروها كما جاءت بلا كيف." (4)

وفي رواية: " سألت سفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي في الرؤية والصفات قال: أمروها على ما جاءت، ولا تفسروها." (5)

- أحمد بن حنبل (241 هـ): قال أبو بكر المروذي: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تردها الجهمية في الصفات، والرؤية، والإسراء، وقصة العرش، فصححها أبو عبد الله، وقال: «قد تلقتها العلماء بالقبول، نسلم الأخبار كما جاءت، قال: فقلت له: إن رجلا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت، فقال: «يجفى»، وقال: «ما اعتراضه في هذا الموضع، يسلم الأخبار كما جاءت.» (6)

- قال أبو عيسى الترمذي (279 هـ): «وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم روايات كثيرة مثل هذا ما يُذكر فيه أمرُ الرؤية أن الناس يرون ربهم وذِكرُ القَدَمِ وما أشبه هذه الأشياء. والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن المبارك، وابن عيينة، ووكيع وغيرهم أنهم رَوَوا هذه الأشياء، ثمَّ قالوا: " تُرْوى هذه الأحاديث ونؤمن بها، ولا يُقالُ: كَيفَ؟، وهذا الذي اخْتَاره أهل الحديث أن يَرْووا هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تُفسر ولا تتوهَّمُ ولا يُقالُ: كيفَ، وهذا أمرُ أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه. ومعنى قوله في الحديث "فيعرفهم نفسه" يعني يتجلى لهم.» (7)

معناها:

يتضح معنى قولهم بما ورد صريحا في هذه النصوص التي تُبيّن إثباتهم للمعنى قولا واحدًا، فقد ورد في عدد منها ذكر أحاديث الرؤية مع أحاديث الصفات أو ذكرها منفردة، وأحاديث الرؤية واضحة مفهومة المعنى، كان السلف الصالح يؤمنون بها على معناها الظاهر وهو رؤية الله عز وجل بأبصارهم عيانا من غير تكييف، وقد نقلنا الآثار الصحيحة في ذلك عنهم -رحمهم الله- في مقال "رؤية الله عز وجل" ( http://as-salaf.com/article.php?aid=51?=ar)

وكذلك في أثر الإمام أحمد عندما قال له أبو بكر المروذي: "إن رجلا اعترض في بعض هذه الأخبار كما جاءت"، فلو كان معنى "أمروها كما جاءت" تعني فقط الإيمان باللفظ دون أي معنى يُفهم منه لما كان هناك مجال للاعتراض، ولكن لأن معناها الإيمان بها على ظاهرها اعترض بعض الجهلة على ذلك لظنهم أن اعتقاد ظاهرها يعني التشبيه، وهو ليس كذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير